صدمة كبرى أصابت الشارع العربي عقب الإعلان عن فشل الانقلاب العسكري في تركيا وإزاحة نظام أردوغان عن السلطة، فالشارع العربي الذي اكتوى بنيران الفتنة التي يديرها أردوغان عبر عصاه المتمثلة في الجماعات الإرهابية التي أسقطت العديد من دول المنطقة في حفرة الفشل كان يتطلع لنجاح العسكر في إزاحة شيطان الفتنة من السلطة. قال محمد الطيب ناشط ليبي في تدوينة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك": المسألة لا علاقة لها لا بالديمقراطية ولا بالانقلاب، فأردوغان نفسه لا يعتبر الديمقراطية أكثر من تقنية تسوغ له الاستبداد والتجبّر، لذلك فالحديث عن ديمقراطية أردوغان المتجبّر المهووس بالعظمة والزعامة والسيطرة والرأي الواحد إيمانه بها، لا يختلف في جوهره عن الحديث عن إيمان بن عثيمين بنظرية التطوّر الداروينية، هذا من جانب، من جانب آخر إن ما يحدث في تركيا، يعنينا نحن من جانب واحد، فأن يكون انقلابا في تركيا أو ديمقراطية، أو عجة فهو لا يعنينا إلا بقدر تأثيره في الصراعات الدائرة في الوطن العربي، وكسر الأداة التي يلعب بها أردوغان لتذكية نيران الحروب في بلداننا، ونتائجها الكارثية دما وضحايا وتهجيرا وخرابا. وأضاف: كل عربي واعٍ، كل عربي منحاز لشرفه وأمته وجثث الأطفال الذي مزّقتهم قنابل الناتو وتحالفات أردوغان في العراق وليبيا وسوريا،كل عربي شريف،لا يمكن إلا أن يكون معاديًا لذلك العثماني الاستعماري الدموي المتصهين والقذر. وأكد خالد ناصر ناشط تونسي، نحن لا يهمنا شخص أردوغان سواء ظل في السلطة أو رحل فنحن سعداء بالانقلاب وأن لم ينجح لأنه سيضع حدا لسياسات أردوغان التي دمرت دول المنطقة، فما يهمنا هو انتهاء سياسته الظالمة، فماحدت البارحه بتركيا هو انعطاف كبير باتجاه سياسات جديدة لتركيا بالمنطقة لن تكون سيئة مقارنة بما سبقها من مواقف وهنا السؤال الأهم، هل نجح الانقلاب أم فشل وحسب المعطيات المتوفرة محليا " تركيا " وعربيا وعالميا أكاد أجزم بأن الانقلاب نجح ولو لم يصل أولئك الأبطال للحكم، والسيطرة على الدولة تركيا أردوغان قبل الانقلاب لن ولن تكون تركيا بعد الانقلاب داخليا وخارجيا. فيما تناول نشطاء سوريون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر التعامل الوحشي مع عسكر الانقلاب من قبل أنصار أردوغان والذين قاموا بذبح أحد الجنود على طريقة "داعش"، مؤكدين أن حقد الشعوب العربية المقدس والتي اكتوت بنيران إرهاب أردوغان وجدت في الانقلاب المحدود شفاء لما في صدورهم نتيجة تورط أردوغان في قتل أبنائهم في سورياوالعراق وليبيا وجدت عزاءها في أن الانقلاب الفاشل قطعًا سيحد من طموح السلطان التركي الذي يرتوي بدماء الأبرياء العرب، ويراهنون على أن شهر أغسطس القادم سيشهد تطورات جديدة في تركيا على خلفية عمليات القمع العنيف الذي يواجه بها أردوغان الذين قاموا بهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة. فأردوغان سيجتمع في أغسطس مع القيادة العليا للجيش التركي والعيون ستكون مفتوحة على ملفات العلاقات التركية السورية والإسرائيلية والروسية وملفات المعارضة الكردية والعلاقات مع المنظمات الإرهابية والدور التركي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقا لبراميتر السياسة الخارجية الأمريكية. وأضاف النشطاء السوريون، أما على المستوى الداخلي فمن غير المحتمل أن ينجح أردغان في أي تغييرات كبرى في دور الجيش التركي في الحياة السياسة فهو يخضع للسلطة العميقة التي ربما كانت وراء الانقلاب لتأديب أردغان وبالتالي لن تسمح بإهانة الجيش وستعمل على رد الاعتبار له خصوصًا بعد المشاهد المذلة لجنودهم أسرى لدى الشرطة شبه المدنية؛ ولذا فإن تركيا لن تعود لما قبل الانقلاب وأردوغان بعد الرعب الذي أصابه ليلة البارحة لن يحقق طموحة في أن يكون رجل تركيا القوى والسلطان العثماني الجديد.