«زيسر»: ربط «جرابلس» للمناطق الكردية وراء استهدافها.. و«بشار» الرابح الوحيد هاجم الإعلام الإسرائيلى، التدخل العسكري التركى في سوريا، مؤكدًا أنه سينشر الفوضى وسيعقّد من «الحرب الأهلية» الدائرة بين عدة فصائل هناك، مؤكدًا أن لهذا التدخل أهدافًا أخرى غير تلك المعلنة، والتي يأتى على رأسها محاربة تنظيم الدولة الإرهابية «داعش». ورأى البروفيسور «آيال زيسر»، في مقاله بجريدة «إسرائيل اليوم» أن تركياوروسياوإيران تحارب مجموعات متمردة تهدد نظام الرئيس السورى «بشار الاسد»، أما «داعش» فلا تقترب منه، وأضاف: «من الجيد أن التنظيم موجود من أجل أخذه كمبرر للتدخل العسكري في سوريا». وأوضح «زيسر» أن «داعش» يهدد تركيا حقًا، لكن التهديد الأكبر لها يكمن في «الأكراد» الذين تزداد قوتهم بمساعدة «واشنطن»، مشيرًا إلى أن قيام حكم ذاتى كامل للأكراد في شمال سوريا وشرقها سيؤدى إلى انضمام الأقلية الكردية في تركيا نفسها، فيما يرى «أردوغان» أن تدخله سيمنع قيام دولة كردية في سوريا، ووجوده العسكري المتواصل ستأخذه القوى العظمى في الحسبان، عندما يتم التوجه لخلق اتفاق للأزمة السورية، فوقتها سيسعى الأمريكيون إلى تقييد نشاط الأكراد في سوريا. وكشف «زيسر» أن العملية التركية في الأراضى السورية ركزت على مقاطعة «جرابلس» التي أرسل منها «داعش» المخربون الانتحاريون إلى تركيا، لكن أهمية هذه المقاطعة تكمن في أنها نقطة الوصل بين مناطق الأكراد في شرق سوريا وشمالها، وهجومه على تلك المنطقة سيمنع الأكراد من الوصل بين المنطقتين في سوريا. وخلص «زيسر» إلى أنه في المعركة السورية هناك رابح واحد وخاسرون كثيرون، فالرابح الأكبر هو «بشار الأسد»، الذي يجلس بأمان على كرسيه ويشاهد خصومه وهم يتصارعون، أما الخاسرون فهم ضحايا القصف الذين يدفعون حياتهم ثمن بقاء «الأسد». فيما تطرق المحلل العسكري «تسفى برئيل» في مقاله بجريدة «هآرتس» لتهديدات وزير الخارجية الأمريكى «جون كيري»، بأنه إذا لم تنسحب القوات الكردية إلى شرق نهر الفرات، فإن الولاياتالمتحدة لن تقدم لها المساعدة. ونقل «برئيل» تعليق مصدر في الحكومة الكردية بالعراق للصحيفة قائلًا إن «التهديد الأمريكى يرسل رسالة مخيبة للآمال وخطيرة، ليس للأكراد في سوريا فقط، بل للشعب الكردى كله، النازف في الحرب ضد داعش، والذي منح ثقته للإدارة الأمريكية. فالقوات الكردية في سوريا تطمح إلى إقامة منطقة حكم ذاتى، وهذا ما كانت تعلمه أمريكا، ورغم ذلك وقفت إلى جوار تركيا التي تحاربهم وفى نفس الوقت يتوقعون من الأكراد المساعدة في الحرب ضد داعش». وأضاف «برئيل»: «تركيا غيرت موقفها بخصوص التدخل العسكري المباشر في سوريا، وبعد سنوات من مساعدتها لداعش والميليشيات الراديكالية الأخرى، تستأنف العلاقة بينها وبين روسيا، وتقيم لجنة للتعاون العسكري والاستخبارى والسياسي بين الدولتين، وهو ما منحها ورقة مهمة تمكنها من التهديد بوقف التعاون مع الولاياتالمتحدة إذا سمحت للأكراد بإقامة حكم ذاتى على حدودها في سوريا. إن تهديدًا كهذا ليس كاذبًا. كما يوجد لتركيا أيضًا سبب آخر للضغط على واشنطن وهو يتعلق بطلب تسليم الداعية الدينى فتح الله كولن، الذي خطط للانقلاب على أردوغان». ورأى «برئيل» أن من يحاول تشجيع تركيا على التقارب من روسيا هو إيران، التي عملت من وراء الكواليس للمصالحة بينهما لخلق خط سياسي فيه تركياوروسياوإيران لحل الأزمة السورية. فهذا الخط مهم لإيران ليس فقط لوقف الحرب، بل لتحييد السعودية، وإبعاد تركيا عن التحالف السنى الذي يقيمه ملك السعودية. أما الكاتب «بوعز بسموت» فأوضح لجريدة «إسرائيل اليوم» أن «قيام كيان كردى هو كابوس أردوغان». ولمنع ذلك فإن «أنقرة» مستعدة لفعل كل شيء، حتى «الرقص مع ذئاب داعش». ولكن من يلعب بأعواد الثقاب يخاطر بالاحتراق، وهذا بالضبط ما يحدث اليوم لتركيا، التي تتعرض لعملية تلو أخرى في أراضيها.