سويلم: زيارته تعيد توازن العلاقات بين مصر وروسيا صلاح عيسى: فتح علاقات مع روسيا يمنح مصر أوراق قوة جديدة شكر: الزيارة تحمل رسالة ضمنية موجهة لأمريكا أننا لدينا البدائل والخيارات جورج اسحق: تثبت أن اللعبة ليست في يد أمريكا وحدها اتفق سياسيون وخبراء أمنيون، على أن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إلى مصر، هي صفعة روسية مصرية لسياسة الرئيس الأمريكي بارك أوباما، وإعادة لتوازن السياسة المصرية الخارجية، بعد اعتمادها طوال الأعوام الماضية على سياسة الحليف الواحد، خاصة وأن الزيارة تأتي تمهيدًا لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وطالبوا الحكومة بفتح آفاق جديدة للعلاقات مع أكثر من قوى عالمية، وعلينا أيضًاً أن ننظر إلى خريطة العالم وكيف تغيرت وإعادة ترتيبها. وأشار بعضهم إلى أننا يجب أن نعلم أن الولاياتالمتحدة، تضر بحلفائها ولا تحافظ على مصالحهم، ويكفي ما تلقيناه من تهديد من أجل استمرار الإخوان لتنفيذ مخططهم في إعادة ترسيم الشرق الأوسط، وأنها لا تحترم إرادة الشعوب. ووصف اللواء فاروق حمدان، الخبير الأمني، زيارة وزير الدفاع الروسي تمهيدًا لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين ب “,”صفعة على وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما“,”، وسياسته، مؤكدًا وجود اعتقاد خاطئ بأن أوراق اللعبة كلها في يد أمريكا. وشدد على أنه يجب على مصر أن تبحث عن مصلحتها، في ظل القرار الأمريكي بمنع المعونة العسكرية، الذي لم يكن له تأثير على الشعب المصري الحر . وأكد حمدان، أننا لم نقطع علاقتنا مع أمريكا، بل هي التي غيرت أسلوب التعامل وانحازت لفصيل سياسي ثبت فشله، ووقفت ضد إرادة الشعب المصري، وهذا يتعارض مع مصالحنا، فلم يكن أمامنا سوى أن ننفتح على العالم أجمع، والعلاقات الروسية تبشر بخير كثير لمصر على حد تعبيره . وأضاف اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، والمدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة، عن الزيارة المرتقبة لوزيري الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، والخارجية سيرجي لافروف إلى القاهرة، 13 نوفمبر الحالي، أنها تمهد لزيارة الرئيس الروسي بوتين لمصر . وأوضح سويلم، أن الزيارة ذات طابع سياسي عسكري، لتقديم الدعم العسكري، ووضع جداول زمنية لتسليح الجيش المصري، وتدريبه على الأحدث منها، وتبادل البعثات العسكرية، الى جانب رفع كفاءة الأسلحة الروسية الموجودة داخل الجيش . وأكد سويلم، أن هذه الزيارة تعيد التوازن في العلاقات بين البلدين، فلا بدائل لدينا بعد تلويح وضغط أمريكا بتجميد جزئي للمساعدات العسكرية لمصر، لفتح علاقات مع روسيا والصين، مؤكدًا أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع أمريكا، فالعلاقات مستمرة. ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي صلاح عيسى، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن زيارة وزير الدفاع الروسي المرتقبة لمصر، شكل من أشكال السياسة التي تتبعها الدولة المصرية في المرحلة الانتقالية، والعودة مرة أخرى إلى تكوين علاقات دولية متوازنة، لا تجعلها تحت رحمة المساندة والمعونة الأمريكية. وأوضح عيسى، أن تنويع العلاقات مع دول العالم، سياسة مهمة، وتمنح مصر أوراق قوة جديدة، ستدفع السياسة الأمريكية إلى إدراك أن مصر ليست رهينة في يد أمريكا، وأن عليها أن تحترم الإرادة المصرية واختيارات الشعب، مؤكدًا أن الهدف منها ليس قطع العلاقات مع أمريكا. وأشار عيسى، إلى أن السياسة المصرية منذ “,”محمد علي“,”، تلعب على التناقضات الموجودة داخل المعسكر الاستعماري، بتعدد صوره وتغير أقطابه، وكان هذا الاتجاه نحو روسيا، يظهر أحيانًا ويختفي بسرعة كلما توترت العلاقة مع أمريكا، وكان هناك إحساس بعدم الراحة تجاه السياسة الأمريكية، وصل الى ذروته بعد ثورة 30 يونيو، وانحياز أوباما للإخوان، ومعارضته لإرادة الشعب المصري. وتوقع عيسى، أن يتم التعاون العسكري مع روسيا، وتجديد وتحديث السلاح الروسي الذي تم تعطيله بعد اتفاقية كامب ديفيد، وإعادة إدخاله مرة أخرى، وسيكون هناك عقيدة عسكرية مزدوجة في مسألة التسليح على حد تعبيره. من ناحيته، علق جورج اسحق، عضو جبهة الإنقاذ والمجلس القومي لحقوق الإنسان، على زيارة وزير الدفاع الروسي المرتقبة لمصر، قائلاً “,”لا تضع كل أمورك في سلة واحدة“,”، في إشارة منه إلى أهمية فتح علاقات مع روسيا والصين، وعدم الاقتصار على أمريكا. وأشار اسحق إلى أن مقولة السادات الشهيرة “,”أن 99 بالمائة من اللعبة في يد أمريكا“,” ليس حقيقيًاً، بعد انحياز أمريكا للإخوان، بدأت تتراجع في موقفها، خصوصًا بعد زيارة كيري الأخيرة، لم يطرح موضوعات تخص الإخوان وطلب من السعودية في زيارة أخرى، دعم مصر في المرحلة الانتقالية، نتيجة لبدء مصر فتح علاقات مع روسيا وقوى أخرى. من جانبه، قال عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الزيارة المرتقبة من جانب وزير الدفاع الروسي لمصر، تحمل رسالة ضمنية موجهة لأمريكا، أن مصر لديها البدائل والخيارات لفتح علاقات مع دول أخرى. وأوضح شكر، أن أمريكا من الآن، التقطت الإشارة وبدأت في معالجة الأزمة، وأنها أخطأت حين أساءت لمصر وهددت بقطع المعونة العسكرية، وإرسال جون كيري وزير الخارجية الأمريكية وكذلك وفد الكونجرس، معناه أن أمريكا بدأت تشعر بالقلق، وتراجع سياستها تجاه مصر. وأشار شكر، إلى أن تغيير سياسة تسليح الجيش، لا يتم في يوم وليلة، بل يحتاج الى وقت، وما سيحدث هو تنويع لمصادر التسليح، ليظل التسليح الأمريكي كما هو، والنقطة الأهم هي إدراك أن مصر دولة محورية ولها أهميتها واعتبارها في العالم أجمع.