تبرز منطقة الشرق الأوسط مركزًا بؤريًا لصراعات المخابرات العالمية، وتشكل أرضًا خصبة لصراعات الأجهزة الكبرى، وعلى رأسها «سى آى إيه» و«إف إس بى» و«الموساد» و«المخابرات الإيرانية». وفى منطقة تحولت إلى ساحة حرب بالوكالة لجميع الأطراف الدولية والإقليمية، تحاك المؤامرات، وتدار الصراعات، وتقوم القاعدة على أنه لا حليف ولا عدو، ففى حين تمد واشنطن يديها لمصافحة نظام فى النهار، تقيم العلاقات سريا مع خصومها، وبينما تتشدق بمحاربة الإرهاب، تقوى العلاقات مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش». إنها لعبة المخابرات فى منطقة تنام فوق برميل من البارود.. لعبة فيها هذا يتقدم وذاك يتأخر.. هذا يحرز النقاط، وذاك يتراجع.. وفى كل الحالات تخسر الشعوب العربية. وصدرت فى الآونة الأخيرة مجموعة من الكتب التى تتطرق إلى الصراعات الاستخباراتية فى العالم العربى، بعضها يميط اللثام عن خبايا مدهشة، وربما مفجعة، وبعضها الآخر لا يقول جديدا، وإنما يؤكد أن ما كان يتردد فى الكواليس هو فى الواقع حقائق دامغة. أسرار من الكتب واشنطن صافحت مبارك بيد والإخوان بالثانية.. ودعمت جميع الأطراف فى مصر هايدن: مبارك كان يقول لي: صداقتنا خاصة فنحن ضابطا جيش وطياران أيضًا الموساد يدفع بريطانيا وفرنسا إلى العدوان الثلاثى لكسر أنف عبدالناصر.. ووقف الصعود المصري الملك عبدالله آل سعود حذر من نمو النفوذ الشيعى فى العراق وانتقد سياسات البيت الأبيض اعتراف بفشل الولاياتالمتحدة فى التصدى ل«داعش».. وتوقعات بالاعتراف ب«دولة التنظيم» خلال العام الجاري «القاعدة» تنظيم مرن يكسب أرضًا ويحقق تقدمًا رغم جهود محاربة الإرهاب جواسيس إيران يعتمدون على الخطف والقتل وزراعة الفتنة لتخريب الأرض تمهيدًا لتسويتها للثورات رئيس أخطر وكالتين أمريكيتين يتحدث عصر الإرهاب.. «سى آى إيه» تعض أصابعها من «القاعدة» إلى «الإخوان» الكتاب الأول يعد من أخطر الكتب التى تناولت دور المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط خاصة فى مصر، ويضم شهادة مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايكل هايدن الذى تولى رئاستها من 2006 إلى 2009، والذى تولى قبلها منصب مدير وكالة الأمن القومى «NSA» من 1999 إلى 2005، تحت عنوان «اللعب فى اتجاه الهاوية: المخابرات الأمريكية فى عصر الإرهاب». الكتاب الذى صدر فى فبراير الماضى فى 464 صفحة لدار النشر الشهيرة بنجوين برس، يقدم بشكل واضح لمحات عن لعبة المخابرات الأمريكية ودعمها للشخصيات والقادة فى الشرق الأوسط تبعا للمصالح الأمريكية فى كل عقد من العقود، كما يقدم تفاصيل وافية عن عمل المخابرات الأمريكية المركزية «سى آى إيه» باعتباره واحدا من أبرز المسئولين فى تاريخها. ويخصص هايدن شهادته فى المقام الأول على مدى السنوات ال17 الماضية، خصوصا بعد البدء فيما يسمى «الحرب على الإرهاب» إثر هجمات 11 سبتمبر 2001، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، حيث عمل مديرا ل«CIA» فى السنوات الأخيرة من إدارة بوش. وما يجعل كتاب هايدن جديرًا بالقراءة والاهتمام حقا ليس فقط أنه كان رئيسا لأخطر وكالتين استخباراتيتين فى الولاياتالمتحدة، وإنما لأنه شارك فى العديد من القرارات المصيرية فى الشرق الأوسط، وعلى رأسها غزو العراق والإطاحة بصدام حسين فى 2003. وهذا التماس مع الأحداث يعطى الشهادة مصداقيتها عن الأدوار القذرة التى تلعبها الحكومة الأمريكية ومجتمع الاستخبارات الخاصة بها، وهو إذ يناقش ذلك فالهدف أن ما كانت تأمل فيه المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط انقلب عليها على طريقة المثل العربى «انقلب السحر على الساحر». ويصف الكتاب العلاقات المشبوهة مع كل الأطراف.. ففى الوقت الذى تدعم فيه واشنطن إسرائيل، كانت تضع يدها فى يد عدوها اللدود إيران، وحين تقوى العلاقات مع نظامى مبارك والقذافى تدعم جماعة الإخوان وحماس والمنظمات المنبثقة منهما، فى الوقت التى تظهر نفسها كأبرز حليف لدول الخليج تعمل مع الجماعات والكيانات والدول التى تذبذب استقرار المنطقة بحسب ما يقوله هايدن. وهايدن يناقش دور المخابرات فى مجموعة متنوعة من البلدان، والأكثر إثارة للاهتمام من بين هذه التفاصيل العلاقات مع الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك وغيره من القادة فى الشرق الأوسط، ويتناول مبارك بشكل شخصى، حيث جمعته به الكثير من المناسبات واللقاءات، لدرجة أنه فى فقرة من الكتاب يقول كان مبارك يميل إلى الأمام ويضع يده فى ذراعه ويقول له إنهما هما الاثنان على حد سواء كانا ضابطين فى الجيش وفى القوات الجوية بشكل خاص. وفى نفس الوقت الذى يتحدث فيه هايدن عن العلاقات الحميمة التى كانت تربط الولاياتالمتحدة بحكومتها وأجهزة مخابراتها مع مبارك والقذافى وبن على إلا أنها كانت تدعم جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات. ولا يرى هايدن فى شهادته فى كتابه أن ذلك التنوع فى التعاون مع جميع الشخصيات والمؤسسات والمنظمات يعد خطأ بل هو من صميم عمل الوكالة، وهى أيضا لها جانب عسكرى وليس مخابراتيا فقط فى المنطقة ومن ثم تدعم لوجيستيا وعسكريا وقتاليا وتدريبيا جميع الدول بالمنطقة وأيضا المنظمات والأفراد المعادية لها. وأوضح أن الدعم لساحة المعركة هو جزء من شخصية الوكالة الأمريكية فى الشرق الأوسط، وهو الشكل الذى أصبح أكثر ظهورا فى العقود الأخيرة، وأن لكل فترة ظروفها الخاصة التى تتم بها اللعبة المخابراتية فى المنطقة فى الوقت التى كانت فيها الأنظمة العربية مستقرة كانت تدعم الإخوان والجماعات المنبثقة منها فى الخفاء، وعن طريق منظمات المجتمع المدنى، وتسهل لهم عمليات التبرع الخارجية. وعن مصر تحديدا أشار هايدن إلى أن «سى آى إيه» كانت تدعم الإخوان بطريقة لا تعرض علاقاتها مع مبارك والحكومة المصرية للخطر فى ذاك الوقت، موضحا أن علاقات المخابرات الأمريكية مع الإخوان بدأت حتى فى عهد الرئيس الأمريكى الراحل داويت إيزنهاور، وكانت له لقاءت عديدة مع مرشد الجماعة حسن البنا وسعيد رمضان صهره الذى كان مندوب الجماعة لدى الولاياتالمتحدة فى ذلك الوقت، وهى علاقات قائمة على المصالح المشتركة خاصة فى مواجهة المد الشيوعى. وفى الفترة التى عمل فيها مديرا لوكالة المخابرات الأمريكية ال«سى آى إيه» فى عهد جورج بوش وبداية حكم باراك أوباما كانت الإدارة الأمريكية تسمح للإخوان بمزاولة نشاطاتهم التنظيمية داخل الولاياتالمتحدة، وكانت هناك علاقات مستمرة بين الإخوان والأمريكان فى زمن حسنى مبارك عبر تسهيل اللقاءات بين القياديين فى جماعة الإخوان مع المسئولين سواء فى البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو وكالات المخابرات الأمريكية. يسجلها فى 175 صفحة شهادة كلابر.. اعترافات مدير المخابرات الأمريكية الكتاب الثانى الذى يتناول دور وكالات المخابرات الأمريكية فى المنطقة إزاء قضايا الإرهاب وداعش والصراع فى سوريا والعلاقات مع إيران والتنافس مع روسيا فى تلك المنطقة الساخنة تحت عنوان «2016.. تقييم لمجتمع الاستخبارات الأمريكية فى الشرق الأوسط: شهادة كلابر». الكتاب لمؤلفه جيمس آر كلابر، وهو مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية «DNI»، ويعد شهادة من داخل المخابرات الأمريكية كما يقول المثل العربى «وشهد شاهد من أهلها»، وقد أصدرته دار نشر الإدارة التقدمية فى فبراير الماضى، وكأنه يقدم شهادته أمام العالم. ويعد الكتاب من أكبر الكتب المطبوعة هذا العام، حيث وصل عدد صفحاته إلى 715 صفحة، ويتطرق كلابر، فى شهادته، إلى وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه» التى لها أكبر ميزانية من بين مجتمع الاستخبارات الأمريكية والتى اتخذت أدوارا هجومية بشكل متزايد خلال العقود الماضية، بما فى ذلك القيام بعمليات سرية شبه عسكرية. وتعرض عدد من أنشطة الوكالة للانتقادات، وأوضح الكتاب أن ال«سى آى إيه» اهتمت بالدول العربية بعد انتصارها فى الحرب العالمية الثانية وتوغلت بشكل كبير داخل أقطاب الصراع والتوازن الإقليمى والدولى وسباق الانتشار والوجود فى منطقة الخليج والشرق الأوسط، وتؤدى السفارات الأمريكية فى تلك الدول دورا هاما فى تسهيل مهام المخابرات، ويعود التفوق الأمريكى فى هذا المجال إلى استقطاب الكفاءات العلمية العربية والأجنبية وركائز الإبداع التقنى على مستوى العالم، ومن مختلف الجنسيات، ومنحهم التسهيلات الإدارية والأموال والجنسية والامتيازات المعنوية. تطرق كلابر أيضا فى كتابه للعديد من القضايا الساخنة، خاصة فيما يتعلق بدور المخابرات الأمريكية مع داعش وإيران وتركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعراقوسوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر وتونس وأفغانستان وباكستان وجنوب السودان والسودان، وما قامت به أذرع المخابرات الأمريكية فى تلك الدول، خاصة فى بيئة التهديدات الصعبة والتطرف العنيف الذى وصل إلى أقصى مدى له فى 2016، فضلا عن تعميق التوترات الطائفية فى الرد على التهديدات الحقيقية والمتصورة، خاصة وسط تعزيز النفوذ الإيرانى. ووفقا لكلابر فقد أصبح تنظيم داعش الإرهابى فى سورياوالعراق وفروعه الناشئة فى بلدان أخرى، وقدرته المتزايدة لتوجيه وإلهام الهجمات ضد مجموعة واسعة من الأهداف فى جميع أنحاء العالم، وتجنيد الجهاديين، وجذب الشباب للسفر إلى العراقوسوريا، وتوجه الأفراد والجماعات لإعلان الولاء للتنظيم. كبير مراسلى «وول ستريت جورنال» يروى مذكراته لعنة الجواسيس.. حروب «الحرس الثورى» لقطع أذرع السعودية بالشرق الأوسط الكتاب الرابع يأخذنا إلى عالم جواسيس إيران فى المنطقة، وما يقومون به لزعزعة الاستقرار، للكاتب جاى سولومون تحت عنوان «حروب إيران: لعنة الجاسوسية، معارك البنوك والصفقات السرية التى أعادت رسم الشرق الأوسط» فى حوالى 336 صفحة لدار النشر الشهيرة «راندوم هاوس» الذى سيصدر 27 سبتمبر المقبل. يوضح الكتاب التاريخ الطويل بين طهرانوواشنطن من خلال العلاقات الظاهرية العلنية والصفقات السرية والعمل الاستخباراتى على اختلاف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ورغم أن الولاياتالمتحدة كانت تحاول احتواء إيران لأنها كانت تراها تهديدا للسياسة الخارجية والأكثر مدعاة للقلق فى الشرق الأوسط، إلا أنها فى الوقت نفسه، استخدمت إيران للقيام بالكثير من العمليات فى المنطقة ومنها الإطاحة بصدام حسين والحرب فى سوريا وتقويض نفوذ الدول العربية. الكاتب جاى سولومون، هو كبير مراسلى الشئون الخارجية فى الشرق الأوسط لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الشهيرة، الذى ترشح لثلاث مرات لنيل جوائز بوليتزر، وهو يسرد فى كتابه خبرة وشهادة عيان عن حروب إيران فى المنطقة التى تشنها على العديد من المستويات العسكرية والمالية والسرية، والكثير من الشعوب العربية لا يدركون حتى يتم خوضها، ناهيك عن عمق وآثار تلك العمليات بعيدة المدى. الخطير فيما يسرده سولومون أن الولاياتالمتحدة استخدمت شبكات ووكالات إيران المخابراتية واستخدمت منهم وكلاء لتنفيذ العديد من الخطط ولتثبيت موطئ قدم للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. ويقدم المؤلف فى كتابه لمحة لم يسبق لها مثيل فى الصراع على السلطة والمكائد فى المنطقة، والتى أعادت رسمها من جديد، ووفقا للكتاب فقد ظلت وكالة المخابرات الأمريكية تجرى اتصالات سرية مع كبار ضباط الجانب الإيرانى خلال العقود الأخيرة، ومنذ بداية الثورة الإسلامية الإيرانية فى 1979، مؤكدا أن هناك 16 وكالة مخابرات إيرانية، إنما الحرس الثورى الإيرانى يعد أكبر قوة عسكرية فى إيران، يعمل بشكل منفصل، يشغل وحده وكالتى استخبارات من ال16. وتعد عمليات مكافحة التجسس وصد الهجمات الإلكترونية هى فى قلب عمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية، والعمل على سلسلة من نشاطات التجسس الخطيرة، بما فى ذلك اختطاف واغتيال العلماء، إضافة إلى بيع المعدات التالفة وزرع فيروسات فى الأجهزة الإلكترونية، فضلا عن الدخول فى الجماعات والتنظيمات المختلفة بالشرق الأوسط. وعرف جهاز الاستخبارات الإيرانى باسم سافاك أو ساواك بالفارسى حتى الثورة الإسلامية فى عام 1979، التى حولت إيران من دولة أوتوقراطية فى عهد الشاه محمد رضا بهلوى، إلى جمهورية إسلامية تحت حكم آية الله الخمينى، ومن بعدها تم التعاون مع المخابرات الإيرانية من قبل ال«سى آى إيه»، وأيضا من قبل المخابرات البريطانية، وعلى نحو ما وبحسب ما يسرده سولومون، فإن أداء وزارة المخابرات الإيرانية تغير كثيرا وبشكل متطور وملحوظ فى السنوات الأخيرة، وذلك لمد عناصرها وعملائها فى جميع أنحاء العالم وليس بالمنطقة فقط، أيضا تطرق سولومون إلى أنشطة المخابرات الإيرانية وتدخلاتها فى دول الشرق الأوسط، خاصة فى سورياوالعراق واليمن والبحرين وغيرها مما يمتد نفوذها الشيعى فيها، أيضا كان من أبرز مخططات المخابرات الإيرانية خطة اغتيال السفير السعودى فى الولاياتالمتحدة. يؤكد سولومون أن المخابرات الإيرانية تلعب بطريقة مختلفة إلى حد ما عن بقية أجهزة المخابرات فى العالم، وهو ما ينبع من النظام الحاكم نفسه ورؤية الملالى وتوجيهات آيات الله، والتى تعتمد فى عملياتها المخابراتية على العنف أكثر من الذكاء الذى تتسم به المخابرات الأمريكية أو الموساد الإسرائيلى، فعملياتها أساسا تعتمد فى المقام الأول على الاغتيال والاختطاف وخلق أجواء من الرعب والفزع. ويؤكد سولومون أن الفرع الخارجى للمخابرات الإيرانية يوجد من خلال سفارات النظام الإيرانى وفيلق القدس الإرهابى وحزب الله اللبنانى وفيلق البدر العراقى وغيرها، وهى جميعها ترتبط بالعمليات التخريبية والتجسسية فى الشرق الأوسط تحت أعين المخابرات الأمريكية. وروى سولومون من واقع عمله فى المنطقة كمراسل فى العراق شهادته التى قال فيها إن المخابرات الإيرانية أول من تسلل إلى العراق، وكانت الأداة الرئيسية لإيران فى تنفيذ استراتيجيتها ونتيجة التنسيق الأمريكى الإيرانى دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق، وبدأت فى عمليات دعمها للتنظيمات السياسية المذهبية حتى وصلت إلى مجلس الحكم الانتقالى، وكان من أبرز الأدوار هو دور جهاز مخابرات فيلق القدسالإيرانى ومخابرات الحرس الثورى الإيرانى وهما الأكثر أهمية عن باقى أجهزة الاستخبارات الإيرانيةبالعراق والمنطقة، ويقومان بالعمليات الأخطر فيها. ومن ضمن أذرع المخابرات الإيرانية فى الشرق الأوسط هى الجمعيات الخيرية واللعب بعقول الفقراء وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، أيضا من أهم عملياتها شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية. وتعمل المخابرات الإيرانية بالتعاون والتنسيق مع الولاياتالمتحدة رغم الخلافات المعلنة بين واشنطنوطهران بشأن العديد من القضايا الإقليمية والسياسية وغيرها، ورغم اتهام واشنطن للحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعى لامتلاك أسلحة نووية وتأكيدها على أطماعها الإقليمية، إلا أن الاثنتين تعملان معا لتحقيق أهداف مركزية تدعم مصالحهما المشتركة، إلى الدرجة التى وصلت إلى اللقاءات العديدة بين المخابرات الأمريكيةوالإيرانية فى عدة مناسبات، وخاصة منذ عهد الرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان وحتى الآن، وحتى أثناء الغزو الأمريكى على العراق كانت هناك اجتماعات رباعية وسداسية مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عامى 2002 و2003 فى واشنطنوبريطانيا للتخطيط والاتفاق على الأدوار والمهام الموكلة لكل فصيل من أجهزة الاستخبارات الإيرانية، الأغرب أنه تم السماح لعناصر من المخابرات الإيرانية للعمل السياسى السرى والعلنى فى الشرق الأوسط من خلال الحرس الثورى الإيرانى وجهازى الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها، ومجموعات من النخبة الدينية الشيعية. الإجابة عن الأسئلة الصعبة فى حرب 1956 جحيم السويس.. مصيدة أجهزة العدوان الثلاثى لطرد «عبدالناصر» من التاريخ «حرب السويس 1956 والنظام العالمى الجديد فى الشرق الأوسط: خروج فى الاتجاه المعاكس» الكتاب الثالث الذى سيصدر 30 يوليو الجارى، يؤكد حالات الاهتمام الغربى برصد دور المخابرات الإسرائيلية، وهى لا تقتصر فقط على الموساد سواء الحالى أو فى الماضى أو فى زمن الحرب أو اللاحرب، ويحمل عنوان «حرب السويس 1956 والنظام العالمى الجديد فى الشرق الأوسط: خروج فى الاتجاه المعاكس» للمؤلف ياجيل هنكن، وهو أحد المحللين العسكريين البارزين فى قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلى والأركان العامة، لدار النشر «ليكسينجتون بوكس». يتناول الكتاب الذى يقع فى 340 صفحة الحرب التى خاضتها مصر مع العدوان الثلاثى المكون من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وكانت نقطة رئيسية فى تاريخ الشرق الأوسط والصراع العربى الإسرائيلى. السؤال عند عمل قراءة مسبقة لهذا الكتاب هو: ما أهمية دراسة حرب 56 بالنسبة لإسرائيل ما دفع جيش الاحتلال لأن يصدر كتابا عنها، فى الذكرى ال60 على الحرب؟ «هنكن» يأخذنا فى جولة داخل عدد من أجهزة المخابرات الإسرائيلية التى تتمثل فى الموساد وهو جهاز الاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة، والشين بيت «الشاباك» وهو دائرة الأمن الداخلى، و«آمان» وهو شعبة الاستخبارات العسكرية، وجهاز «فيلق الاستخبارات»، و«الوحدة 8200»، ووحدة «هاتساف»، و«فيلق الاستخبارات الميدانية»، و«إدارة الاستخبارات الجوية»، وقسم «الاستخبارات البحرية»، وقسم «التحقيقات والاستخبارات» وهو استخبارات الشرطة. ويوضح أنه على الرغم من أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعد من قبل الكثيرين الأجهزة المخابراتية الأكثر غموضا، لدرجة أن ال«سى آى إيه» أشادت بها وصنفتها بأنها الأفضل فى العالم، وتتباهى بأنها تضم أكثر الوكلاء إخلاصا فى العالم، إلا أن حرب 56 أثبتت أن قوة واحدة تستطيع أن تتحداها وهى الأجهزة المصرية وجيشها، رغم أن إسرائيل لم تكن بمفردها بل كانت معها قوتان عظميان فى ذلك الوقت، الأمر الذى جعل مصر تشكل نقطة عالية من القومية العربية وقتها. ويحلل «هنكن» ملابسات الحرب وما أدت إليه من تغيير فى القوى العالمية العظمى فيما بعد، وما أدت إليه من أبعاد أخرى للصراع العربى الإسرائيلى، الكتاب يعد دراسة لما حدث والاستفادة منه على الحروب المقبلة مع العرب كما يصف «هنكن»، الذى يقول إن الحرب كانت بمثابة نقطة فاصلة فى الصراع الدولى حول منطقة الشرق الأوسط، حيث إن هذه الحرب كان لها دور فى سقوط الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة، وهى بريطانيا وفرنسا، وصعود الإمبراطوريات الجديدة فى تلك الحقبة وهى الاتحاد السوفيتى والولاياتالمتحدة، حيث إنه فى تلك الحرب ظهرت ولأول مرة الأجهزة السوفيتية والأمريكية التى تحكمت بعد ذلك فى العالم حتى الآن رغم سقوط الاتحاد السوفيتى إلا أن روسيا تعد الند للغرب. «هنكن» يؤكد فى كتابه أن إسرائيل هى التى أطلقت شرارة الحرب فى 1956، وذلك لخوفها من مصر وصعود جيشها وحصولها على أسلحة جديدة من الكتلة الشرقية، وبالتالى كانت المخابرات الإسرائيلية نشطة جدا فى ذلك الوقت، لأن تل أبيب كانت تريد أن تئد أى تطور عسكرى ومخابراتى مصرى فى مهده، خاصة وسط قضية لافون وضباط مخابرات الجيش وما أصابها من فشل، بالإضافة لمحاكمة الجواسيس الإسرائيليين فى مصر، ومن أهمها المحاكمة العسكرية التى أعدم فيها اثنان من اليهود، وحكم على الآخرين بالسجن الطويل، ولذلك قامت إسرائيل بتصعيد الموقف آنذاك أملا فى الإيقاع بالقوة المصرية الناشئة. «الحب والخيانة».. كتاب جديد عن جواسيس فلسطين عن الجواسيس أيضا وبذرة تكوين الموساد وتأسيس اليهود لوطن لهم على أرض فلسطين وقصة حقيقية لجاسوسة صهيونية يأتينا كتاب «جواسيس فى فلسطين: الحب والخيانة» فى أكتوبر المقبل للمؤلف جيمس سرودس لدار النشر كوانتربوينت فى حوالى 224 صفحة. ويتحدث عن الموجة الأولى من المهاجرين اليهود الذين فروا من المذابح فى روسيا وأوروبا الشرقية فى أواخر القرن التاسع عشر، وبدأوا العيش فى سورياوفلسطين قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى فى 1914، وكانوا النواة للمستوطنين على الأراضى الفلسطينية، وكانت منهم سارة آرونسون، وكيف قامت تلك اليهودية الصهيونية التى ولدت فى 1890، وتوفيت عام 1917 بتشكيل أول منظمة تجسس تحت اسم «نيلى للتجسس» هى وإخوتها وجاسوس صهيونى آخر يدعى أفشالوم فاينبيرج، والتى كانت تحظى بشعبية جارفة، وفى البداية كانت تعمل لحساب المخابرات البريطانية فى الحرب العالمية الأولى، وكانت تقوم بتوصيل المعلومات إلى الإنجليز فى مصر، وانتحرت بعد القبض عليها فى سبتمبر 1917 بإطلاق الرصاص على نفسها. رحلة البحث عن الأب الروحى ل«داعش» عن سيرة ذاتية تكتب عميلة ال«CIA»، ندا بيكوس، مغامراتها داخل أهم وكالة مخابرات فى الولاياتالمتحدة، وكيف عاشت كجاسوسة لها فى الشرق الأوسط إلى أن وصلت فى أحضان تنظيم داعش الإرهابى، فى كتابها «الهدف: حياتى فى وكالة المخابرات الأمريكية المركزية ورحلة البحث عن الأب الروحى لداعش» الذى سيصدر فى 28 فبراير 2017. وساهم فى كتابته معها المؤلف دافين كوبرن، فى حوالى 352 صفحة لدار النشر ليتل براون إند كومبانى، وهى تحكى قصتها وهى العميلة الشابة ل«سى أى إيه» من مواليد ولاية مونتانا التى انضمت إلى وكالة المخابرات المركزية، وعملت من خلال صفوفها حيث انتقلت ندا فى عام 1999 وكان عمرها 30 عاما من منزلها فى ولاية مونتانا إلى واشنطن للانضمام إلى وكالة المخابرات المركزية، وكيف حققت نجاحات كبيرة كمحلل، ثم كضابط استهداف، وهو ما جعل الوكالة تسند دورا مهما لها فى اختراق تنظيم داعش فى العراق، ومن خلال السرد بيكوس تكشف عن الأعمال الداخلية للوكالة والعالم الخفى التى تفوقت فيه، رغم أنه عالم يهيمن عليه الرجال فى وكالة الاستخبارات المركزية.