«ترامب» لن يصل إلى «البيت الأبيض».. و«السود والنساء» سيسقطانه ربما كان «سلمان رشدي» الكاتب والروائى الأكثر إثارة للجدل في العالم، خاصة بعد روايته «آيات شيطانية» التي صدرت عام 1988، وتسببت في قيام «آية الله الخميني»، بإهدار دمه في فتوى شهيرة، وسعى إيران وراء رأسه حتى الآن، للدرجة التي تجعلها تضاعف سنويًا مبلغ جائزة من يستطيع اغتياله. عاد «رشدي» المعروف بأسلوب الواقعية السحرية في كتاباته، والذي كثيرا ما يكسر العديد من «التابوهات»، خاصة فيما يتعلق بالأديان، وتحديدا الدين الإسلامي، بالأمس، لحواراته «المثيرة للجدل»، وذلك مع صحيفة «بارى ماتش» الفرنسية، بالتزامن مع ترجمة آخر رواياته «عامان وثمانية أشهر وثمان وعشرون ليلة» إلى اللغة الفرنسية. وتتناول الرواية الجديدة ل «رشدي»، والتي صدرت سبتمبر الماضى لناشر ألمانى في 314 صفحة، الصراع بين العقل والدين، وتتحدث أيضًا عن الفيلسوف العربى «ابن رشد» والإمام «الغزالي». في بداية الحوار، تحدث «رشدي» عن روايته الجديدة، وأجاب عن سؤال: «هل هي نقد أم إشادة بالحضارة العربية؟»، وقال: «لا أعتقد أنها تأخذ تلك الاتجاهات التي تم ذكرها.. بعد الانتهاء من رواية (جوزيف أنطون)، التي تعد السيرة الذاتية الخاصة بي، والتي انحرفت فيها عن الخيال، وتمسكت بالحقيقة والعالم الواقعى في سردها، وبعد ما اختبرته من صراع وجدل في (آيات شيطانية)، أردت أن أكتب شيئا على طرفى نقيض، ربما كانت قصة منام- أو حلما- فيها العديد من التواصل مع الحكايات الشرقية القديمة». وانتقل للحديث عن أسلوبه المستخدم في الكتابة، والمعروف باسم «الواقعية السحرية»، فقال: «أنا لا أحب التسميات ولا أنجذب للأدب الخيالى أو الهروب من الواقع.. بالنسبة لي الأساطير القديمة في منطقة الشرق الأوسط لا تعكس فقط ما تتناوله من قصص الجن والسجاد الطائر، لكنها وثيقة الصلة جدا إلى أعماق طبيعتنا الإنسانية ذات المصداقية الشديدة مثل الجشع والخداع والحرب والصراع». ولم يخف «رشدي» في الحوار عشقه للفيلسوف الإسلامى «ابن رشد»، والذي اختاره ليكون من الشخصيات الرئيسية في الرواية الجديدة، موضحًا: «لقد فتنت بابن رشد كثيرا، وفى المدرسة الثانوية، قرأت كل أعماله، وتعليقاته على أرسطو، وفهمت لماذا كان والدى يعتقد أن أفكاره جذابة جدا، وعندما تمت مهاجمة (آيات شيطانية)، قال لى أبى وقتها: (ابن رشد تعرض لذلك أيضا وحرقت كتاباته ونفى من قرطبة)». انتقل «رشدي» للحديث عن إيران، والتي ضاعفت في فبراير الماضي، مبلغ الجائزة التي منحتها لمن يقتله إلى 4 ملايين دولار، وقال: «لا يهمنى ذلك على الإطلاق وربما كانت طهران وصحافتها تبحث عن بعض الإثارة وفى كل مرة يتم الإعلان عن شيء جديد من جهة الملالى ضدى لا أشعر بأى تغيير في حياتي». وأشار إلى أن حالته في قضية رواية «آيات شيطانية» كانت مقدمة مبدئية لظاهرة أوسع بكثير وهى صعود الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وقال: «ربما بدأها النظام الإيراني»، وأضاف: «كان اهتمامى في (آيات شيطانية) هو الصراع الداخلى بين العقل واللاعقلانية.. لكن الآن يمكنك أن ترى كتابى كرمز للنضال ضد التشدد الدينى لكنها ليست المرة الأولى التي أخوض فيها مثل هذه المعركة، ولن تكون الأخيرة». لم يغفل «رشدي» الحديث عن «ترامب» وقال: «لا داعى للتشاؤم من الآن.. هو لم ينتخب وليس لديه فرص كبيرة للفوز، وبالمنطق فنحو 40٪ من الناخبين في الانتخابات الأمريكية ليسوا من الأمريكان البيض، ومن المعروف من خلال الإحصاءات أن حتى البيض نصفهم من النساء، إذن فالأغلبية العظمى من الناخبين سود ونساء وهى الفئات التي تكره دونالد ترامب، فلن يصل إلى البيت الأبيض أبدًا».