تشهد مدرسة لارانس في جنوب غرب فرنسا حصص تعليم غير اعتيادية يعمد خلالها التلامذة الناطقون باللغتين الفرنسية والاكسيتانية إلى الصفير باستمرار ما يبث الروح في لغة طواها النسيان في هذه المنطقة غير أنها لا تزال موجودة في اليونان أو جزر الكناري الإسبانية. ويشارك في إعطاء هذه الحصص المدرس في جامعة بو الفرنسية فيليب بيو الذي جاء إلى المدرسة لمساعدة زميلته نينا روث مدرسة اللغة الاكسيتانية في مدرسة لارانس. وتوضح نينا روث أن حصة زميلها فيليب بيو تحفز التلامذة قائلة "للتمكن من الصفير، يتعين بداية التمكن من اللغة الاكسيتانية، وبما أن الصفير أمر مسل بالنسبة لهم، هم يحرزون تقدماً سريعاً بهذه اللغة". وتواظب قلة من التلامذة في مختلف المراحل التعليمية على تعلم لغة الصفير هذه. غير أنها "أقل إثارة للضجر بالمقارنة مع تعلم الإنكليزية" بحسب بول الذي يثني على الطابع المرح لهذه اللغة. ويؤكد المدرس فيليب بيو أن تقنية التدريب التي يمارسها "تسمح باستعادة أي لغة كانت من خلال الصفير". جوهرة لغوية وقد أعيد اطلاق تقليد لغة الصفير في بيارن (جنوب غرب فرنسا) في خمسينات القرن الماضي بفضل عالم الصوتيات رينيه - جي بونيل الذي أنجز أول دراسة في شأن لغة الصفير في قرية اس التي تضم 70 نسمة والواقعة على بعد بضعة كيلومترات من لارانس. ولاحظ بونيل أن سكان هذه القرية اعتادوا على التواصل من مسافات بعيدة كالتحادث من قاطع جبل إلى آخر بفضل صافرات قد تصل إلى مدى كيلومترين، ويمثل مارسيل لاسكوريت البالغ 76 سنة أحد آخر الشهود في القرية على هذا التقليد الذي كان يمارسه أفراد من عائلته بينهم والده. وكانت هذه اللغة لتزول تماماً لولا عزيمة المتشبثين بها ممن أطلقوا منذ سنة 2011 جمعية "لو سيولار داس" (مصفرو آس) التي يعملون من خلالها على إيجاد تدابير للحماية والتطوير لهذه اللغة التي تمارس بأشكال عدة في مناطق جبلية مختلفة في البلدان المتوسطية من جزر الكناري الإسباني إلى اليونان مروراً بالمغرب وتركيا.