سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير برنامج "الغارمين" بمؤسسة مصر الخير في حوار ل"البوابة": البنوك لا تصرف مخصصاتها في سداد ديون الغلابة.. و"التنمية والإئتمان الزراعي" الأسوأ.. والمؤسسة دفعت ديون 35 ألف حالة من الغارمين
قالت سهير عوض، مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن البنوك المصرية ترفض التعاون للحصول على إلغاء أو تخفيض قيمة الفوائد المتحصلة من الغارم على دينه، وأنه رغم وجود صناديق خاصة لسداد الديون فى البنوك، إلا أنهم لا يدفعون هذه المخصصات للفقراء، موضحة أن المؤسسة سددت مؤخرا ديون 35 ألف حالة للغارمين فى مصر، وكان آخرها 2000 حالة مفرج عنهم فى رمضان الماضى، لافتة إلى أن التبرعات تكون لصالح باب الزكاة، وأن التكاتف المجتمعى بين أفراد الأسرة والعائلة والجيران مع بعضهم البعض، يقضى على الظاهرة. وأضافت فى حوارها ل«البوابة»، أن المؤسسة تساعد معظم الغارمين فى إنشاء مشروعات خاصة بهم يستطيعون من خلالها توفير أموال للعيش بكرامة، حتى لا يضطرون إلى الاستدانة مرة أخرى، وأعربت عن استعداد المؤسسة فى التعاون مع «البوابة» لمساعدة القراء فى حل مشكلات الغارمين وتجاوز تلك الأزمة، مشيرة إلى أن نسبة السيدات المعيلات من الغارمات 30٪، وأن الصعيد يحتل المركز الأول: ■ فى البداية من هم الغارمون؟ - العاجزون عن سداد ديونهم سواء رجال أو نساء، ويتم سداد ديونهم من خلال مخرج الزكاة، وخلال هذا العام شهدت المؤسسة تطورا كبيرا، ووعى المجتمع بمدى احتياج الغارمين لتبرعاتهم سواء من المؤسسات أو الأفراد. والغارمون أحد المخارج التى تعمل عليها «مصر الخير» بالإضافة إلى العاملين عليها وابن السبيل، خاصة أن عجز الغارمين عن سداد الدين يسبب وجعا للفرد والأسرة كلما طرق على بابه المدين، ونحاول فى «مصر الخير» أن نحقق مخارج الزكاة فى جميع أوجهها. ■ كيف يتم التبرع للمؤسسة؟ - يتم التبرع فى باب الزكاة أو باب الغارمين من قبل المتبرعين سواء أفراد أو مؤسسات، ويمكن أن تقسم الزكاة لعدد من البرامج على حسب ما يرى المتبرع، وهناك من يتبرع فى باب الصدقات للغارمين، لكن الأصل فى التبرع هو الزكاة. ■ ما الشروط الواجبة لمساعدة الغارم من خلال مؤسسة «مصر الخير»؟ - يجب أن يكون هناك عجز حقيقى للغارم عن سداد دينه، وأن يكون الدين لسبب غير ترفيهى، فلا يعقل أن أسدد دينا عن شاب يستطيع العمل أو عن دين أصله عجز سداد قيمة موبايلات حديثة، وعادة يأتى الغارمون المحتاجون لسداد ديونهم بعد رفع قضايا بالمحكمة ضدهم، ونبحث فى الحالات ووضعها الاجتماعى والقانونى، فيجب ألا تكون هناك شبهة جنائية فى الدين. والأولى هم الأكثر احتياجًا وفقرًا، والذين يكون سبب العجز عن سد ديونهم المرض والتعليم والفقر، خاصة فى عدم وجود الزوج بالنسبة للغارمات، ومعظم الحالات التى تأتى سيدات معيلات. ■ كيف يسد الغارم الدين؟ - لا يطلب من الغارم سداد أى مبلغ، فقط تدفع «مصر الخير» بدلا منه، فهو فى الأصل عاجز عن سداد الدين الأصلى، ما يتسبب فى سجنه، ومعظم الحالات يكون هناك حكم ضدها بالفعل فى المحاكم. ■ هل تقتصر المساعدات على سداد الدين فقط؟ - تتم مساعدة معظم الغارمين فى إنشاء مشروعات خاصة بهم يستطيعون من خلالها توفير أموال للعيش بكرامة، حتى لا يضطرون إلى الاستدانة مرة أخرى، ويتم الوقوف بجانبهم فى مشاريعهم حتى لا يتعثروا، ويتم تحصيل قيمة تكاليف المشروع فقط بعد نجاحه وحصول الغارم على مكاسب حقيقية من المشروع، حتى يتمكن مساعدة غيره من الغارمين، وهناك بعض الغارمين لا قدرة لهم على العمل فيتم صرف معاش شهرى لهم، خاصة لكبار السن والمرضى. ■ ماذا عن الدعم النفسى للغارمين الخارجين من السجون؟ - بالطبع، يتم دعمهم نفسيا، خاصة لكى يتجاوزوا مرحلة العجز عن سداد الدين، بالإضافة إلى مساندتهم للحصول على عمل أو تنفيذ مشروع يستمر وينجح، والباب دائما مفتوح لأى غارم يحتاج لمساعدة أو استشارة. ■ هل النسبة الأكبر من الغارمين من الرجال أم النساء؟ - الحالات التى تأتى للمؤسسة من الجنسين على السواء، لكن نسبة النساء أكثر من الرجال، خاصة من المطلقات أو الأرامل أو اللاتى هجرهن أزواجهن، أو من تعول والديها، بالإضافة إلى أولادها وزوجها الذى لا يجد فرص عمل، ونسبة النساء المعيلات من الغارمات بلغت 30٪ فى مصر. ■ برأيك ما أسباب انتشار الغارمين فى المجتمع؟ - البطالة أبرز أسباب زيادة نسبة الغارمين بالمجتمع، فالظروف صعبة جدا، وهناك أسر تعمل فيها ربة المنزل ولا يستطيع الزوج العمل لعدم وجود فرصة شاغرة له، بالإضافة إلى وجود العديد من الشباب العاطلين، إما بسبب عدم وجود فرص عمل وإما لعدم معرفة الشباب بالفرص ذاتها، ويجب على الجميع أن يوجه الشباب إلى كيفية إدارة وقته وكيفية الحصول على عمل. ويأتى المرض وتجهيز الفتيات المقبلات على الزواج كثانى أسباب انتشار الغارمين فى مصر، ثم التعليم وتكاليفه، ما يضطر الأسرة لإخراج أطفالهم من المدارس لعدم قدرتهم على استمرار تعليمهم، إضافة إلى عدم خبرة أصحاب الأعمال بالمشروعات التى ينفذونها، ما يجعلهم يخسرون ويضطرون للاستدانة وتفاقم الوضع، ويأتى ذلك نتيجة الجهل وعدم وجود دراسات جدوى للمشروعات من قبل أصحابها، ويعتبر الصعيد الأعلى فى نسب الغارمين فى مصر. ■ كيف ترين دور المجتمع فى القضاء على الظاهرة؟ - أولا، لا بد من التكاتف المجتمعى بين أفراد الأسرة والعائلة والجيران مع بعضهم البعض، وتجب مساندة الغارم وتوفير احتياجاته المادية والمعنوية، ويمكن مساعدة الغارمين وأسرهم من خلال النصائح وتوفير وقت مستقطع لهم ومساعدة أطفالهم فى التعليم، ومساندة شبابهم فى الحصول على عمل، ويجب أن نسترجع قيم التواصل والتكاتف الاجتماعى حتى نقضى على انتشار الغارمين. ■ ما حجم المساعدات التى قدمتها «مصر الخير» حتى الآن؟ سددنا ديون 35 ألف حالة للغارمين فى مصر من قبل «مصر الخير»، وكان آخر الحالات المفرج عنها فى رمضان الماضى 2000 حالة. ■ حدثينا عن احتياجات المؤسسة لزيادة نشاطها فى هذا الصدد؟ - التبرعات لصالح باب الزكاة، وتجب على الجميع المساهمة سواء لمؤسسة «مصر الخير» أو لصالح أى مؤسسات أخرى تعمل فى الغرض نفسه، ويتم التبرع فى «مصر الخير» على حساب الغارمين أو حساب باب الزكاة. ■ ما العوائق التى تقابلكم؟ - عدم تعاون البنوك المصرية للحصول على إلغاء أو تخفيض قيمة الفوائد المتحصلة من الغارم على دينه، ورغم وجود صناديق خاصة لسداد الديون فى البنوك، إلا أنهم لا يدفعون هذه المخصصات للفقراء. ويعد بنك التنمية والائتمان الزراعى من أكثر البنوك المدان لها الغارمون، ولا يتعاون فى تخفيض المبالغ والفوائد حتى يمكن سدادها، والمؤسسة لا يمكن أن تدفع لبنوك يوجد لديها ما يسد هذا الدين من مخصصاتها، وهناك فقراء أولى بذلك.