استطاع الفنان الكبير صلاح عبد الله من خلال مشواره الفنى الطويل التمرد على نفسه منذ أول أعماله «سنبل بعد المليون» وحتى آخرها، وذلك بالأدوار التى قدمها فى السينما والتليفزيون والمسرح، والتى كانت تتسم بعمق أدائه وبساطته، والتى تنوعت ما بين الكوميدى والتراجيدى والتاريخى. «البوابة ستار» التقته لتتحدث معه عن مشواره وأعماله ودراما رمضان التى يشارك فيها بعدد كبير من الأعمال فكان معه الحوار التالى: ■ تتواجد فى رمضان 2016 بثلاثة أعمال.. فهل الأمر يخضع للعرض والطلب أم لرؤيتك وتخطيطك؟ - بالفعل، تواجدت خلال رمضان هذا العام بثلاثة أعمال فقط، ولكن مشاركاتى لم تكن بتخطيط منى إطلاقا، فقد تلقيت كثيرا من العروض للمشاركة فى أعمال، ولكننى اخترت أفضلها، ومنذ بدأت العمل فى الفن، وأنا لا أخطط أبدًا لنفسى وإنما أترك الأمر للقسمة والنصيب، ودائما أختار أفضل الأعمال المعروضة علىّ، ولذلك كل أدوارى «تعلّم مع الجمهور» وتنال إعجاب النقاد، والأعمال التى قدمتها فى رمضان كلها كانت أعمالا متميزة. ■ وماذا عن عملك الرابع «شقة فيصل» الذى انتهيت من تصويره وخرج من المنافسة فى رمضان؟ - انتهيت بالفعل من تصوير دورى نهائيا فى هذا العمل، لكن الحظ لم يقف بجانبه ليعرض فى رمضان، ولكنه سيعرض بعد شهر رمضان، وهو من الأعمال المهمة التى عملت فيها، وأعتقد أنه سينال إعجاب الجمهور كذلك. ■ هل خرجت الأدوار التى قدمتها بالشكل الذى يرضيك وكيف استقبلت ردود أفعال الجمهور؟ - الحمد لله، استقبلت ردود أفعال جيدة للغاية، وكل دور قدمته هذا العام خرج بالشكل الذى يليق بى بنسبة كبيرة، وتحدثت مع المخرج أحمد مدحت مخرج «شهادة ميلاد» فى بعض الأشياء، وبالفعل تم تنفيذها، وأيضًا مع رؤوف عبد العزيز مخرج «أبو البنات»، والتزم بها هو الآخر، فبالنسبة لى أشعر برضا تام حول تلك الأعمال، وهذه العوامل جعلتنى لا أشارك فى أى مسلسلات أخرى، وأكتفى بها لأنها كانت الأفضل بالنسبة لى، وأدوارى فيها كانت قريبة إلى قلبى. ■ من بين الأدوار التى قدمتها أيها ارتبط به الجمهور أكثر؟ - بصراحة تعليقات الجمهور لى مختلفة وهناك من يشاهد عملا أكثر من الآخر، لذلك قد نرى على مواقع التواصل الاجتماعى نسبة مشاهدة الأعمال تكون خدعة وليست صحيحة، ولكن الحمد لله استقبلت ردود أفعال مرضية حول جميع الأعمال الذى شاركت فيها، وهناك من أخبرنى أن مسلسل «الخروج» فى بداية حلقاته حقق نسبة مشاهدة عالية، ولكن بعد موتى ضمن أحداث العمل قلت نسبة المشاهدة، وهذا بالطبع مبالغة كبيرة من حب الناس الشديد لى. ■ فى ظل زحمة العمل وتصويرك لأعمالك هل تهتم بمتابعة الأعمال الدرامية المعروضة؟ - للأسف الشديد طوال الأيام الماضية لم أتمكن من متابعة أى عمل درامى بسبب ظروف التصوير، وكنت أصور عملين فى آن واحد، وانتهيت من تصوير «أبو البنات» 15 رمضان، و«شهادة ميلاد» انتهيت منه نهائيًا أمس الأول، وبدأت أتابع مقتطفات من المسلسلات، وصعب للغاية أن أبدى حكما على أى عمل لا أتابعه منذ البداية، وأيضًا ليس من حقى لأنه من المحال أن أحكم على زميل، فشهادتى تكون مجروحة، ولكن بعيون المشاهد أعجبنى كثيرا مسلسل «أفراح القبة» و«جراند أوتيل» و«يونس ولد فضة» وكل عمل رأيته أعجبت به للغاية. ■ تتعاون للمرة الأولى مع مصطفى شعبان وطارق لطفى فكيف وجدت التعاون معهما وهل مشاركتك معهما تأتى بدافع تشجيع النجوم الشباب؟ أنا سعيد للغاية لتعاونى معهما، وفيما يخص مسلسل «شهادة ميلاد» مخرج العمل أحمد مدحت شعرت معه براحة شديدة فى العمل، وقصة المسلسل كانت رائعة، والورق كان مكتوبا بشكل جيد للغاية، وأيضًا طارق لطفى رغم أننى أتعاون معه لأول مرة، إلا أنه تربطنى به علاقة وطيدة على المستوى الإنسانى منذ صغره، وهو طالب فى المعهد، وأنا أحبه كثيرًا ومعجب جدًا بمشواره الفنى وكفاحه وصبره، وكنا على تواصل مستمر بعيدًا عن العمل، أما «أبو البنات»، فأرى أن قصة العمل متميزة، ومصطفى شعبان فنان موهوب ومجتهد وإنسان جميل على المستوى الشخصى، وفريق العمل ككل أحببته كثيرا. ■ كذلك تتعاون لأول مرة مع المخرج رؤوف عبد العزيز فى «أبو البنات» كيف رأيت التعاون معه؟ - عندما تلقيت اتصالا منه حتى أشارك فى العمل وجدته إنسانا مهذبا للغاية، ولديه ذوق عال، وهذه الأشياء تفرق معى خلال تعاونى مع أى مخرج فى عمل سواء سينمائي أو درامي، وعندما تعاونت معه داخل اللوكشين رأيته مخرجا متميزا، ويحب عمله كثيرًا، ويضع كل شيء فى مساره الصحيح. ■ بعض أعمالك تم عرضها بشكل حصرى وبعضها متزامن.. أيهما تحب؟ - بالنسبة لى أفضل العرض غير الحصرى لأن العرض الحصرى بالفعل يؤثر على نسبة المشاهدة، فعندما قدمت العام الماضى مسلسل «ظرف أسود» الذى عرض على إحدى القنوات الفضائية بشكل حصرى لم يحقق نسبة مشاهدة عالية، ولكن بعد عرضه على قنوات ال«سى بى سى» و«النهار» وغيرهما تمت رؤيته بشكل أفضل، وحقق نجاحا كبيرا، وهو يعتبر من الأعمال القريبة لقلبى، ولكن هذا العام مختلف بعض الشيء، رغم عرض مسلسلى «أبو البنات» و«شهادة ميلاد» بشكل حصرى، إلا أنهما حققا نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية للغاية. ■ شهد هذا العام تراجعًا كبيرًا فى عدد المسلسلات كيف رأيت ذلك ومن هو الخاسر؟ - أراها قوية ولا يوجد أحد خاسر، ولا نستطيع أن نقول إنها قليلة للغاية، هى أقل فقط من الأعوام الماضية، ولكن المسلسلات موجودة بشكل كبير على الكثير من القنوات الفضائية، وتشهد الدراما هذا العام وجود الكثير من النجوم الكبار والشباب، وهذا شيء جيد للغاية، وأهم من انتشار المسلسلات أن نقدم أعمالاً ذات مضمون نحترم من خلالها عقل المشاهد كى يستمتع بها. ■ أى من أعمالك تعتز بها وما المحطة الفارقة فى مشوارك الفني؟ - هناك الكثير من المحطات الهامة والفارقة فى حياتى، ولا أستطيع أن أقول محطة واحدة فقط مثل بدايتى مع الأستاذ صبحى ولينين الرملى، فأنا أعتبرها محطة احتراف التمثيل، ووقتها أخذت قرارا بأننى سأتفرغ لمجال التمثيل، وبعد «سنبل بعد المليون» توالت العروض، وقدمت العديد من المحطات، منها مسرحية «حمرى جمرى» ومسلسل «ذئاب الجبل»، فمن الممكن أن نقول محطاتى السينمائية بدأت مؤخرًا منذ فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» الذى حقق نجاحا كبيرا حينها، ويعتبر النقلة الحقيقة لى فى السينما، هو وفيلما «كرسى فى الكلوب» و«الرغبة»، فلذلك أشعر برضى تام، وكل عمل قدمته قريب إلى قلبى. ■ الجمهور عرفك من خلال الكوميديا فى مسلسل «سنبل بعد المليون» فهل تقديمك لكل الألوان الدرامية بعد ذلك كان خوفًا من حصرك فى هذه النوعية من الأدوار؟ - بالفعل «سنبل بعد مليون» كان وما زال محطة هامة فى حياتى الفنية ولكن فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» هو الذى يعتبر النقلة الحقيقة بالنسبة لى لأنه جعل المنتجين ينظرون لى نظرة مختلفة، وبعده استطعت تقديم كل الأدوار وتقمص جميع الشخصيات سواء الكوميدية التراجيدية أو التاريخية، وأنا لا أحب أن أقدم لونا بعينه سواء فى السينما أو الدراما، فأنا دائمًا أسعى لتقديم الأدوار المتنوعة والمتميزة التى تناسب تاريخى الفنى. ■ يشارك الفنان بيومى فؤاد ب9 أعمال فى رمضان هذا العام فهل تعتبره منافسا قويا لك؟ - إطلاقا.. أنا لا أعتبره منافسا لى، فهو من جيل وأنا من جيل آخر وأيضًا الفنان الكبير حسن حسنى ينتمى لجيل آخر، وبالنسبة لى قدمت سابقًا أكثر من 8 أعمال فى سنوات ماضية، وبيومى ممثل جيد للغاية، وأنا دائمًا أدعو له أن يحرسه الله ويحفظه من العين، وأعتقد أنه سوف يتدارك ذلك ويبدأ اختيار أعماله بعناية شديدة خلال الفترة المقبلة، وهو قال ذلك فى أحد اللقاءات لأنى أظن أن الجمهور الآن يعرفه جيدًا. ■ ما الأعمال السينمائية التى ستشارك بها فى موسم عيد الفطر؟ - أشارك فى فيلم «من 30 سنة»، وانتهيت من تصويره نهائيًا، وأجسد من خلاله شخصية رجل أعمال، وهو خال أحمد السقا، وفى نفس الوقت عم شريف منير، وتدور أحداث الفيلم فى إطار تشويقى، ويحمل العديد من المفاجآت للجمهور، ويشارك البطولة منى زكى وشريف منير واللبنانية نور ورجاء الجداوى، ونخبة من النجوم تأليف أيمن بهجت قمر، إخراج عمرو عرفة.