تسعى الأم لاستغلال العطلة الصيفية والبدء بتعويد طفلها على الكتابة بخط جميل، وبأسلوب ترفيهي، فالتلميذ حين يخضع للامتحان لن يستعمل الكمبيوتر. قد تغض معلمة الصف الطرف عن قبح الخط أو الأخطاء لأنها تعرف قدرات تلميذها، ولكن المشكلة تظهر في شكل واضح حين يفاجأ التلميذ في المستقبل برسوبه في الامتحانات الرسمية. ويبدأ الطفل الصغير مرحلة دراسية جديدة، وستكون له فروض ينجزها في البيت. صحيح أنه بدأ يعرف القراءة، إلا أنه لا يزال في طور تعلّم الكتابة، أي نسخ ما يقرأه على الورق. هذه بعض الإرشادات التي ينصح بها الاختصاصيون الأم تقوية عضلات الأصابع من طريق اللعب من المهم جدًا حين تريد الأم أن تعوّد طفلها على الكتابة، مساعدته على تمرين العضلات المسئولة عن الإنتاج الكتابي، وتُعرف بالعضلات الدقيقة والتي هي الأصابع، لا سيما الإبهام والسُبابة، واليدان وحركة معصم اليد. ويكون ذلك من طريق اللعب. فمن المعروف أن اللعب ينمّي حواس الطفل وقدراته الجسدية والعقلية. لذا من الضروري توفير الألعاب التي تشجع الطفل على الكتابة، كمجسمات أشكال الحروف واللوح والطبشور واللعب بالمعجون والكتابة على الرمال التي تتطلب منه الضغط على الإصبع، وتصنيف الحبوب التي تحفّزه على استخدام الإبهام والسُبابة، كأن تجلب الأم مثلًا كمية من حبوب الفاصوليا والعدس مخلوطة ببعضها بعضًا وتطلب من طفلها تصنيفها وفرزها في كوبين منفصلين. تقديم دعم الكتابة المناسب يميل معظم الأطفال إلى الخربشة، وغالبًا تعطي الأم طفلها أي ورقة في متناولها، مثل مغلف أو قصاصة ورقة يرسم أو يكتب عليها بعشوائية، إذ ليس هناك خط يلتزم به، فتكون الكلمة الواحدة متفاوتة في حجم الأحرف واستقامتها. فالحروف والكلمات أمور مجرّدة لا يستطيع الطفل في سن صغيرة أن يربط شكلها بمعناها، لأنه لا يزال غير قادر على التحليل المنطقي. لذا من الملاحظ أنه يخربش. فمثلًا عندما تطلب منه والدته كتابة كلمة "ماما" يرسم خربشة ويقول لها "انظري كتبت كلمة ماما"، في هذه الحالة على الأم أن تكتب إلى جانب رسمه كلمة "ماما"، فهي بذلك تجعله يميز بين الكلمة الصحيحة والخربشة، التي هي شكل من أشكال الكتابة البدائية. ومن الملاحظ أيضًا أن بعض الأطفال في بداية كتابتهم للأحرف يكتبونها بالمقلوب. وهناك نوعان من الكتابة: الكتابة الكلية والكتابة الهجائية والكلية حين ينسخ كلمة كاملة مثل (بابا – ماما - كتاب)، ويصوّرها كما هي. أما الهجائية فهي التي ترتكز على تركيب الحروف في كلمة مفيدة. مثلًا تطلب الأم من طفلها كتابة حروف (ب- ر- ا- د) في شكل منفرد، ومن ثم تطلب منه أن يجمعها ويؤلف منها كلمة «برّاد». ومن الضروري ربط تأليف الكلمات بنماذج موجودة أمامه لأنها تعزّز التحليل المنطقي الذي يربط بين الأمور المجرّدة والأشياء الملموسة. مثلًا يمكن الطفل أن يلصق على البرّاد الكلمة التي ألّفها. لذا على الأم البدء في العطلة بتوفير دفاتر النسخ التي تساهم في تعزيز القدرة الكتابية عند الطفل، لناحية فهم الأحرف والتمييز بينها، ولناحية جمالية الخط ووضوحه واستقامته. مساعدة الطفل على كتابة القصص هناك الكثير من الوسائل التي تشجّع الطفل على الكتابة، ومنها تأليف قصة، أو كتابة يوميات مثلًا، يمكن الأم أن تشتري دفتر مذكّرات وتطلب من طفلها أن يكتب أجمل ما حدث معه خلال اليوم أو خلال الأسبوع، فتعلمه خطوات الكتابة وتسأله عن الحبكة التي يود الكتابة عنها، ثم تطلب منه كتابة ذلك على ورقة مسوّدة، صحيح أنه سوف يرتكب الكثير من الأخطاء الإملائية، فهو يكتب ما يسمعه، أي يكتب كلمة تشبه السمع. مثلًا يكتب كرس بدل كرسي، وهذا مسموح لأنه لم يتعلم بعد القواعد الإملائية، المهم في هذه المرحلة تحفيز الطفل على الكتابة. فمثلًا إذا كتب كلمة مهى «مها» أو «مه» فهذا أمر جيد وطبيعي، ولا يجوز محاسبته أو انتقاده عليه، كالقول له أخطأت ولا تعرف الكتابة. فاللغة العربية تتضمن الكثير من الفخاخ اللغوية، وقواعدها ليست سهلة. لذا يمكن الأم أن تطلب من طفلها تهجئة ما كتبه، ثم يصححان معًا الأخطاء، وبدورها تكتب الجملة بخط جميل عند أعلى الصفحة ثم تطلب منه نسخها مرات عدة، وعندما تعتاد يده على حركة الأحرف، تطلب منه كتابة السطر أو الجملة التي ألّفها على دفتر مذكّراته. ويمكن الأم استغلال هذه المسألة في تعويد الطفل على مخارج الحروف التي غالبًا ما توقعه في التباس مثل ض ود، فهناك حروف متشابهة بالصوت، وأخرى متشابهة في الشكل مثل ذ ود. كما يمكنها أن تساعد طفلها على تمييز الحروف المتشابهة من خلال تأليف قصة طريفة عن هذه الحروف كأن تقول له مثلًا: الضاد أخت الدال، ولكنها كانت تأكل كثيرًا ولا تمارس الرياضة فأصبحت سمينة. فبهذه القصة الطريفة يثبت في ذهنه الفارق بينهما.