"حفتر" يزور القاهرة.. وتنسيق إقليمي حول الأزمة الليبية.. والجيش يحرر بنغازي.. ويعلن وقف إطلاق النار في درنة.. والبنيان المرصوص يتقهقر في سرت

وصل إلى القاهرة اليوم السبت، الفريق ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي في زيارة تستغرق يومًا واحدًا بحسب ما افادت مصادر ليبية ل"بوابة العرب"، ومن المقرر أن يلتقي حفتر وفدًا روسيا بالقاهرة ويغادر القاهرة إلى موسكو صباح الغد الأحد.
وجاءت زيارة حفتر للقاهرة بالتزامن مع الزيارة التي قام بها وزير خارجية الأردن "ناصر جودة" ومستشار الملك للأمن القومي مدير المخابرات العامة الأردنية "فيصل الشوبكي" وبحسب ما صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية فإن جودة والشوبكي كان في ضيافة وزير الخارجية المصري سامح شكري بحضور الوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وإن الزيارة تأتي في إطار التنسيق المشترك بين القاهرة والأردن حول التطورات الإقليمية.
وحقق الجيش الليبي انتصارات فارقة ضد الجماعات المتطرفة في بنغازي خاصة في المحور الغربي من المدينة ( محور القوارشة ) والذي يعد بمثابة الحصن الأكبر للجماعات المتطرفة في بنغازي كما أعلن الجيش المنطقة الشرقية حتى بن جواد شرق مدينة سرت منطقة عسكرية، وأعلن اليوم السبت وقف إطلاق النار في مدينة درنة شمال شرق البلاد تلبية لمبادرة تقدم بها مشايخ وعواقل مدينة درنة أمس الجمعة تقضي بوقف إطلاق النار في درنة مقابل قيام شورى مجاهدي درنة بتقديم عدد من المطلوبين للجيش، خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين.
وفي سياق متصل شهدت القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت تحت مسمى قوات البنيان المرصوص والمدعومة من المجلس الرئاسي الليبي تقهقرا في مدينة سرت وذلك بعد نجاح تنظيم داعش الإرهابي بسحب قوات البنيان المرصوص إلى داخل المدينة ومن ثم الانقضاض عليها وهو ما كبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وتستعد قوات الجيش الليبي للتوجه إلى مدينة سرت بهدف تخليصها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي وسط مساعي دولية وإقليمية تبذل من أجل توحيد جهود الليبيين في مواجهة تنظيم داعش ولكن الجيش النظامي الليبي يرفض التعاون مع أي مليشيات شبه عسكرية في الحرب الإرهاب معتبر الأمر يتناقض مع العقيدة العسكرية للمؤسسة العسكرية الليبية كما أنه يعمق الفوضى والانفلات الأمني.
وفي تصريح ل"بوابة العرب"، قال صالح الزوبيك الكاتب السياسي والإعلامي الليبي، أن مصر تمثل العقل العربي والإرادة العربية وهي تتصدى لمسألة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. وأضاف الزوبيك أن زيارة حفتر للقاهرة تأتي في هذا الإطار، فمعلوم حرص مصر على استقرار ليبيا ودعم المؤسسه العسكريه التي تواجه في قوى الإرهاب والتكفير ولا نغفل التنسيق السياسي فالزيارة لمتابعة التطورات السياسيه ودعم للجيش الليبي في مواجهة الإرهاب بالتنسيق مع روسيا.
وبالنسبة للجانب الأردني فالأردن تدعم الجيش في معركته ضد الإرهاب ولكن أعتقد أنها تبحث عن أن تلعب دور الوسيط بين حفتر والقوى الغربيه الداعمه للمجلس الرئاسي للوصول لتسويه سياسية ترضي كل الاطراف.
ويقول الدكتور سعيد رشوان، السياسي الليبي، إن زيارة الفريق حفتر للقاهرة تأتي بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الليبي في غرب بنغازي ضد الجماعات الإرهابية، وأكد رشوان أن بنغازي أصبحت اليوم محررة تماما من عناصر الجماعات الإرهابية.
وأضاف رشوان: أعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب تعاونا أكبر بين الليبيين في محاربة الإرهاب خاصة بعد فشل الميليشيات شبه العسكرية والتي تقاتل داعش في مدينة سرت وسط ليبيا في تحرير المدينة حتى الآن، وأن الأمر يتطلب الوصول إلى توافقات تمكن الجيش الوطني الليبي من مواصلته مهمته القومية في محاربة الإرهاب.
وأشار رشوان إلى تمسك الجيش الليبي بالمبادئ العسكرية ورفضه التعاون مع أي ميليشيات في محاربة الإرهاب أو في معركة سرت الكبرى التي يعد لها منذ وقت بعيد، فالجيش لن يعمل أو يتعاون إلا مع قوى عسكرية ونظامية حرصا منه على عدم تعميق الفوضى وعدم إعطاء الفرصة مجددا للميليشيات شبه العسكرية متباينة التوجهات والمشارب الإيديولوجية من السيطرة على مفاصل الدولة.