إغلاق متحف "عرابي" في العيد القومي للشرقية سقطة تاريخية.. الأهالي: أصبح خرابة.. والحفيد: تجاهل المسئولين لجدي وسرقة محتويات متحفه متعمد

في التاسع من سبتمبر من كل عام تتزين شوارع محافظة الشرقية من أجل استقبال عيدها القومي والذي تمثل في وقوف الزعيم الراحل أحمد عرابي أمام الخديوي، وقفة لازالت محفورة في أذهان المصريين جميعًا فأقلهم عرف عنها من خلال كتب التاريخ ومنهم من بحث ودقق خلفها ليصل لأدق التفاصيل، في تلك الوقفة طالب عرابي الخديوي توفيق بعدة مطالب ملقيا كلمته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثا أو عقارًا والله الذي لا إله إلا هو إنا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم".
كل عام يتكرر المشهد أمام أحفاد عرابي بالشرقية احتفالا واحتفاءً بشجاعة ابن محافظتهم، حيث يجسد عبدالفتاح عرابي، حفيد الزعيم أحمد عرابي وقفة جده أمام الخديوي توفيق لتقديم مطالب الأمة على ظهر جواد مرتديًا ثيابًا عسكرية تشبه الثياب التي ارتداها جده في وقفته، أمام ديوان عام محافظة الشرقية في حضور الآلاف من أبناء المحافظة وتواجد المهنئين من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وقيادات الأحزاب وقيادات شرطية وعسكرية والصحفيين والإعلاميين ورجال الأعمال والقيادات النقابية والشعبية والتنفيذية.
لم يكن تكريم الزعيم كما يجب فمن الأولى أن يتم تجديد متحفه وافتتاحه أمام السياحة الداخلية على الأقل، وصف حفيد عرابي متحف جده ب"الخرابة" مستنكرا حاله التي يرثى لها من ما يصل للأربعة عشر عامًا أغلق المتحف، نقلت المقتنيات الأثرية به إضافة إلى اختفاء بعض الوثائق التاريخية عن مذبحة بحر البقر على حد وصف الأهالي عقب زيارة وفد سياحي يهودي للمتحف.
غاب تكريم أي رئيس مصري للزعيم عرابي بخلاف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولم يفكر حتى لزيارة قريته في العيد القومي للمحافظة، فيما طالب عرابي كلا من الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق صدقي صبحي بضرورة الاهتمام بمتحف وقرية أحمد عرابي هذا الرجل الحربي الذي ضحى من أجل مصر حتى يعود المكان إلى ما كان عليه منذ 13 عاما.
أما عن أهالي المحافظة وخاصة من قاموا بزيارة المتحف من الشباب قبل غلقه بسنوات، عبروا عن سخطهم من تجاهل رمز المحافظة الأول وأشهر قائد عسكري في تاريخها، حيث ردد أحدهم"عرابي صاحب العيد إزاي يقفلوا المتحف بتاعه".
وتتعالى المطالبات بترميم المتحف أو حتى إنشاء متحف جديد يحتضن تاريخ عرابي من جديد ليتم عرضه على أبناء محافظته وعشاق الزعيم من كل ربوع مصر، تحت إطار السياحة الداخلية.
وتقول سارة أحمد خريجة جامعية أنها كانت تذهب في صغرها مع أصدقائها بالدراسة إلى المتحف لرؤية مقتنياته والمشغولات والأثريات التي اشتهر بها المتحف، فضلا عن أنها طالبت بإعادة ترميم المتحف منعا لطمس تاريخ عرابي داخل خزانات الآثار.
فيما قال إسلام محمود أن غلق المتحف أمر غير مدروس وذلك لأنه أغلق دون أية قرارات أو توضيحات بشفافية من قبل المسئولين عن منطقة آثار الشرقية، مطالبًا بتجديد المتحف وعودته للعمل من جديد بقرية الزعيم الراحل.
وعلى جانب آخر أعلنت محافظة الشرقية أنه سيتم الاحتفال بعيد الشرقية يوم 8 سبتمبر ذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ابن قرية "هرية رزنة" في وجه الطغيان والاستبداد ويبدأ الاحتفال الساعة 11 صباحا.
ومن المقرر أن تبدأ الاحتفالات من يوم الخميس، حيث سيتم تزيين الشوارع والميادين بالبالونات والإعلام ابتهاجا بهذه المناسبة، مرورًا بطابور عرض وفقرات رياضية وثقافية وفنية تقدمها طلائع الشباب والرياضة وبمشاركة كلية التربية الرياضية بنات وفرق الهوكي انتهاءً بنقل صلاة الجمعة على الهواء مباشرة من مسجد الفتح في مدينة الزقازيق عقب ذلك مساء يوم الجمعة يقام حفل فني كبير.