لا تغيير ينتظر من العرب واجتماعاتهم وحضورهم الشكلى الذى لم يستطيعوا حتى الحفاظ عليه فى وقت شهدت قمة نواكشوط حضور 7 قادة عرب من أصل 21، أغلبهم من قادة الدول «غير المؤثرة» أو الفاعلة فى الوضع العربى اللهم إلا أمير الكويت الذى تثبت المواقف عمق الدور الذى يقوم به فى دعم عدد من القضايا العربية. المكسب والنجاح الأهم الذى حققته القمة العربية هو فى مسألة عقدها فى الوقت الذى تحدثت عنه موريتانيا بالفعل، أى بعد ثلاثة شهور من اعتذار المغرب عن استضافة القمة العربية، وهذا أمر فى حد ذاته يعد نجاحًا كبيرًا جدا، خاصة أنه جاء من التزام لدولة فقيرة وتعانى أزمات متعددة، أدت بأحد مسئولى الجامعة العربية لتقول قبل ثلاث سنوات أن موريتانيا دولة تعيش فى القرن الثامن عشر، داعية كل الدول العربية بالعمل لمساعدتها ودعمها إنسانيًا. ولا يمكن بأى حال من الأحوال اعتبار فقر الدول سبة فى جبينها، فالإمكانات الخاصة بكل دولة هى التى تحرك الأمور، والعالم العربى فى أغلبه يعانى أزمات كبيرة فى إطار البعد الاقتصادى والمالي، ومن ثم فإن بوصلة دولة عربية فقيرة بدأت فى العمل، بدليل أنه ولأول مرة فى تاريخ القمم وفى تاريخ الدول العربية وجامعتهم تذهب القمة العربية وبشكل فعلى وفقًا للميثاق لدولة جاء عليها الدور فى استضافة القمم، ما يعنى حالة من الشكلية الجديدة بأن كل الدول العربية سواء فى استضافة القمم لأول مرة. لكن وعلى الرغم من ذلك فقد خابت حتى هذه المحاولة حيث غاب أغلب القادة لأسباب لم يحددوها، وإن خرج حديث وحيد من جانب مصر تحدث عن أن الغياب ربما يكون أمنيًا. ربما الدليل الأبرز أن أغلب وزراء الخارجية العرب شاركوا فى الاجتماع الدولى لدول التحالف لمحاربة «داعش»، وكانت كلماتهم ولقاءاتهم قوية ومؤثرة مشددين على ضرورة عمل (دولى مشترك) للقضاء على هذه الآفة، وربما تكون هذه الدول هى نفسها التى وقفت بالمرصاد لعقد اجتماع مجلس وزراء الدفاع والخارجية العرب العام الماضي. على المستوى الدولى التحرك فاعل والباب مفتوح لأى محاولات سريعة للقضاء على الإرهاب.. فى الداخل العربي، والأمور تحتاج لدراسات معمقة ومزيد من الوقت، وبالتالى مزيد من الانتشار للإرهاب والتشرذم للدول العربية، وهذا ما كشفت عنه آلية التعاملات بين الاجتماع الدولى وبين القمة العربية، والتى لم يفصلها عن الاجتماع إلا يومين لفتح باب التساؤل على مصراعيه عن المرجع من الحالة الشكلية التى تجري. الحقيقة تؤكد أن موريتانيا ربما تكون الدولة الوحيدة الرابحة من استضافة القمة فى هذه الدورة، فهو اعتراف جديد لموريتانيا ببعدها العربى وربما إضافة جديدة فى رصيد الدولة السياسى باستضافتها قمة عربية، وعلى مستوى الشارع جرت تحسينات لطرق وانشاءات وإن كانت بسيطة ومحدودة، والأهم من ذلك استكمال المطار الدولى الذى كان من المقرر إنهاء أعماله فى 2011 إلا أن الموريتانيين لم يكونوا يفهمون السبب فى تأخره.