أشارت ورقة عمل لبحوث سياسات البنك الدولي بعنوان "صفقة أو لا صفقة... أعمال تجارية بحتة للصين في كينيا؟" إلى أن الشركات الصينية العاملة في كينيا تقوم بتوظيف أعداد أكثر من المواطنين مقارنة بالأجانب، وذلك على خلاف الاعتقاد الشائع بأن العكس هو الصحيح. ولكن معظم أولئك الموظفين يعملون بشكل مؤقت. وجاء في ورقة العمل أن الصين تحتل المرتبة الخامسة في توفير فرص العمل من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة في كينيا، وجاء في البحث أنه "على عكس الاعتقاد الشائع بأن الشركات الصينية توظف العمال الصينيين فقط، فإن 93 في المائة من الشركات الصينية توظف مواطنين كينيين، كما أن المؤسسات الخاصة أكثر توظيفا للسكان المحليين من مؤسسات الدولة. وإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة المسحية عن أن الشركات الأكبر هي الأكثر ترجيحا لتوظيف كينيين من الشركات الأصغر.وفى الشركات التي شملتها الدراسة، وصل تمثيل العاملين الكينيين الذين يعملون بدوام كامل نسبة 78 في المائة، بينما نسبة الكينيين العاملين بدوام جزئي تصل إلى 95 في المائة. وذكرت الدراسة أن كينيا تستضيف حاليا نحو 400 شركة صينية تنتشر في جميع القطاعات، ويعمل بتلك الشركات في المتوسط 360 موظفا محليا بنسبة 70 في المئة من العاملين على أساس جزء من الوقت، في حين أن البقية يعملون بدوام كامل. وأوضحت الدراسة أن الشركات الصينية التي تعمل في قطاع الخدمات توظف 71 في المئة من الموظفين بدوام كامل، ولكن الشركات العاملة في قطاعي الصناعات التحويلية والبناء توظف ثلاثة في المائة فقط من الموظفين بدوام كامل. في حين أن نسبة تسعين في المئة من الموظفين في قطاع التصنيع من المحليين، ونسبة 82 في المائة من موظفي قطاع الخدمات من المحليين، تجدر الإشارة إلى أنه في فبراير 2014، قامت مؤسسة مركز التميز الصينى الأفريقي بدراسة مسحية لدليل مفاهيم الأعمال التجارية لمعرفة وجهات النظر وتعلم الخبرات من الشركات الصينية في كينيا. وكشفت الدراسة عن أن معظم الشركات الصينية في العينة البحثية تعمل في قطاعات الصناعات التحويلية، والبناء، والموارد، كما تشارك الشركات الأخرى في التجارة، والسياحة، والفنادق، والمطاعم، وقد شيدت الصين طريق بطول 5ر905 في عام 2006 واستثمرت 226 مليار شلن كينى لإصلاح طريق نيروبى-مومباسا. وتقوم شركة الطرق والجسور الصينية ببناء الجزء الذي يربط بين نيروبي ومومباسا بطول 609 كيلومترات من المقياس المعيارى للسكك الحديدية بتكلفة تصل إلى 3.6 مليار دولار أمريكى، كما تقوم الشركة الصينية للاتصالات ببناء ثلاثة أرصفة في ميناء جزيرة لامو بتكلفة 467 مليون دولار أمريكى. ومن المفترض أن تزداد المشاريع الصينية في كينيا، حيث أن الاقتصاد الصيني يواجه تباطؤ في الفترة الحالية، ولذلك ستسعى الشركات الصينية التي تعمل في البنية التحتية منخفضة التكلفة، إلى تسويق خدماتها خارج الصين، بما في ذلك في دول أفريقيا. وتحتل الصين المرتبة الخامسة بين الدول التي لديها استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة في كينيا، حيث توفر الشركات الصينية 2170 فرصة عمل، بعد كل من الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة، واليابان، والهند التي تتصدر الدول بتوفير 7422 فرصة عمل. وقد حددت الشركات الصينية التي تعمل في أنشطة تتطلب عمالة كثيفة، مسألة نقص العمالة الماهرة كعائق في ممارسة الأعمال التجارية في كينيا، إضافة إلى عائق اللغة الذي يعيق عملية نقل المهارات، ويتعلم العديد من الكينيين بالفعل اللغة الصينية، كما قدمت الحكومة الصينية 34 منحة دراسية كاملة للدراسة في الصين في عام 2015. وتوظف الشركات الصينية أيضا عددا أقل من الموظفات حيث تمثل النساء في المتوسط خمسة في المائة فقط من إجمالي العاملين بالشركات الصينية مقابل 29 في المائة في جميع الشركات في كينيا.