قيادات السودان يصادرون جوازات سفر الشباب لموافقتهم على إجراء انتخابات منتصر يشكل لجنة تقوم بعمل مكتب الإرشاد محمود حسين يستولي على أموال التبرعات في إسطنبول يبدو أن أزمات الإخوان لن تنتهي، فمنذ اللحظة الأولى لسقوط حكم الإخوان في 30 يونيو 2013، وأقطاب الجماعة يتصارعون فيما بينهم، وقد انقسمت آراؤهم في بداية الأمر حول الاعتصام في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ونجح هذا الانقسام في شق صف الجماعة, تبعته سلسلة من كوارث الخلاف بين قيادات الجماعة في مواجهة الدولة بداية من فض الاعتصامين حتى ظهور محمود حسين، الأمين العام للجماعة الذي اختفى قبل 30 يونيو 2013 ولم يظهر إلا في نوفمبر 2015 ليعلن إقالة محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة. مرة أخرى يشق صف الجماعة بسبب سيطرة منتصر على قطاعات كبيرة من الشباب, وإذ رفض منتصر الإقالة انقسمت المكاتب الإدارية حول الأمر وعلى رأسها مكاتب الفيوم والإسكندرية والصعيد والدقهلية والغربية الذتى رفضت الإقالة، في حين أصر حسين على موقفه وعيّنت الجماعة الدكتور طلعت فهمي، القيادي الإخواني المقيم في الخارج، كمتحدث للجماعة، مع 3 آخرين، من بينهم إمرأة، بأسماء حركية حتى لا تعرفهم السلطات المصرية. استمرت الخلافات داخل الجماعة بين جبهة محمد كمال ومحمد منتصر من جهة، وجبهة محمود عزت وحسين من ناحية أخرى، وشككت جبهة كمال في وجود عزت ومدى صلاحيته للقيادة، ودشن وقتها عدد من شباب الإخوان "هاشتاج" على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يطالبون فيها عزت بالظهور في حوار مسجل بالفيديو ليطمئنوا لوجوده وإلا فلا سمع ولا طاعة، وتدخل الدكتور عبدالرحمن المرسي، عضو مكتب الإرشاد وحلقة الوصل بين عزت والجماعة، وأكد لقاءه بعزت مشددا على ضرورة احتواء الخلاف داخل الإخوان. كما أعلنت جبهة محمد كمال تدشين وثيقة "على بصيرة" التي تطالب بإعادة انتخابات المكاتب الإدارية للإخوان ومكتب الإرشاد الحالي الذي استوفى مدته القانونية وهي 4 سنوات، وكالعادة أيد الشباب الوثيقة أملا في إحداث تغيير داخل الجماعة وضخ دماء جديدة بها، فشعر عزت بالخوف من قوة الشباب وسيطرتهم على الأمور، وحاول الضغط عليهم بقطع المال عن لجان الإعاشة الخاصة بالمعتقلين وهو ما أغضب الشباب، وأجج غضبهم، إلى جانب ذلك، تصريحات عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية التي صب فيها جام غضبه على عزت بسبب معاقبته للمعتقلين دون ذنب اقترفوه، ودشن الشباب حملة لجمع أموال لمعتقلي الإخوان في السجون وانتصروا على عزت، وهكذا دواليك، فأزمات الجماعة عرض مستمر. أزمة جديدة بدأ صداها يتردد أمس الأول بين شباب الإخوان الهاربين إلى السودان، حيث أعلن عز الدين دويدار، القيادي بالجماعة، عن وجود خلافات عميقة بينهم بحكم انتمائهم لمكاتب إدارية مختلفة فى مصر، وهو الأمر الذي انعكس على علاقاتهم داخل الخرطوم، حيث يقيم معظم الهاربين. وأكد دويدار، في تدوينة له، أن الانقسام داخل الصف الإخواني وصل إلى السودان، وقال "هناك صراع آخر بين القيادات الحالية فى السودان وشخصيات قيادية سابقة، والطرفين فى رأيي نفس التركيبة النفسية وإن اختلف خطابهم وإن تظلل بعضهم براية التغيير والشباب، والطرفين بيجيدوا استعمال الأوراق ويستغلوا كل نقطة وواقعة لتثبيت نفسهم أو إعادة طرح نفسهم". وعلى الفور وجد الشباب ضالتهم في مساندة محمد منتصر لهم الذي قام بتجميع شهادات الشباب في السودان وسيجمع ملفا عن جرائم انتهاكات الجماعة ضد الشباب المقيمين لديها، وأعلن عن تشكيل لجنة لإدارة الأزمة تقوم بعمل مكتب الإرشاد. من جانبه قال سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن خلاف الإخوان ليس على مناصب أو انتخابات بل هو خلاف على عقيدة السمع والطاعة التي ترسخت داخل الإخوان، فجيل الشباب يريد إزاحة جيل الشيوخ من طريقه والاستئثار بقيادة الجماعة وهذا حق أصيل لهم بعد الفشل في إدارة الأزمة الأخيرة. وأضاف عيد في تصريح ل"البديل" أن قيادات الإخوان في السودان موالون لمحمود عزت ولهذا يضيقون على الشباب الموجودين لديهم هناك خشية إلقاء القبض عليهم في مصر، ولهذا قام الحلوجي، ذراع عزت في السودان، بمصادرة جوازات سفر الشباب الموجودين لديه من الإخوان وتهديدهم بترحيلهم لمصر حينما أعلنوا موافقتهم على إجراء انتخابات الجماعة في مصر. وأشار عيد، إلى أن جيل الشباب هو من سينتصر في النهاية لأن الجديد دائما ما يزيح كل ما في طريقه، ولكن الأزمة أن التجديد داخل الجماعة كنزع الجلد من اللحم سيجعل من الإخوان جثة هامدة فجيل العواجيز لا زال يسيطر على مقاليد الأمور في الجماعة. واتهم هيثم أبوخليل، القيادي الإخواني المنشق، وعضو اللجنة السياسية المركزية في الإخوان سابقًا، القيادات التاريخية للجماعة باختلاس أموالها التي تقدر ب2.2 مليون دولار، مطالبًا قيادات مكتب الإخوان في تركيا بإصدار بيان لكشف النصب في أموال الجماعة من قبل عدد من قياداتها. وقال أبو خليل، في تدوينة له على الفيسبوك إن "الواقعة نقلًا عمن يثق الشباب في صدقه، حيث وصل تبرع للإخوان في إسطنبول قيمته 2.2 مليون دولار، فقام الدكتور محمود حسين ومحمد البحيري، مسؤول إفريقيا والسودان، ومحمود الإبياري، أحد قيادات الإخوان في لندن، بالاستيلاء على التبرع وشراء عقار باسمهم في منطقة كوجاتيبي في إسطنبول". وأضاف "علم الشباب بالواقعة فتوجهوا إلى مدحت الحداد، مسؤول إسطنبول متسائلين، فكان رده أن هذه هبة شخصية لهم ولذريتهم من بعدهم، ولم يقتنع الشباب، فتدخل مجلس شورى إسطنبول وقام بإجراء تحقيق أثبت فيه صحة واقعة الاستيلاء على التبرع وشراء العقار باسم القيادات الثلاثة، وأوصى بأن يتنازلوا عن العقار وتعود الأموال للجماعة، ولم ينفذ القرار حتى الآن". وتساءل: "هل يكفي أن يكون القرار في واقعة الاستيلاء على أموال عامة هو مجرد إعادة الأموال والتي لم تثبت إعادتها حتى الآن، أم أن المنطقي أن تتم محاسبة هؤلاء المسؤولين وعزلهم من مناصبهم؟". وقال أبوخليل: أليس هذا فسادا؟، أيصلح أن يتصدر منصب أمين عام الجماعة شخص أثبت التحقيق ضلوعه في الاستيلاء على أموال الجماعة خاصة وأن الشباب استفزهم مشهد السيارة BMWالتي يصل سعرها إلى 200 ألف دولار، والتي يستخدمها في تنقلاته ويقودها ابنه أحمد، ويقال إنها من أموال هذه الهبة أيضًا؟".