تمثال الطهطاوي "المشوه" يثير أزمة بسوهاج.. غضب بين الأهالي ومطالب للمحافظ بالاعتذار.. لجنة تؤكد استحالة إعادته لأصلة.. والواقعة تذكر بتحطيم تمثال الزعيم ومجسم الكرة الأرضيّة الذي أضحك العالم

اثار ترميم تمثال رائد نهضة العلم رفاعة الطهطاوي، في محافظة سوهاج، أزمة كبرى نتيجة تشوية التمثال وخروجه بصورة سيئة عقب ترميمه من الوحدة المحلية، حيث قامت مدينة طهطا بترميم وصيانة التمثال نظرا لحدوث تشققات به، نتيجة العوامل الطبيعية، حيث تم وضعه منذ عشرات السنين ولم يتم صيانته أو ترميمه في وقت قريب، وبدأت الأزمة بعد ظهور التمثال بعد الترميم في مظهر غير حضاري، وبشكل سيئ جدا، وصل الى حد عدم معرفة اهالي طهطا أن ذلك التمثال هو ذاته تمثال رفاعة الطهطاوي.
وفي ذلك الإطار، قال سمير زكي، من أهالي طهطا، أنه فوجئ بنشر صور التمثال على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بخلاف صورته الحقيقية، فلم يصدق أن ذلك حدث بالفعل، فقام بالتوجة الى منطقة التمثال، وكانت الصدمة بالنسبة له بصحة ما نشر على الفيس بوك، وسط موجة السخرية من التمثال، وأكد أن ما حدث مع تمثال الطهطاوي يؤكد العبث الشديد في كافة الأمور المتعلقة بالمظهر الحضاري للمحافظة، وتساءل لماذا لا تستعين محافظة سوهاج ومصر بشكل عام بخبراء متخصصين في ذلك الشأن، بدلا من اخراج التماثيل بشكل يثير السخرية، كما طالب المحافظة بإصدار بيان اعتذار لتاريخ رفاعة الطهطاوي عما حدث من تشوية في تمثاله.
من جانبه رد الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، على ما أثير حول ازمة تمثال الطهطاوي، وأوضح أو التمثال تم انشاؤه منذ فترة طويلة من الزمن وبسبب عوامل المناخ وبمرور السنين أدي إلي تآكل في بعض أجزاء من التمثال، وتضرر بشكل كبير، وقد حاول البعض ترميمه، ولكن لم يظهر بالشكل المطلوب نظرا لتضرر أجزاء كبيرة منه.
واضاف المحافظ، أنه قرر تشكيل لجنة فنية هندسية لعمل الصيانة والترميم اللازم للتمثال أو استبداله بآخر في حالة استحالة ترميمه، نظرا لتضرره الشديد، مؤكدا علي اعتزاز المحافظة بقيمة وقامة العلامة الكبير رفاعة رافع الطهطاوي، وما يمثله من قيمة تاريخية ونهضة علمية تفخر بها مصر عامة، وسوهاج خاصة، كأحد أهم أبنائها العظام في التاريخ المصري والعالمي.
وأضاف: أن للعلامة الكبير رفاعة الطهطاوي، أربعة تماثيل بالمحافظة، حيث يوجد تمثال له في وضع الجلوس بجوار جامعة سوهاج بمدينة ناصر، وهو بحالة جيدة جدا، وتمثالان آخران في وضع الوقوف بمدخلي مدينة طهطا القبلي والبحري، وهما بحالة جيدة أيضا، والتمثال الذي حدث معه الأزمة.
من ناحية أخرى، أعادت واقعة تشويه تمثال رفاعة الطهطاوي لأذهان السوهاجية العديد من الأعمال والوقائع السابقة، ومنها جسم الكرة الأرضيّة، حيث تم وضع المجسم على كوبري أخميم وافتتحه المحافظ برفقة كبار قيادات المحافظة، وعقب الافتتاح أيام قليلة تبدلت الوان الكرة الأرضيّة، وتداخلت الوانها وأصبحت مشوهة تماما، ولم يكن ذلك الامر فقط ما أثار السخرية، ولكن عدم رسم قارات العالم بشكل صحيح، مما اثار ايضا حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكن تلك الواقعة فقط التي دلت على تشويه النصب التذكارية والتماثيل في سوهاج، بل إن تمثال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خير دليل على ذلك، حيث تم تحطيم رأسه، وظل في موقعه دون رأس لسنوات، كما قام أصحاب الحنتور والتوك توك، بربط الحمير فيه في مظهر غير حضاري بالمرة، وطالب الحزب الناصري بسوهاج في العديد من المناسبات بإعادة ترميم التمثال، ووضع تمثال اخر اكبر حجما للرئيس الراحل، ولكن ذلك لم يحدث.