سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرى المنكوبين في حادث مركب رشيد تتشح بالسواد حدادًا على أرواح الضحايا.. أهالي "الجزيرة الخضراء" يشيعون جثمان "كريم حسان" ويطالبون بتغليظ العقوبات على السماسرة.. و تورط الصليب الأحمر في العمليات
سيطرت حالة من الحزن على أهالى قرية «الجزيرة الخضراء» التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، أثناء تشييع جثمان كريم فايز حسان، 15 عامًا، أحد ضحايا «مركب الرسول»، الذى غرق قبالة سواحل رشيد، أمس الأول، وعلى متنه أكثر من 300 مهاجر غير شرعى. «البوابة» انتقلت لمنزل الضحية، ووجدت والده فاقدًا للوعى، وفور استيقاظه قال «حسبى الله ونعم الوكيل منهم لله السماسرة ضيعوا ابنى، لم أعلم بسفره إلا أننى فوجئت به يتصل بى ويقول لى إنه فى مركب واستغاث بى لأن المركب يغرق واتصلت بالمسئولين لإغاثته دون جدوى، حتى علمت فيما بعد بغرقه»، مطالبًا بالقصاص لروح ابنه من سماسرة الهجرة غير الشرعية. وقال على حسان، عم المتوفى: «إن شقيقه شخص غلبان لا دخل له، ولديه 5 أبناء منهم كريم، الذى كان يرغب فى السفر كبقية أبناء القرية الذين يسافرون للخارج للعمل، بعضهم حالفه الحظ ووصل للشواطئ الأوروبية واستقر بها، وتمكن من العمل فيها، وجنى أموال، والبعض الآخر مات فى عرض البحر منهم من تم استخراج جثته ومنهم من استقر فى قاع البحر أو ابتلعته الأسماك». محمد عادل، من أبناء القرية، قال: «مفيش شغل فى البلد والحال معدوم والصيد معدش بيجيب همه، والفقر بهدلة ومعدش حد بيسلف حد ولا بيصبر على حد، الناس بتجازف بحياتها وحياة عيالها وبتقول يمكن تصيب ويسافر ويوصل ويبقي زى فلان وفلان اللى ربنا فتح عليهم، لكن للأسف السماسرة مفيش فى قلبهم رحمة، عايزين يركبوا على المركب 1000 واحد وكل واحد له تمن لكن لما بيموت ميعرفوهوش ويبقى ميت رخيص بدون تمن». أما م. ح، من أبناء القرية، فأكد أن «المركب مملوكه لأحد أبناء القرية المقيمين بالإسكندرية، وحصل على مبلغ 25 ألف جنيه من كل شخص، وبلغ إجمالى ما تم جمعه 12 مليون جنيه، وتم تقسيم جزء من المبلغ على ريس المركب والطاقم الخاص بالمركب، بخلاف المندوبين والسماسرة اللى جابوا الشباب ومنهم شباب أفارقة». وطالب أبناء القرية بمحاسبة المتورطين فى الحادث وتقديمهم للمحاكمة العاجلة مع تغليظ العقوبات، مؤكدين أن كبار السماسرة غير معروفين والتجارة فى تهريب البشر تحقق أرباحًا أكثر من تجارة السلاح والمخدرات. يوسف الصباغ، ريس مركب، وقريب أحد الضحايا، قال إن قرية الجزيرة الخضراء وتوابعها من قرى برج مغيزل، السكرى، وأبوخشبة بمطوبس، تعتبر قرى منكوبة، لا تعرف الراحة ولا تنتهي دموع نسائها على فقد رجالها وأبنائها، مضيفًا أن العدد الحقيقي للضحايا غير معروف وما يزيد الطين بلة، أن أقارب الضحايا أنفسهم لا يعرفون بسفرهم إلا صدفة كون أبنائهم يسافرون خلسة وخفية خوفًا من منعهم من قبل أهاليهم. وأكد أن المعلومات تؤكد أن المركب كان على متنه أكثر من 300 فرد، غالبيتهم سوريون وأفارقة ومصريون، بينهم 10 من قرية الجزيرة الخضراء. أما محمد عبده الحصرى، فقا: أنا ابن خال المتوفى، وأعمل مراكبى، وبعد أن علمت بالحادث توجهت بمركبى للبحر بحثا عن المركب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى المسئولين لم يسهلوا مأموريتى ولم يبلغونى بمكان الحادث ووصلت حتى حدود برج البرلس، ثم عدت مرة أخرى حيث فوجئت بأيادى الضحايا تشير إلى وتستغيث، وهم يغرقون، فتوجهت إليهم وتمكنت من إنقاذ 96 شابًا من مختلف الجنسيات كما تمكنت من انتشال جثة سيدة سورية، وكان مكان الحادث على بعد 12 كيلومترا فى البحر من غرب رشيد. وأضاف أن المسئولين ادعوا أنهم هم الذين انتشلوا الجثث والضحايا وذلك غير صحيح، وأضاف أن بعض كبار المسئولين يشتركون فى تلك العمليات لتحقيق الربح الوفير، كما أننا نعرف أسماء بعض هؤلاء السماسرة والأمن يعلمهم. أما خميس عرفة، من قرية برج مغيزل بكفر الشيخ، والتى كثيرًا ما تعرضت لحوادث مشابهة، فقال إن أهالى القرية والضحايا حائرون بحثا عن جثامين أولادهم. فهم حائرون بالسيارات بين ثلاجات مستشفيات رشيد والمحمودية وإدكو وأبوحمص، وكفر الدوار بمحافظة البحيرة للتعرف على جثامين أولادهم. من جانبه قال اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ: إنه يتابع، أعمال انتشال الجثث بحادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية بالبحر المتوسط على بعد 12 كم شمال شرق بوغاز رشيد. وأضاف المحافظ أن الحادث تم اكتشافه من قبل أهالى الجزيرة الخضراء واكتشاف أحد الصيادين بالبحر غرق المركب، والذى قام بالمشاركة فى عمليات الإنقاذ الأولية، وعلى الفور أوفد المهندس على عبدالستار رئيس مركز ومدينة مطوبس للمتابعة الميدانية لعمليات الإنقاذ وانتشال الجثث. وأشار المحافظ إلى أن من بين الجثث اثنين فقط من قرية الجزيرة الخضراء التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، ومازالت هناك محاولات للبحث عن آخرين بمعرفة القوات البحرية المصرية وطائرات الهليوكوبتر التابعة للقوات المسلحة. من ناحية أخرى قال محمد عبادة، من قرية بلوفر التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، صديق محمد على سليم، 23 سنة، إن صديقه اتصل به فى الساعة الخامسة صباحًا وقال له «المركب بيغرق الحقونا.. الحقونا.. بنموت، قائد المركب هرب وجه لانش أخده ومشى اتصلوا بالشرطة.. بنموت». وأضاف: صديقى «المفقود» خرج للهجرة غير الشرعية منذ أسبوع من المنزل، حيث كان يجلس بأحد المنازل المعدة لاستقبال المهاجرين الخاصة بالسماسرة فى مدينة رشيد وتوابعها بعيدًا عن ملاحقة الأجهزة الأمنية وحرس الحدود، لافتًا إلى أنه كان يعمل على «توك توك» بالقرية. وتابع: حاولت السفر لدولة إيطاليا عن طريق الحدود المصرية مع دولة ليبيا عن طريق التهريب، ولكن قوات حرس الحدود تمكنت من ضبطنا، وخلال الرحلة رأيت الموت بعينى وعقب عودتى لمنزلى حمدت الله على النجاة والعودة لمنزلى سالمًا وقررت عدم تكرار المحاولة مرة أخرى. ولفت «عبادة»، أن جميع الشباب بقرية بلوفر التابعة لمركز كفر الزيات، يسافرون إلى دولة إيطاليا نظرًا لعدم وجود فرص عمل، حيث يقوم أهالى الشباب بالاتفاق مع السماسرة بالهجرة لدول أوروبا عن طريق توقيع إيصال أمانة للسماسرة بمبلغ 28 ألف جنيه، وتسديدها فور وصول ابنهم لإيطاليا، والاتصال بهم بوصوله. وأكد أن سماسرة الهجرة غير الشرعية يتفقون مع أفراد من الصليب الأحمر والكنيسة بإيطاليا، حيث يستغيثون بالنجدة لإنقاذهم فور اقترابهم من الشواطئ الإيطالية، ليتم إنقاذهم ونقلهم إلى أماكن مخصصة لتدريبهم وتعليمهم.