أكد الناقد السينمائى الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، أن الدورة 32 تحمل العديد من المفاجآت، منها زيادة عدد الأقسام، مشيرًا إلى أنه يواجه حربًا ممنهجة لإفشال الدورة، كما كشف خلال هذا الحوار مع "البوابة ستار " ، عن أبرز المحطات فى مشواره خلال 3 أعوام ترأس خلالها المهرجان، والتحديات التى تواجهه للارتقاء به لمصاف الفعاليات الدولية الكبيرة. ■ كيف قسمت مسابقات المهرجان؟ - منذ تسلمت رئاسة المهرجان فى عام 2013 كانت مسابقات المهرجان مقتصرة على قسمين فقط، فعمدت إلى زيادتها إلى 4 مسابقات وفى العام 2014 وصلت إلى 5، وفى هذا العام تم التقسيم إلى 6 مسابقات، أولها المسابقة الرسمية والمقصود بها مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام الروائية، وهى تتضمن 15 فيلما من 15 دولة، أما المسابقة الثانية فهى مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام القصيرة ويشارك فيها 25 فيلما من 15 دولة، ومسابقة نور الشريف للفيلم العربى وقسمت إلى جزء روائى وآخر وثائقى طويل وقصير، ومسابقة محمد بيومى لمبدعى الإسكندرية، ليكون الإجمالى ما يقارب 280 فيلمًا من 29 دولة. ■ وما الهدف من زيادة عدد أقسام المهرجان؟ - لأننا كنا بحاجة ماسة إلى التضامن العربى فى ظل الأجواء السياسية التى تعيشها المنطقة فى تلك الفترة الحساسة، وخاصة عام 2013 فى ظل حظر التجوال ومنع أوروبا رعاياها من دخول مصر، فأضفت مسابقة البحر المتوسط للفيلم الطويل والقصير، وأضفت مسابقة العرض الأول، وبعدها مسابقة نور الشريف للأفلام الروائية كنوع من احتواء أكبر قدر من الأفلام. ■ وهل أُلغيت مسابقة شباب إسكندرية؟ - لم يتم إلغاؤها بل على العكس ففكرة تخصيص جزء من المهرجان للشباب السكندرى، هدفها الأول تسليط الضوء عليهم، وفى أول سنة أضفت هذا القسم وأقمنا له حفلى افتتاح وختام مستقلين، وجعلنا من اسم الفنان السكندرى محمد بيومى عنوانا للمسابقة كنوع من التكريم له كرائد من رواد السينما المصرية، وعندما طلب منا الشباب السكندرى الوجود خلال فعاليات المهرجان وليس فى جزء مقتطع بعيدا عن الفعاليات، لبينا رغبتهم وبالفعل هم مشاركون فى المهرجان ولم نقم بالإلغاء كما أشيع، ونشارك هذا العام 17 فيلما، وتم تخصيص مبلغ 16 ألف جنيه من إدارة المهرجان و10 آلاف جنيه مقدمة من نقابة السينمائيين للفائزين، ونقدم لهم ورشا متخصصة مجانية للتصوير والإخراج والديكور على أيدى فنانين كبار. ■ ولماذا يعانى المهرجان كل عام من قلة مشاركة الفيلم المصري؟ - لعدد من الأسباب منها قلة الإنتاج عمومًا، وقلة الأفلام الصالحة للمشاركة فى المهرجانات، وهناك من يفضل المشاركة فى مهرجان القاهرة السينمائى، وهناك من يفضلون المشاركة فى مهرجانات سينمائية خارج مصر، وهذا العام لدينا فيلم «روج» وفيلم «منطقة محظورة» وهى مشاركة معقولة فى ظل الأسباب السابقة. ■ ولماذا اخترت «السينما والمقاومة» كعنوان لهذا العام؟ - لمرور 60 سنة على تأميم قناة السويس والانتصار على العدوان الثلاثى وتغيير مسار التاريخ بهذا الحدث، وتم تدشين حركات التحرر فى عدد من الدول منذ ذلك التاريخ، ولذلك كانت تسمية «السينما والمقاومة» ضرورة ملحة، فعمدنا إلى جعل كل من سوريا والجزائر وفلسطين ضيوف شرف لهذه الدورة لأنها حملت لواء التحرر ضد الاستعمار على مدار سنوات وتكبدت خسائر جسيمة فى تلك الحروب، وأضفنا لهم من الدول الأجنبية اليونان لأنها أيضا عانت من ويلات المحتل التركى لسنوات. ■ ولماذا «القدس» تحديدًا يتم الاحتفاء بها هذه الدورة؟ - كتمهيد للعام المقبل، لمرور الذكرى الخمسين على احتلالها.. القدس قضية فى طريقها للنسيان فى ظل الظروف السياسية التى يمر بها الوطن العربى، ويجب أن تكون حاضرة وبقوة على الأجندة الفنية والسياسية، ولذلك عقدنا مؤتمرا صحفيا خاصا بالقدس بحضور السفير الفلسطينى، كنوع من التأكيد على أهمية القضية وليست مجرد عنوان داخل المهرجان وبالفعل تحقق ما سعينا إليه بتصريح القيادة الفلسطينية عن عزمها تسليط الضوء على القدس فى هذه الفترة الحساسة، وكان الهدف أسمى من مجرد عرض 7 أفلام عن القدس، وهو جعل العام القادم هو عام القدس فى السينما العربية لجميع المهرجانات، وفى العام الماضى فى مهرجان «كان» قدمت إسرائيل أفلاما عديدة عن هوية القدس اليهودية، فكان يجب الرد بالسينما أيضا حتى لا نترك الساحة خالية لهم. ■ ولكن ألا تخشى من إقحام المهرجان فى أتون الصراعات السياسية؟ - تحضرنى واقعة فى الثمانينات فى مهرجان كان عندما اجتمع منتج إسرائيلى ومنتج عربى لتقديم فيلم عالمى عن حرب أكتوبر وبالفعل وافق الرئيس أنور السادات وتم عرض السيناريو على سعد الدين وهبة ليفاجأ أن الموضوع يقدم الحرب بلا غالب أو مغلوب وتم رفض المشروع، وهذا الموقف يثبت محاولاتهم المستمرة للسرقة عن طريق تزييف الحقيقة بالسينما، وفكرة السياسة المقترنة بالمهرجان موجودة منذ تقلدت رئاسته، ففى عام 2013 كانت «السينما وطن»، ثم «السينما تصنع السلام»، ثم «السينما فى مواجهة الإرهاب»، ثم «السينما والمقاومة». ■ وماذا عما تردد من تقديمك «خنجر عمانى» للرئيس الجزائرى فى مهرجان وهران؟ - ما أثير حول هذا الموضوع المختلق مقصود منه ضرب محاولاتى لدمج أشقائنا العرب فى مهرجان الإسكندرية، والجزائر تحديدا كرمتنى تكريما حافلا واختارونى لتقديم جائزة لرئيس الدولة الجزائرى من خلال مهرجان وهران السينمائى، لأنه وضع بندا خاصا للثقافة فى الدستور، وصعدت إلى المنصة وقدمت للرئيس درعا ولوحة تذكارية قدمت لى من إدارة المهرجان وبالفعل هو ما تم، أما الصورة التى اقتطعوها لخنجر فكانت جائزة أحسن فيلم وقدمت للمخرجة هالة خليل من إدارة المهرجان، وهو ما رد عليه رئيس مهرجان وهران ووزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى، نافيين وجود خنجر عمانى من الأساس. ■ هل تواجه تحديات للنهوض بالمهرجان؟ - للأسف أنا أواجه حربا ممنهجة لإفشال المهرجان، بسبب اقتحامى المناطق المحظورة، فعندما قررت إدماج قسم للفيلم العربى فوجئت بردود أفعال قوية ضد وجود مسابقة للفيلم العربى، لأننا مهرجان مختص بدول البحر المتوسط، لأن من حق أهل الإسكندرية مشاهدة أفلام من كل دول العالم وخاصة العربية منها، هذا على الرغم من أن مهرجان القاهرة السينمائى تشارك فيه أفلام من دول البحر المتوسط ويتخطى تلك الحدود التى يحاولون فرضها على مهرجان الإسكندرية، فالمسألة تتجاوز التحديات المعتادة إلى النيل منى ومن المهرجان. ■ وهل بالفعل قللت من ميزانية المهرجان؟ - قبل 2010 كانت الميزانية مليونا و750 ألف جنيه، وبعد الثورة محافظة الإسكندرية امتنعت عن تقديم أى دعم مادى لظروف البلد الاقتصادية، وكذلك وزارة المالية قلصت الدعم ليصل إلى مليون و200 ألف، رغم أننا أنفقنا العام الماضى ما يقارب من 2 مليون بعد مساهمة بعض الجهات والجمعيات، وهذا العام وصل المبلغ إلى مليون و300 ألف، بعد تقديم محافظة الإسكندرية 100 ألف كمساهمة للمهرجان، وبالتالى لم تقلص الميزانية كما يزعم البعض. ■ هل هناك مساهمات من رجال أعمال؟ - لا يوجد رجل أعمال قدم أى مبالغ للمهرجان لأنهم لا يجدون عائدا من المساهمة، رغم أن عدد ضيوف المهرجان تضاعف عشرات المرات وهو ما يجب استغلاله من الناحية السياحية لإنعاش الإسكندرية اقتصاديا. ■ وماذا عن دعم أعضاء البرلمان والمحافظة للمهرجان؟ - بالفعل جلست مع نواب البرلمان السكندريين لتقديم الدعم اللازم للمهرجان وطلبوا منى تقديم طلب لوزارة المالية وما زلنا فى إطار المباحثات، رغم حصول مهرجان القاهرة على 6 ملايين جنيه، ومهرجان الإسكندرية لا يحصل إلا على مليون و300 ألف، أما المحافظة فطوال الوقت هناك دعم كامل من المحافظين سواء السابقون ومنهم اللواء طارق مهدى الذى صمم على إقامة المهرجان رغم ظروف الغياب الأمنى، أو المحافظ الجديد رضا فرحات الذى صمم على مقابلتنا للتجهيز للمهرجان فى أول يوم لتقلده منصبه رسميًا. ■ ما معيار اختيار الفنانين المكرمين؟ - لأن شعار السينما والمقاومة هو الشعار الرئيسى للمهرجان اخترنا من أسهموا بأفلام للمقاومة ولم يسبق تكريمهم للأسف، وهم الفنان الكبير يوسف شعبان والمنتج محسن علم الدين ومحمد راضى وسمير فرج، وجميعهم قدموا أفلاما عظيمة لمقاومة الفساد والإرهاب أيضا. ■ وما سر اختيار الفنانة يسرا لتحمل هذه الدورة اسمها؟ - ليس فقط لمكانتها وإسهاماتها على مدار سنوات طويلة للسينما المصرية، فبالإضافة إلى أنها الأولى على بنات جيلها، هى أيضا رمز مشرف للسيدة المصرية، وتكريمها يعنى تكريم دور المرأة المصرية، لأن السينما فى مصر قامت على يد السيدات، مثل عزيزة أمين وبهيجة حافظ.. يسرا تشرف أى مهرجان عالمى لقيمتها العظيمة فى قلوب المصريين.