لازالت ردود الأفعال الغاضبة على تبرئة افيجدور ليبرمان مستمرة في إسرائيل حيث قال الكاتب “,”جدعون ليفي“,” في مقاله بصحيفة هآرتس أن “,”ليبرمان الأول، قبل اتهامه ومحاكمته كان زعيما قويا، وقد يصبح أفيجدور ليبرمان الثاني أقوى“,”. وأعرب ليفي عن اعتقاده بأن “,”ليبرمان قد يكون رئيس وزراء إسرائيل القادم“,”، وأضاف أن “,”إسرائيل تستحق أن يكون ليبرمان رئيسا لحكومتها وأن يرأسها، فالعار الذي لم يوصم به هو فيه أصلا، والآن سينتهي حفل الأقنعة، فعلى جون كيري أن يبدأ في حزم أمتعته، وأن تكتب تسيبي ليفني رسالة استقالتها“,”. هذه هي كلمة ليبرمان“,” . ستعود كلمة ليبرمان لتدوي في البلاد وفي العالم، لتكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي، إن تبرأة ليبرمان تكشف عن الفساد الذي تفشى في المجتمع الإسرائيلي الذي يستطيع فيه منتخب انتخبه الجمهور أن يربح ملايين “,”الشيكل“,” بواسطة ابنته وسائقه دون أن يُحاكم على ذلك بل حتى دون أن يخسر فورا حياته السياسية، فالمجتمع الذي يتقبل ليبرمان حتى لو كان مُبرءا هو مجتمع فاسد . وقال ليفي “,”إن عودة ليبرمان هي أيضا عودة الحقيقة فيما يتم إعلانه على الناس، سنعود إلى جنة خُلدنا، إنها جنة “,”سلطة القانون“,” في دولة سيكون من الصعب فيها أن تحاكم النيابة العامة والمستشار القانوني الفاضح عاملا في الحياة العامة، أنها جنة للتصريحات العنصرية والقومية والاستكبار و“,”الكرامة الوطنية“,”، وسلطة القوة العسكرية، واستمرار الاحتلال والاستيطان وربما قصف إيران أيضا، وهي جنة عدن لعودة الترحيل وتبادل الأراضي والسكان، وهي جنة عدن للسلوك الهزلي، وجنة عدن لسلب المواطنين العرب شرعيتهم وتمثيلهم في الكنيست، وجنة عدن لإعلان الولاء واضطهاد اليسار. أيدت أجزاء واسعة من المجتمع الإسرائيلي أفكار ليبرمان، وتأثر كثيرون حتى بين من لم يؤيدوه ب “,”جديته“,” و“,”استقامته“,” و“,”كلمته“,” وقوته، وسيزيد عددهم الآن بعد محاكمته وإظهاره بمظهر المضطًهد، في حين أنه لم يوجد من لوث المجتمع الإسرائيلي مثل ليبرمان إلا القليل . إن ليبرمان لا يؤمن بالسلام وكذلك إسرائيل، فلا حاجة لنا وللعالم مع ليبرمان إلى خطب بار إيلان وكلام بنيامين نتنياهو وشيمون بيريز الفارغ، لم يتجرأ أحد على محاكمة ليبرمان الذي نال أمس البراءة وبجدارة، فماذا نطلب بعد يا أبناء جنة عدن في ذروة أيام الجنة الرائعة هذه؟.