«آلة القطونيل» بدون معالم.. و«المحافظة» تقاطع الفنانين وتستعين بطلاب «الفنون الجميلة» لطلائها كلما افتتحت محافظة القاهرة ميدانًا جديدًا بعد إعادة تأهيله وتطويره، ظهر لنا العجز فى إعادة التماثيل التاريخية إلى شكلها الأول، وظهر تشويهها أثناء إعادة تلميعها وطلائها، حتى استاء المواطنون من أفعال الفنانين البدائيين، فى كل ميدان من ميادين القاهرة، شمله التغيير. وتمتلئ محافظة القاهرة، بتماثيل كثيرة، يصل عددها إلى 47 تمثالًا، فى الميادين والحدائق، منها 26 تمثالًا لشخصيات مصرية، تاريخية، وعامة، وفنية، وسياسية، وأدبية، و9 تماثيل «نصف جسد»، وتمثال جرانيتى ل«نهضة مصر»، و«أسود قصر النيل»، أقدمها تمثال «إبراهيم باشا» بميدان الأوبرا، والذى أنشئ عام 1872، تلاه بعد فترة قصيرة تمثال «سليمان باشا» عام 1874، ثم «لاظوغلى باشا»، عام 1875، وآخر إضافة للتماثيل هي: «عمر مكرم» بميدان التحرير، و«عبدالمنعم رياض» خلف المتحف المصرى، ثم التماثيل الجديدة فى الميادين المُعاد تطويرها وتأهيلها. ولعل أبرز النصب التذكارية غير المعلومة، هو ذلك التمثال الذى وضعته محافظة القاهرة، فى طريق القاهرةالإسماعيلية، بدون معالم، ولا اسم، ولا يمثل أى شخصية عامة، معروفة أو حتى مجهولة، وهو للاعب رياضى، يظهر عضلاته، بمدخل المدرسة العسكرية الرياضية بالجلاء، ولا يرتدى سوى قطعة ملابس واحدة، فأطلق عليه المواطنون «إله القطونيل»، كنوع من السخرية مما يرتديه. ثم طالت يد الإهمال تمثال سيدة الغناء العربى «أم كلثوم» بأبوالفدا، بحى الزمالك بالقاهرة، والذى يعد من أكثر التماثيل شهرة، حيث قام رجال حى غرب القاهرة، بالإشراف على دهان التمثال ب«الدوكو»، وهو ما حوّل كوكب الشرق، إلى امرأة نوبية داكنة البشرة، بعد الاستخدام السيئ للألوان فى طلائه، وهو ما أدى إلى تشويه ومحو المعالم الجمالية للتمثال بعيدًا عن قيمته الأثرية. واعترض رئيس جهاز التنسيق الحضارى، المهندس محمد أبوسعدة، على تعامل المحافظة مع التماثيل الأثرية، دون الرجوع للجهاز، كما ينص القانون، وهو ما يؤدى إلى التشوهات، التى تظهر عليها النصب التذكارية فى أى منطقة، وأكد أنه تم الاتفاق بين اللواء ياسين عبدالبارى، رئيس حى غرب، على إعادة التمثال إلى وضعه، وألوانه الطبيعية، وتعديل الضرر والتشويه، عن طريق النحات طارق الكومى، مصمم التمثال الأصلى، والذى لم يأخذ رأيه، أو الاستعانة به أثناء دهان التمثال. واجتمعت الدكتورة صفية القبانى، عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مع اللواء ياسين عبدالبارى، رئيس حى غرب القاهرة، للاتفاق على ترميم تمثال أم كلثوم، وإعادته لأصله بعد واقعة تشويهه، لأنه يقع فى محيط كلية الفنون الجميلة بالزمالك، ولا يصح أن يظهر بهذا الشكل السيئ، بخلاف تغيير معالم التمثال والإهمال فى دهانه. وعبر النحات طارق الكومى، صاحب تمثال أم كلثوم، عن غضبه الشديد، بعد واقعة تشويه التمثال، وأكد عدم الاستعانة به، وسؤاله قبل إعادة طلائه، مؤكدًا: «المسئولون فى الأحياء يظنون أنهم يخدمون الشعب، ويرفعون الذوق العام، وهذا تمثالى وكنت أحق بتطويره وطلائه، بدلًا من القبح المنتشر على أيدى مسئولين غير متخصصين». كما طالت يد العبث تمثال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، بميدان باب الشعرية، بعد ظهوره مشوهًا، بعد الاعتماد على مجموعة من الطلاب، فى إحدى المدارس الفنية، فى طلائه.