أصبحنا اليوم نأكل ما لا نعلم وأصبحوا يستغلون قلة معارفنا للوصول بمنتجاتهم إلى القمة، فكما تعلمون أن معظم المنتجات تحتوي على مركبات غذائية لا يعلم أحد مصدرها بما فيها من ملونات ومواد حافظة ونكهات إلخ... ولا بد أنك قرأت ذات مرة مكونات منتج ما، ولا شك أنك وجدت أن أغلبية المكونات يشار إليها برموز (E120. E321... ). وهذا طبيعي لأنهم يستغلون جهلك لتلك الرموز ليبيعوا منتجاتهم، فلو علمت ما سر كل رمز من تلك الرموز، مصدرها وما هي أضرارها لما اشتريت ذلك المنتج. E120 ملون غذائي أحمر بنكهة اللحم ناتج من سحق حشرة (الخنفساء) التي تعيش على نبات الصبار وتستخدم هذه المادة الصبغية الحمراء المستخلصة من الخنفساء في صناعة الكثير من المواد لكنه يوجد بشكل أكبر في اللانشون (الكاشير بجميع أنواعه) والهوت دوج، الماكياج الذي يحمل علامة ماركات عالمية، الأصباغ المضافة إلى المشروبات الجاهزة والعصائر والمشروبات الغازية وبعض أنواع الكورن فليكس والأطعمة المعلبة. جرى مؤخرًا، نقاش في مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاطر اللون الغذائي (E120)، على الغذاء، وانطلاقًا من مبدأ الشفافية نقدم إلى المستهلك معلومات علمية مهمة عن اللون الغذائي (E120) والمسموح باستخدامه في المواد الغذائية. وبعد البحث عن اللون الغذائي (E120) في المراجع العلمية والمواقع المعتمدة الرسمية، وأهمها موقع منظمة الغذاء والدواء الأمريكية اتضح أن هذه المادة الصبغية الحمراء المستخرجة من حشرة خنفساء الصبار تؤدي إلى الالتهابات والحساسية وبعض أمراض الجلد والجهاز الهضمي وقد تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان. ومن خلال المراجع العلمية؛ تبين أنه يتم الحصول على الصبغة طبيعيًّا عن طريق استخلاصها بعد عمل معالجة معينة على أنثى حشرة مجففة تسمى (Coccus Cacti L. أو Dactilopius Coccus)، إذ تعيش هذه الحشرة في وسط وجنوب أمريكا، ومناطق مختلفة مثل المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي والبرازيل وتوجد هذه الحشرة عادةً كطفيلي على نباتات الصبار. وما يميّز هذه الصبغة المستخلصة من أنثى الحشرة هو ثباتها القوى ضد الحرارة والتأثر من الضوء والأكسجين، ويتم الحصول على 1 كجم من اللون من 150000 حشرة، وتدخل هذا الصبغة في تصنيع الكثير من المواد الغذائية كمنتجات اللحوم والمشروبات الغازية والعصائر والحلويات والزبادي... إلخ، وقد ذكرت المراجع العلمية من التي تم الإطلاع عليها أنه يتم أيضًا الحصول على الصبغة صناعيًّا، وفي كلتا الحالتين (الحصول على الصبغة بشكل طبيعي أو صناعي) لا يتم تحديد ذلك في البطاقة الإيضاحية للمنتجات الغذائية التي يضاف إليها اللون الغذائي (E120) ويؤدي ذلك إلى تعارض مع عقيدة النباتيين الذين لا يتناولون ما يحتويه أي غذاء على الحشرات وقد لا يشرّع لجزء كبير من المسلمين بتناول أي مادة غذائية تحتوي على الحشرات.. قال ابن حزم في "المحلى" (6/76، 77)" مسألة: ولا يحل أكل الحلزون البري، ولا شيء من الحشرات كلها كالوزغ، والخنافس، والنمل، والنحل، والذباب، والدبر، والدود كله - طيارة وغير طيارة - والقمل، والبراغيث، والبق، والبعوض وكل ما كان من أنواعها لقول الله تعالى: {حرمت عليكم الميتة} وقوله تعالى:(إلا ما ذكيتم). وذكرت المواقع العلمية المتخصصة في علوم وتقنية الأغذية: أن «ما تم طرحه صحيح، وإن تجاوزنا وجود تأثير صحي أو من عدمه من إضافة اللون الغذائي (E120) فلا بد من تحديد نوعية منشأ اللون أو المواد المستخدمة في تكوينه، ورغم وجود قوانين ومواصفات غذائية رسمية على المستوى الإقليمي والعالمي تسمح باستخدام هذا اللون الذي قد يكون منشأه طبيعيًّا من أنثى الحشرة المذكورة أو يتم تصنيعه، لذلك أعتقد أن من الضروري ومن حق كل مستهلك وخصوصًا المسلمين والنباتيين معرفة إضافة هذا اللون إلى غذائهم». وتذكر منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أنه بالإمكان الإشارة إلى منشأ هذا اللون عن طريق إضافة عبارات تبين منشأ المواد المكوّنة للون (E120) على البطاقة الإيضاحية للمنتج الغذائي (البطاقة الإعلامية)، كما يتم فعله عند إضافة بعض المواد الغذائية؛ مثل المكسرات والحليب أو بعض المضافات الغذائية التي تسبب الحساسية أو قد يكون لها أعراض سلبية على الصحة، وذلك من شأنه حماية حق المستهلك وزيادة الثقة بين مصنعي الأغذية والمستهلكين ويفضل أن يطبق هذا الإجراء على جميع المضافات الغذائية. وأضافت: «حتى وإن كانت هناك جهات رقابية رسمية في كل دولة معنية بمراقبة سلامة الأغذية وحماية صحة المستهلك، فإن من الضرورة مشاركة المستهلك نفسه في الاهتمام بما يتناوله من غذاء وضرورة زيادة الوعي لديه بهذا الشأن، وأن يكون مشاركًا فاعلًا لتلك الجهات والاهتمام بما يتناوله وأن يكون الغذاء المستهلك من مصدر آمن، وأن يهتم بقراءة لائحة المحتويات والعبارات التحذيرية التي توضع على البطاقة التوضيحية للمنتج واللجوء إلى الجهات المعنية للاستفسار عن أي معلومة أو شك وتقديم أي شكوى عن أي مادة غذائية يشك في سلامتها».