"الحناء خضاب فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم"، ذلك ما تذكره نساء بلدان الخليج العربي على مسامع الفتيات الصغيرات؛ ليحببن إليهن الحناء ونقشها على أكف أيديهن وأقدامهن، فالحناء في تلك البلدان أحد أهم التقاليد المتوارثة التي ترتبط بمناسبات الفرح والأعياد. ويشار إلى أن الجزيرة العربية عرفت الحناء قبل أكثر من 1400 سنة، وتوارثت نساء سكان الخليج تخضيب كفوف أياديهن وأرجلهن بها، حتى بغير مناسبة أحياناً، فبمجرد توافر مسحوق الحناء، عن طريق شراء أو هدية، تعمد النساء إلى عجنه بعد خلطه بالماء وتخميره حتى يكون جاهزاً للاستخدام. كذلك فالحناء تعتبر علاجاً لبعض الأمراض الجلدية، في أزمنة سابقة، كما أنها تعتبر صبغة للشعر، ويستخدمها في ذلك الرجال والنساء على حد سواء، كذلك الأطفال. العيد الأيام الأسعد عند المسلمين، لذلك كان سكان الخليج وما يزالون يرون في الحناء رمزاً للفرح، وكانوا وما يزالون أيضاً يستحدثون نقوشاً مختلفة، لا سيما النساء، يرسمنها بالحناء على أكف أيديهن وأرجلهن بواسطة الحناء. وتسبق نساء الخليج العيد في التزين بالحناء، وذلك في ليلة العيد، حتى إذا جاء صباح العيد كُنَّ قد أتممن نقشن الحناء. واعتادت النسوة أن يجتمعن في دار، خاصة نساء الأقارب، ويصنعن الحناء ويقمنَ بتلوين أيديهن وأرجلهن. وبرغم كل التطورات التي شملت مواد الزينة، التي تعتبر دول الخليج العربي من بين المراكز المهمة والحيوية عالمياً لتجارة أهم ماركات الزينة ومواد التجميل العالمية، إلا أن ليلة العيد في الخليج ما تزال ليلة تعني "الحناء" للنساء، إذ يحرصن على نقش الأيادي والأقدام بأجمل نقوش الحناء، التي تبدع خبيرات النقش "المحنيات" اليوم في رسم أجمل وأحدث الأشكال والأنواع، التي تنوعت في أسمائها وطريقة تحضيرها، حيث تعطي رونقاً خاصاً يعبر عن بهجتهن بالعيد. أما الفتيات فيفضلن النقش الناعم والرسوم الهندسية والأزهار والفراشات وأشكال الأساور والحروف والزخارف، أيضاً كتابة أسمائهن على باطن اليد مع الرسم. واختلفت تركيبة تحضير الحناء في وقتنا الحالي عن الحناء التقليدية في الماضي، حيث كانت تعد الحناء الطبيعية في السابق دون أي إضافات كيميائية، وكانت تتخللها في معظم الأحيان قطرات من الخل أو الليمون لتعزيز اللون. وتسهم النقوش بمختلف أنواعها وتصاميمها بإبراز جمال اليدين برسومات رائعة، تواكب شكل اليد وتتناغم مع طلاء الأظافر وبعدة ألوان ترضي تعدد الأذواق يجري تطبيقها باستخدام ألوان الحناء الطبيعية. وأصبحت الفتيات والنساء يحجزن في الصالونات النسائية قبل ليلة العيد عند "الحناية" أو أن تأتي حناية خاصة للمنزل، لتحنية اليد والقدمين بأجمل نقوش الحناء، التي تبدع فيها خبيرات النقش "المحنيات" في رسم أحدث الأشكال، وهي تختلف في أسمائها وطريقة تحضيرها وسعرها. ومن هذه النقشات "الهندية والإماراتية والسودانية والنقش الطاووسي"، وتختلف باختلاف المواد وعرض خط الرسمة ونوعها. - الحمراء أو البنية هي أكثر أنواع الحنة استعمالاً، وتعرف مكوناتها بأنها طبيعية، إذ تُستخلص من نبات الحناء، وميزاتها أنّها صحية جداً للبشرة وآمنة وتمنحها ملمساً ناعماً؛ لأنها لا تُخلط بأي مواد صناعية أو أصباغ كيميائية، وتعطي لوناً بنياً غامقاً عند وضعها وتبقى على اليد لمدة أسبوعين. - الحناء السوداء الحنة السوداء عبارة عن حنة طبيعية مخلوطة بمواد كيميائية لإعطائها اللون الأسود الغامق، وهذا النوع من الحناء لا يلاقي الرواج الكبير بالرغم من جمالية لونه بسب أضراره الصحية. فهو يسبّب تهيجاً وحساسية للجلد. لذلك لا ينصح به لذوات البشرة الحساسة. ومن مميزاته أنه يعطي لوناً أسودَ لامعاً ويجمل اليد بشكل كبير، كما يبقى لمدة أسبوعين ليتلاشى بعدها. - الحناء البيضاء من أنواع الحناء المستحدثة. لاقت رواجاً كبيراً في خلال العامين الماضيين، أصبح هذا النوع من الحناء هو الأول والأفضل، والسبب يعود إلى غرابته. يميل لونه إلى البيج أو الأبيض وهو يمنح نعومة لليد لكنّ عيبه أنّه لا يبقى سوى 3 أيام على اليد ويتلاشى بسرعة، وسعره غال مقارنة بباقي أنواع الحناء، الا أنه مناسب لمن تحبّ التجديد وتهوى الأمور الغريبة. - الحناء الذهبية وجدت الحناء الذهبية رواجاً لدى صاحبات البشرة السمراء لقدرتها على إبراز لون البشرة. هي عبارة عن بودرة ذهبية يُعجن وينقش بها الجسد، إلا أنّ سعرها مرتفع كسعر البيضاء ولا تبقى لفترة طويلة بل تتلاشى خلال 3 أيام أو أقل. لذلك هي مناسبة للعيد لمن لا تحب ذلك الأثر الذي تبقيه الحناء الحمراء والسوداء.