سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة الإخوان في السودان تفجر الوضع الداخلي بمصر مجددًا.. الشباب يعدون ملفًا بانتهاكات "العواجيز" للتخلص منهم.. قيادي يتهم "حسين" باختلاس 2.2 مليون دولار.. وخبراء: الجماعة قضت على نفسها
حالة من الشد والجذب تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية منذ نوفمبر من العام الماضي، فمع ظهور محمود حسين الأمين العام للجماعة، في برنامج تليفزيوني عبر قناة الجزيرة القطرية، وإصداره قرارًا بعدها بإقالة محمد منتصر المتحدث باسم الجماعة، وتعيين طلعت فهمي بدلًا منه، وانقسام الجماعة بعدها إلى مؤيد ومعارض، فمنذ ذلك الحين ويعيش أنصار الجماعة على كف عفريت. واستكمالًا لحالة الإرهاب التي تمارسها الجماعة في حق المعارضين لها، حدث انقلاب بعناصرها وأعضائها، حيث ناشد عدد من شباب الإخوان المصريين الهاربين في السودان قيادات الجماعة وقف الانتهاكات التي يمارسها عدد من القيادات التاريخية ضد الشباب الرافض لسياستهم. وفي محاولة لاستغلال الموقف، علمت "البوابة نيوز"، من مصادرها الخاصة، أن جبهة الشباب بجماعة الإخوان الإرهابية، بقيادة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومحمد منتصر، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، تعد ملفًا عن الانتهاكات التي ترتكبها القيادات التاريخية بحق الشباب الهاربين في السودان، لطرحه أمام أنصار الجماعة. وقالت المصادر، في تصريحات خاصة، اليوم الأحد، إن إعداد الملف هدفه الضغط على عناصر الجماعة في الداخل والخارج، لقبول إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة، وإعادة تشكيل المكاتب الإدارية بالمحافظات والشعب، إضافة إلى إعادة تشكيل مكتب لإدارة الأزمة، ليحل محل مكتب إرشاد الجماعة. وأضافت أن القيادات التاريخية مارست كل أنواع الضغوط لوقف الانتخابات الداخلية، ونجحت بالفعل في عدد من المحافظات التابعة لها، ووقفها في محافظات أخرى بعد منع الأموال المخصصة لأسر المسجونين، كأسلوب للضغط عليهم لقبول تابعيتهم لعواجيز الجماعة. وعن كيفية إعداد وطرح الملف لعناصر الجماعة، قالت المصادر، إن "منتصر" بدأ في التواصل مع الشباب الموجودين في السودان وتجميع شهاداتهم بالصوت والصورة، ثم سيتم إرسال الملف عن طريق إرساله لكل شعبة بجميع أنحاء الجمهورية، ومناشدتهم لإجراء الانتخابات لتحويل المتسببين في الأزمة للتحقيق العلني. فيما اتهم عمرو أبوخليل، القيادي الإخواني المنشق، وعضو اللجنة السياسية المركزية في الإخوان سابقًا، القيادات التاريخية باختلاس أموال الجماعة والتي تقدر ب2.2 مليون دولار، مطالبًا قيادات مكتب الإخوان في تركيا بإصدار بيان لكشف النصب في أموال الجماعة من قبل عدد من قياداتها. وقال أبو خليل في بيان صحفي، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن "الواقعة نقلًا عمن يثق الشباب في صدقه، حيث وصل تبرع للإخوان في إسطنبول قيمته 2.2 مليون دولار، فقام الدكتور محمود حسين ومحمد البحيري، مسئول أفريقيا والسودان ومحمود الإبياري، أحد قيادات الإخوان في لندن، بالاستيلاء على التبرع وشراء عقار باسمهم في منطقة كوجاتيبي في إسطنبول". وتابع: "علم الشباب بالواقعة فتوجهوا إلى مدحت الحداد مسئول إسطنبول متسائلين فكان رده أن هذه هبة شخصية لهم ولذريتهم من بعدهما، ولم يقتنع الشباب فتدخل مجلس شورى إسطنبول وقام بإجراء تحقيق أثبت فيه صحة واقعة الاستيلاء على التبرع وشراء العقار باسم القيادات الثلاثة وأوصى بأن يتنازل الثلاثة عن العقار وتعود الأموال للجماعة، لم ينفذ القرار حتى الآن". وتساءل: "هل يكفي أن يكون القرار في واقعة استيلاء على أموال عامة هو مجرد إعادة الأموال والتي لم تثبت إعادتها حتى الآن، أم أن المنطقي أن يتم محاسبة هؤلاء المسئولين وعزلهم من مناصبهم؟". وتساءل القيادي الإخواني قائلا: أليس هذا فسادا؟".. أيصلح أن يتصدر منصب أمين عام الجماعة شخص ثبت التحقيق ضلوعه في الاستيلاء على أموال الجماعة خاصة وأن الشباب استفزهم مشهد السيارة BMW التي يصل سعرها إلى 200 ألف دولار، والتي يستخدمها في تنقلاته ويقودها ابنه أحمد ويقال إنها من أموال هذه الهبة أيضًا". في البداية قال طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق، إن إعداد جبهة شباب الإخوان ملف بانتهاكات جبهة العواجيز في السودان للضغط لإجراء الانتخابات الداخلية، لن يكون له تأثير وذلك بعد سيطرة القيادات التاريخية على جميع مفاصل الجماعة، مؤكدًا أن هذه الخطوات تكشف عن حقيقة التنظيم الذي يدعى القداسة والاخلاق فإذا به على غير ذلك تماما. وأضاف البشبيشي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن هذه التصريحات ما هي الا موجة غضب من عودة سيطرة القيادات التقليدية على مفاصل التنظيم وموارده ومن ثم نقوم هذه القيادات التقليدية بتحجيم وتأديب اتباع محمد كمال. وتابع: هؤلاء الغاضبين لا يملكون سوى بعض المنابر الإعلامية مثل صفحات مواقع التواصل الاجتماعى يعبرون فيها عن غضبهم ويخرجون بعض الأسرار التي تدين جبهة التنظيميين وعلى رأسهم محمود عزت القائم بأعمال المرشد. ولفت إلى أن هذه الكوادر الغاضبة فرطت في انتمائها الوطنى واتبعت تنظيم خائن يعادى بلادهم فكانت النتيجة بعدما هربوا خارج بلادهم استعباد التنظيم لهم واذلالهم ومساومتهم اما الخضوع لمحمود عزت واما المعاناة وعدم توفير المأوى ولا العمل ولا ما يقيم حد أدنى من ضرورات العيش في المنفى. وفي سياق مختلف استبعد خالد الزعفراني القيادي الإخواني المنشق، إجراء جبهة شباب الإخوان بقيادة محمد كمال عضو مكتب الارشاد، الانتخابات الداخلية للجماعة، وذلك في ظل حالة الانقسام التي تعيشها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وحتى الآن. وقال الزعفراني، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، إن الانتخابات الداخلية للجماعة لن تحل الأزمة لأن من الصعب استكمالها في ظل القبضة الأمنية الموجودة التي توجها الدولة المصرية ضد عناصر الجماعة، لافتًا إلى أن في الظروف العادية لم تسطع الإخوان إجراء الانتخابات الداخلية. وعن إعداد جبهة الشباب ملف عن الانتهاكات القيادات التاريخية في السودان، قال الزعفراني، إن طرفي الصراع كلًا منهما يحاول استغلال سقطات الفريق الآخر لاستخدامها في مصالحه الخاصة، دون النظر إلى المصلحة العامة للجماعة أو للوطن. أما عن استمرار الأزمة، قال القيادي الإخواني المنشق، إن الإخوان سيظلون متغبطين فيما بينهم إذ لم يتم عمل مراجعات فيما بينهم، وتحديد علاقاتهم مع المجتمعات التي يعيشون فيها.