حذر بنك التنمية الإفريقي بلدان القارة من الإفراط في الاقتراض من أسواق رأس المال الدولية الأمر الذي يهددها بالانزلاق فيما وصفه ب"فخ الديون"، نظرًا لارتفاع معدلات الفائدة المفروضة عليها. ويقول البنك التنموي، إنه رصد ميولاً متزايدة من جانب العديد من البلدان الإفريقية التي هرولت إلى أسواق رأس المال الدولية، لاستغلال انخفاض أسعار الفائدة العالمية آنذاك، وقامت بإصدار سندات دولية في الأسواق العالمية. وكشف أنه بين عامي 2006 و2014، أصدرت بلدان إفريقية سندات مقومة باليورو تعادل قيمتها 26 مليار دولار، لافتا إلى أنه في عام 2015 بمفرده، أصدرت بلدان إفريقية سندات يورو بلغت قيمتها 12 مليار دولار. ويشير البنك إلى أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة على الديون، تواجه الدول الإفريقية في الوقت الراهن تحديات ارتفاع فوائد وأعباء تمويل ديونها المقومة بالعملات الأجنبية. ويقول رئيس بنك التنمية الإفريقي، أكينوومي أديسينا، إن "قارة إفريقية مثقلة بالديون يستحيل أن تنهض"، ولكي نحافظ على تماسك القارة وصمودها فإن "إفريقيا ينبغي ألا تسقط في أزمة ديون". ويرى د. أديسينا أن هناك حاجة ماسة إلى حشد وتعزيز الموارد المحلية لتمويل المشروعات الحيوية، وذلك من خلال وضع المعايير اللازمة للتأكيد على استقرار مؤشرات الأداء الكلي للاقتصاد، والتماسك النقدي، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتقوية أسواق رأس المال الداخلية. وأشار رئيس بنك #AFDP# إلى أن البلدان الإفريقية يتعين عليها الاستفادة من صناديق الثروة السيادية التي تصل رؤوس أموالها إلى 162 مليار دولار، وتعزيز الإيرادات الضريبية الداخلية التي تقدر بنحو 500 مليار دولار سنويًا، وصناديق حقوق الملكية التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار سنويًا، وصناديق المعاشات التي تقدر رؤوس أموالها بنحو 334 مليار دولار. لكن المسؤول الإفريقي طالب بضرورة الالتفات إلى محاربة هروب رؤوس الأموال بطرق غير مشروعة والتي تقدر بنحو 60 مليار دولار سنوياً، وقال إن الأموال التي تخص المواطنين لا يتعين نزحها إلى حسابات خاصة. كل هذه الأموال تعد مصادر تمويل مهمة يمكن تمريرها إلى القنوات التنموية"، مؤكدًا أنه من خلال تلك الإجراءات يمكننا أن نقود إفريقيا إلى مرحلة "التهيؤ للتنمية الصناعية". وقال رئيس البنك التنموي الإفريقي "قبل فترة قصيرة، التقينا جميعا في كيجالي في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي استضافه الرئيس بول كاجامي، لمناقشة الثورة الصناعية الرابعة. ينبغي على أفريقيا تحسين مؤشر جاهزيتها لاستقبال الثورة الرقمية، ويجب علينا الإسراع في بناء المهارات، والقدرات العلمية، خصوصًا في مجالات العلم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة". وفي إطار مبادرة بنك التنمية الإفريقي التي انطلقت تحت شعار "إيجاد وظائف لشباب إفريقيا"، سيتولى البنك تدعيم التعليم الرقمي، والتفكير المنطقي، ومهارات الحاسب الآلي في المدارس الثانوية والابتدائية. وستعمل المبادرة على دعم وتمييز الجامعات والمعاهد التي تقوم بتدريس مهارات الحاسب الآلي المتطورة للمساعدة على توظيف شباب الجامعات والمعاهد التقنية، ومن خلال تقوية مبادرة إفريقيا بالتعاون مع شركاء القارة، سيتم تأسيس صناديق حقوق ملكية تقدم العون والمساعدة لشركات الشباب والخريجين. ويخطط بنك التنمية الإفريقي لتخصيص 5 مليارات دولار لدعم شركات الرواد الشباب والخريجين الأفارقة من أجل خلق ما يقرب من 25 مليون فرصة عمل خلال فترة 10 سنوات في قطاعات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وغيرها من القطاعات الرائدة. وأكد أديسينا أن البنك سيخصص 3 مليارات دولار بشكل حصري لدعم مشروعات رائدات الأعمال في القارة الإفريقية، وقال "إن مستقبل شباب إفريقيا لا يوجد في قاع البحر المتوسط - في إشارة إلى قوارب الموت وغرقاها من الشباب الإفريقي - بل يكمن المستقبل في إفريقيا أكثر ازدهاراً وتماسكاً، في إفريقيا التي تشجع على الإبداع والابتكار، التي توسع من الفرص الاقتصادية المطروحة أمام الشباب، فهذا المستقبل يتمثل في خلق المزيد من فرص العمل لشعوبها".