الانقسامات تعصف بالإخوان

حرب حقيقية اندلعت أمس بين جبهتي الإخوان عقب انقلاب جبهة محمد كمال علي عواجيز الإخوان بإعلانها إجراء انتخابات داخلية أفرزت ما يسمي بمجلس شوري عام بالإضافة إلي الدعوة لانتخاب مكتب إرشاد مؤقت للجماعة وإزاحة قيادات الجماعة التاريخية من المشهد العام للإخوان في الوقت الذي أنكرت فيه جبهة محمود عزت إجراء الانتخابات.
وأكدت في بيان أصدرته أمس استمرارها في قيادة الجماعة وعدم صحة الأخبار عن انعقاد مجلس الشوري العام للجماعة بالقاهرة. أعقب البيان إعلان محمد منتصر, المتحدث الإعلامي لجبهة الكماليين باستقالته من موقعه, بعدما ظل طرفا أصيلا في الصراع مع جبهة القيادة التاريخية.
وشهدت جماعة الإخوان خلال الساعات الماضية ثورة قام بها الشباب ضد العواجيز وأعضائها الذين تورطت أيديهم في الدماء واتهمت جبهة محمد كمال الذي لقي حتفه في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن قيادات الجماعة الهاربة بلندن في توريط الجماعة في عدد من القرارات أبرزها توريط الجماعة في خوض انتخابات الرئاسة2012 رغم رفض مكتب الإرشاد واستخدم مكتب لندن كل أسلحته المالية والسيطرة الإدارية لرفع نسبة التصويت بالانتخابات الداخلية للإجبار علي خوض الانتخابات التي كانت مرفوضة من أغلبية الجماعة وقامت هذه المجموعة بفرض رؤيتها وتصوراتها عن الرئيس المعزول ضاربة عرض الحائط برأي مستشاريه مما أوقع الجماعة في معارك مع شركاء الثورة ومنعت رأي مستشاريه بالاتجاه لانتخابات مبكرة.
وهاجم مجدي شلش القيادي الإخواني جبهة محمود عزت وأعوانه واعتبرهم المسئولين عن شق صف الجماعة بعد أن جعل محمود عزت من نفسه وصيا عليها بدون شوري ولا مؤسسية ولا تحاور ولا تفاهم إلا إصدار القرارات فقط ويجب علي الجميع السمع والطاعة بدون أي تفاهم واتهم جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد بمنع الدعم عن بيوت مساجين الإخوان بالإضافة إلي إصدار قرارات بالإيقاف لمعارضيهم وفجر قنبلة من العيار الثقيل حين اعترف بالتحضير لموجة يناير2016 واتهمهم بالاتصال ببعض الإخوان الذين لم يشاركوا في الأحداث الأخيرة وأعادوا إنتاجهم من جديد في المحافظات بعد أن أغدقوا عليهم الأموال حتي يكونوا في الصدارة والمسئولية.
وقال عز الدين دويدار أحد قيادات جناح الكماليين بقيادة محمد كمال في رده علي بيان جبهة محمود عزت: متحدثون وأعضاء جماعة محمود عزت بينفوا ليه وبينكروا إن جماعة الإخوان انتخبت مؤسساتها الشرعية وأنجزت استحقاقاتها.. كلمونا عن جماعتكم ؟
من جانبه, قال الدكتور ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق إن الانقسامات داخل صفوف جماعة الإخوان تفاقمت بشكل كبير وتطورت إلي التخوين بعد اتهام قيادات بالجماعة لمجموعة لندن وعلي رأسها القيادي الإخواني الهارب إبراهيم منير, مشيرا إلي إمكان انقسام جبهتي الإخوان في المستقبل.
وأوضح في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن الخلاف الآن ليس في الأفكار ولكن في الوسائل الممثلة في انتهاج العنف أو المهادنة لحين عبور الأزمة وتطورت الانقسامات إلي الاتهام بالخيانة واعتبر أن ما يحدث هو الانقسام الأكبر في تاريخ الجماعة.
وأكد مختار نوح القيادي الإخواني المنشق أن الصراع القائم بداية لانقسام الإخوان موضحا أن جبهة محمد كمال ليس لها تأثير كبير علي قواعد الإخوان التي يسيطر عليها محمود عزت القائم بأعمال المرشد وخيرت الشاطر رغم كونه في السجن بسبب تحكمهم في أموال الجماعة وكيفية استخدامها مما يعطيهم الكلمة العليا.