مع قرب احتفال الشعب المصري بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، والتي من المؤكد أنها الذكرى الأكثر ألمًّا لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كانت هذه الثورة الدافع الأساسي وراء الإطاحة بجماعة الإخوان من على منصة الحكم، وبعدها أصيبت الجماعة بجنون، من خلال القيام بأعمال عنف، مما أدى إلى القبض على عدد كبير من قياداتها لاتهامهم في قضايا عنف، على رأسهم معظم أعضاء مكتب الإرشاد. ويبدو أن الجماعة بعدها عانت أشد المعاناة بسبب هذه الثورة، فبعدها بأشهر قليلة ضربت جذور الطمع داخل التنظيم، فانقسم إلى فريقين، كل فريق يبحث عن السيطرة على التنظيم، فالأول بقيادة القيادات التاريخية للجماعة، وعلى رأسهم محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والذي لم يظهر منذ الثورة وحتى الآن، والثاني فريق الشباب، بقيادة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، وظلت الجماعة في حالة انقسام متزايد، ف«العواجيز» يعلنون تمسكهم بالقيادة، والشباب يسعى في طريق آخر، بإعداد لائحة جديدة لتنظيم العمل الداخلي للجماعة، وكانت من أهم الخطوات، إجراء الانتخابات الداخلية قبل ذكرى ثورة 30 يونيو. وبالفعل استجاب عدد من المكاتب الإدارية بالمحافظات بإجراء هذه الانتخابات، ووصل عددهم حتى الآن إلى 10 مكاتب إدارية، ولكن لم تنتهي بعد، سواء مكتب الإسكندرية، والذي أعلن في بيان له، مساء أمس الخميس، عن انتهائه من إجراء الانتخابات الداخلية، كما طالب باقي المكاتب بضرورة الانتهاء منها في أقرب وقت ممكن. وبعد هذا البيان، اشتعلت الحرب مرة أخرى، حيث شن الدفراوي ناصف، القيادي الإخواني، والمحسوب على جبهة القيادات التاريخية، هجومًا حادًا على جبهة الشباب بعد إعلان مكتب جماعة الإخوان بالإسكندرية، الانتهاء من الانتخابات الداخلية، واصفًا إياها بالتدليس والخلط، متسائلًا: «لا ندري من شكلها، ومن أين أخذت شرعيتها؟!». وأضاف ناصف، في بيان له، اليوم الجمعة: «إنه للوهلة الأولى تشعر أن كل سكان محافظة الإسكندرية شاركوا في هذه الانتخابات مش بس الإخوان، لكن عندما تبحث عن حقيقة الأمر تجده شيئًا مختلفًا، وفي الحقيقة هم بعيدين كل البعد عن هذا، يكفي أنهم غير صادقين ويدلسوا في بياناتهم». وزعم «الدفراوي»، أن الوضع الحقيقي للجماعة يختلف تمامًا عما تزعمته جبهة الشباب، بقوله: «إليكم الوضع الحقيقي، كما هو على الأرض، أولًا: قطاع الرمل بالكامل مقاطع انتخابات الشقاق، ثانيًا: يوجد عدد 4 إلى 7 شعب بالكامل مقاطعين، إضافة إلى أنه يوجد عدد 4 شعب بعد إجراء انتخابات الهياكل الموازية تراجعوا وقالوا سنعرض الأمر على الصف، لأنهم لم يكونوا على دراية بالصورة الحقيقية اللازمة وإنما علموا بها بعد إجراء الانتخابات». ولفت إلى أن ما فعله إخوان مصر، هو ما حدث بالفعل مع إخوان تركيا، والذين ينتخبون أنفسهم وهم لا يمثلون حتى 10% من مجموع الصف، وعملوا مجلس شورى عائلي موازي، لكنهم يتكلمون على أنهم هم الصف. «عز الدين دويدار» القيادي الإخواني، والمحسوب على جبهة الشباب داخل الجماعة، اعترف بوجود انقسام داخلي، زاعمًا أن فريق الشباب بقيادة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، يسعى إلى إصلاح الجماعة، وقيادات العواجيز بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، يسعى إلى القضاء على كل ما هو ناجح، ولكن النصر للشباب. وقال «دويدار»، في تصريحات صحفية له، أمس الجمعة: «إن قيادة الإخوان أصبحت فريقين، الأول يسعى لعمل انتخابات داخلية شاملة بكل طاقته رغم كل الظروف، والثاني يحاول أن يجهض ويمنع الانتخابات الداخلية ويهاجمها بكل طاقته رغم أن الكل أجمع إنها المخرج الوحيد». وعن أسباب رفض القيادة التاريخية لهذه الانتخابات بحجة المضايقات الأمنية، لفت دويدار إلى أن «جبهة عزت أصبحت بتوعدكم تحت الضغط بانتخابات على مستوى الشعب والمناطق فقط في مكاتبهم، رغم إن دي أعلى المستويات مخاطرة أمنية، لأنه بيصوت فيها عشرات الآلاف من الإخوان». وتساءل: «هل نفهم أن المقصود هو منع الانتخابات في المستويات القيادية العليا والاكتفاء بالشعب والمناطق وبالتالي منع تشكيل مؤسسات عليا منتخبة للجماعة تشارك في صناعة القرار؟». وقال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم تنظيم الإخوان في أوروبا: «إن الأزمة التي ضربت التنظيم الدولي للجماعة، وصلت للقمة وأصبح من المستحيل السيطرة عليها، لأنه لأول مرة تطفو الأزمات الداخلية للإخوان على السطح، وتظهر للعلن أمام المتابع العادي، وهذا ما أعطاها قوة في الإطاحة بنفسها. وأضاف «الهلباوي»، في تصريح خاص ل«البوابة نيوز»، أن محمود عزت لن يستسلم إلى خطتهم وسيدعو قيادات إخوان لندن، والأمين العام للجماعة الهارب في تركيا بدعوة الدول الداعمة للإخوان بعدم التعامل مع القيادة الجديدة للجماعة.