حرض تنظيم "داعش" الإرهابي، عناصره على المضيّ في استراتيجية العمليات الانتحارية والانغماسية والاغتيالات، ضد الأنظمة العالمية، وذلك بعد الخسائر التي تلقها في ريف حلب بسوريا، وفي سرت بليبيا، وغيرها، كما أعلن التنظيم أنه سيعتمد على "المفارز الأمنية" في مجابهة خصومه. وبحسب مقال نشرته مجلة "النبأ" الأسبوعية، التي يصدرها التنظيم، اليوم الخميس، نفى "داعش" أن يكون انسحابه من المناطق جرّاء خسارة في المعارك الميدانية فقط، قائلا: إن انسحابه يأتي لكثافة القصف بالطيران على منازل المدنيين. وتابع: "تتوالى التفجيرات والعمليات الاستشهادية والانغماسية، مسببة لهم المزيد من الرعب والخوف في المناطق التي يحسبونها آمنة من ضربات جنود الخلافة". وفي حديثه عن التفجير الانتحاري الأخير الذي ضرب تجمعا للثوار في معبر أطمة شمالي سوريا، قال التنظيم إن: "المرتدين بكل أنواعهم، ومِن ورائهم أسيادهم الصليبيون، يخطأون كثيرا عندما يظنون أن إخراج الدولة الإسلامية من منطقة ما بقصف جوي عنيف، أو حادثة غدر وخيانة، سيجعلها تيأس من العودة إليها، أو ترضى ببقاء الكفار فيها آمنين مطمئنين". وفي تأكيد لسياسة التنظيم بمساواة من يسميهم التنظيم "المرتدين"، و"المشركين"، قال إن "من أُسُس التوحيد الراسخة عند جنود الخلافة أنهم لا يكفّون عن قتال المشركين، حتى يخضعوهم لدين الله وأحكامه، إسلاما منهم، أو جزية وصغارا عليهم، أو عهدا من إمام المسلمين إليهم، ولا يكفّون عن قتال المرتدين حتى يتوبوا من ردّتهم، ويصلحوا ما أفسدوه من دينهم، ويعودوا إلى دائرة الإسلام". ويقصد التنظيم بوصف "المرتدين" جميع الفصائل المسلحة في سوريا، بمن فيها الإسلامية والجهادية، وعلى رأسها "أحرار الشام"، وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا). واستذكر التنظيم عمل مفارزه الأمنية في بغداد والموصل والأنبار، حينما كان جنود التنظيم متخفّين في الصحراء، متابعا: "كما فرح الروافض والصحوات في العراق من قبل بانحياز جنود الدولة الإسلامية من مناطق تمكينهم، فرح مرتدو الصحوات وملاحدة الأكراد بذلك في الشام، دون أن يعتبروا بمن سبقهم". وخلص التنظيم إلى أن "حرب المفارز الأمنية ضد المرتدين ما زالت في بدايتها، ولا يمرّ يوم إلا ويزداد المجاهدون فيه خبرة على خبرتهم بطرق خداع أعدائهم، وإفشال خططهم الأمنية، وتجاوز الحدود والعقبات التي ينصبونها في طريق المجاهدين؛ لتقيهم من ضرباتهم".