بدأت فى القاهرة، أمس الثلاثاء، أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين فى دورتها العادية ال"146"، برئاسة السفير نجيب المنيف، سفير دولة تونس لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، وذلك فى إطار التحضيرات لأعمال مجلس وزراء الخارجية المقرر انطلاقه يوم غد الخميس. وأكد السفير نجيب المنيف، أن بلاده تدرك حجم المسئولية الملقاة عليها خلال رئاستها للمجلس فى الوقت الراهن، الذى يأتى فى ظل ظروف دقيقة، تمثل بتحديات كبيرة اقتصادية وأمنية واجتماعية. وقدم المنيف الشكر إلى أمين عام لجامعة الدول العربية على جهوده الخيرة التى بدأ فى بذلها على الصعيد العربى، لافتا إلى أن الجميع لمس ذلك خلال التحركات والزيارات التى يقوم بها، وآخرها زيارته إلى تونس. ولفت إلى أن استمرار الأزمات والنزاعات واستفحال خطر الإرهاب يستدعى مضاعفة الجهود والعمل المشترك لدفع المسارات السياسية المختلفة فى الوطن العربى، مؤكدا أهمية التواصل ومواصلة مسيرة التطوير والإصلاح وأنها ستكون من أولويات الرئاسة التونسية لهذه الدورة. وأكد أن القضية الفلسطينية فى صدارة الأولويات، فى ظل استمرار إسرائيل فى نهجها وسياستها لنسف كل المبادرات، الأمر الذى يستدعى حث المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل، للانصياع للمقررات الدولية. وأشار السفير إلى أن الوضع فى ليبيا الشقيقة مصدر انشغال للجميع، مشيدا بالجهود لدعم الأشقاء الليبيين للوصول بالحوار الليبى برعاية الأممالمتحدة إلى حل، من أجل إنهاء الأزمة ودرء خطر الإرهاب، الذى لا يهدد ليبيا وحدها بل يمتد إلى دول الجوار. وجدد المنيف الدعوة لجميع الأطراف الليبية إلى الحوار والمصالحة برعاية الأممالمتحدة، والعمل الجاد بما يدعم ليبيا ويعيد التوافق بين أطراف الشعب الليبى. وفيما يتعلق بسوريا، أكد السفير التونسى أن الوضع المتفاقم وما خلفه من أزمات، يدعو للتحرك من أجل دعم الجهود الهادفة لوقف الاقتتال، بما يحمى الشعب السورى ويدعم وحدة أراضيه، كما أشار إلى العمل على معالجة الوضع الإنسانى فى اليمن، واستمرار دعم الجهود الدولية لحل الأزمة، مع دعم الشرعية اليمنية الممثلة فى الرئيس عبدربه منصور هادى. وقال إن استفحال الإرهاب يستدعى مزيدا من التنسيق والتعاضد، واعتماد استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب وتداعياته الخطيرة على الأمن، مشددا على ضرورة الإسراع فى تطوير منظومة العمل العربى المشترك، بما يعزز عمل الجامعة العربية. وبحث المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية مشروع جدول الأعمال الذى سيجرى عقده على وزراء الخارجية، ويتضمن 30 بندًا، تمت مناقشتها خلال الجلسات المغلقة للمجلس، حيث عقدت 3 جلسات عمل مغلقة، بالإضافة إلى 3 لجان وهى "لجنة الشئون السياسية، ولجنة الشئون القانونية ولجنة الشئون الإدارية والمالية". ويتضمن جدول الأعمال، مستجدات الأوضاع العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية ومتابعة التطورات الخاصة الصراع العربى الإسرائيلى وتفعيل مبادرة السلام العربية، وكذلك تطورات والانتهاكات الإسرائيلية فى مدينة القدسالمحتلة، ودعم موازنة دولة فلسطين، وكذلك موضوع الأمن المائى العربى وسرقة إسرائيل للمياه فى الأراضى العربية المحتلة، إضافة إلى التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع فى سوريا، والوضع فى ليبيا، واليمن، إضافة إلى احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية، وكذلك سبل اتخاذ موقف عربى موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، إلى جانب مخاطر التسلح الإسرائيلى على الأمن القومى العربى وسبل إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط. واحتل الإرهاب بندين على جدول الأعمال، حيث يبحث المجلس الإرهاب الدولى وسبل مكافحته، وصيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب. من جانبه، أكد السفير راشد آل خليفة، سفير البحرين لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، رئيس الدورة الماضية، على ما تم الاهتمام به من ملفات خلال أعمال الدورة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، إضافة إلى سبل التوافق العربى تجاه جميع القضايا والأزمات التى تواجه المنطقة العربية، وذلك فى ظل انتشار التنظيمات الإرهابية فى ربوع العالم، فضلا عن الدول العربية. وأشار إلى أن بلاده عملت على مواصلة التشاور وتضافر الجهود الجماعية على كل المستويات، من أجل خلق موقف عربى موحد تجاه قضايا المنطقة والقضاء على الإرهاب بكافة صورة. من ناحية أخرى، هنأ المجلس السفير طارق القونى، مندوب مصر لدى الجامعة العربية، بمناسبة تعيينه مساعدا لوزير الخارجية للشئون العربية، وقدم التهنئة إلى سفير البحرين، وكذلك السفير التونسى، الذى أكد استمرار التواصل والتنسيق المستمر معه، كما قدمت التهانى أيضا للمندوبين الجدد والذين يشاركون بأعمال المجلس لأول مرة، وهم مندوبو سلطنة عمان والإمارات والصومال واليمن وجيبوتى.