وافق الحلفاء في حلف شمال الأطلسي أمس السبت على المساهمة في تمويل قوات الأمن الأفغانية بنحو مليار دولار سنويا على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة وذلك على الرغم من استياء الرأي العام في الدول الغربية من المشاركة في الصراع الدائر منذ فترة طويلة. ويتواجد الحلف -الذي عقد قمة على مدى يومين بالعاصمة البولندية وارسو- في أفغانستان منذ عام 2003 وأنفق عشرات المليارات من الدولارات في محاولة لتحقيق الاستقرار في هذا البلد. وأجبر تدهور الوضع الأمني واستعادة حركة طالبان لعافيتها الحلفاء على إلغاء خططهم بإجراء خفض كبير للقوات وذلك على الرغم من تراجع الرغبة لدى الغرب في استمرار المشاركة لفترة أطول في أفغانستان. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الانسحاب التام من أفغانستان ينطوي على مخاطر بانهيار هذا البلد ثم الاضطرار لإرسال قوات أمريكية إلى هناك مرة أخرى للتعامل مع تهديد جديد. وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي في ختام قمة حلف الأطلسي في وارسو "لدينا خيار ... يتمثل في الانسحاب ثم بعدئذ احتمال رؤية بلد ينهار تحت ضغوط النشاط الإرهابي المستمر أو عمليات التمرد." ودافع الرئيس الأمريكي عن قراره مع حلفاء آخرين في حلف الأطلسي بإلغاء خطط بخفض مستويات القوات بشكل حاد قائلا إن القوات الأفغانية مازالت في حاجة للتدريب والتمويل والدعم. وقال "الأفغان يقاتلون. لقد أصبحوا أكثر قدرة الآن عما كانوا عليه عندما توليت السلطة لكنهم مازالوا في حاجة للدعم لأنها بالفعل منطقة قاسية وهو بالفعل بلد فقير." وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إنه حصل على نحو ثلاثة مليارات دولار في صورة التزامات من الحلفاء لمساعدة الولاياتالمتحدة على تمويل الجيش الأفغاني حتى عام 2020 والذي يملك الآن قوات برية لكنه مازال في حاجة لتطوير قوة جوية. وحرصت الولاياتالمتحدة على ضمان الحصول على مليار دولار سنويا لدعم أكثر من 350 ألف فرد أمن أفغاني بينما تخفض وجودها العسكري في البلاد. وخصصت وزارة الدفاع الأمريكية 3.45 مليار دولار سنويا لتمويل القوات الأفغانية بينما تقدم الحكومة الأفغانية 420 مليون دولار أخرى ليصل إجمالي الميزانية السنوية إلى نحو خمسة مليارات دولار. وأعلن أوباما الأسبوع الماضي أن بلاده تراجعت عن خططها لخفض القوات الأمريكية في أفغانستان إلى النصف تقريبا بنهاية عام 2016 وقررت الإبقاء على 8400 جندي هناك حتى اقتراب موعد نهاية ولايته في يناير كانون الثاني المقبل. ويعني ذلك أنه سيجري سحب 1400 جندي. ويتواجد حاليا نحو 13 ألف جندي أمريكي وأجنبي في أفغانستان والقوات الألمانية والتركية والإيطالية هي الأكبر بعد القوات الأمريكية. وتعمل هذه القوات على تدريب القوات الأفغانية. وقال ستولتنبرج وهو رئيس وزراء سابق للنرويج إن من السابق لأوانه الحديث عن حجم القوات التي سيبقي عليها الحلف عام 2017 مضيفا أن هذه القرارات ستتخذ في الخريف. وقال "نحن ملتزمون (تجاه أفغانستان) ومستعدون للبقاء."