سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل ينجح "الكارت الذكي" في مواجهة أزمة نقص ألبان الأطفال؟.. صيادلة: توزيع الألبان خارج الصيدليات لن يضر بالصيادلة.. استشارية أطفال: خطوة جيدة لتوصيل الدعم لمستحقيه
في الوقت الذي شهدت فيه الصيدليات نقص شديد في ألبان الأطفال بسبب أزمة الدواء التي يشهدها الشارع المصري، خرجت تصريحات الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، التي ذكر خلالها أنه سيتم ميكنة توزيع الألبان المدعمة بالكارت الذكي، والتوزيع سيبدأ اعتبارا من 1 أغسطس من خلال وزارة الصحة عن طريق كروت ممغنطة، وليس عن طريق الصيدليات، لتعطي املا في ايجاد حل للمشكلة، مشيرا إلى أنه سيتم توزيع الألبان من خلال وحدات الرعاية الصحية الأولية التي يبلغ عددها 1051 وحدة على مستوى الجمهورية، وليس من خلال الصيدليات كما كان يحدث من قبل، وذلك أحكاما للرقابة على توزيع الألبان بطريقة عادلة ووصل الدعم لمستحقيه. وهو ما يطرح التساؤلات حول جدوى ذلك وتأثير تلك الخطوة على الصيدليات، وخاصة أن كثير من الصيدليات تبيع تلك الألبان للمواطنين. قال الدكتور صبري الطويلة، رئيس شعبة الدواء بنقابة الصيادلة، أنه لا يوجد مانع من توزيع الألبان بعيدا عن الصيدليات، فهي لا تعود بالربح على الصيدليات، وإنما هي أمر خدمي كان مقدم منها، لافتا إلى أهمية ومزايا توزيع الألبان عن طريق الكارت الذكي، حيث تم وضع قواعد لتوزيع الألبان بصورة أكثر مساواة وعدل من خلال استخدام قاعدة بيانات الأطفال الموجودة لدى وزارة الصحة، لافتا إلى تقسيم توزيع الألبان إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تضم الأطفال خلال الستة شهور الأولى من مرحلة الولادة، لتوزيع الألبان على الأمهات المرضعات، وهو أمر لم يكن موجودا بالصيدليات، لافتا إلى أن الصيدلي لا يدخل له أي ربح من الألبان. من جانبها حذرت الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارية طب الأطفال، من استخدام الألبان الطبيعية من بعض الأمهات لإرضاع أبنائهن عوضا عن إرضاعه بلبن الأم أو الألبان المخصصة للأطفال التي تباع بالصيدليات، لافتة إلى أن الطفل خلال مراحل عمره الأولى يحتاج إلى لبن الأم ولبن الأطفال الذي تعاني الصيدليات من نقصه، لافتة إلى أن عدم استخدام لبن الأطفال واستبداله بالألبان الطبيعية يؤثر على صحة الطفل ويؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية مثل ليونة العظام والأنيميا وضعف مستوي نمو المخ والجسم ويتأخر تسنين الطفل وتعلمه المشي، مؤكدة أن الطفل يحتاج إلى علبة من علب ألبان الأطفال بصورة إسبوعية أو يتناول لبن الأم. وأشادت أبو الوفا بخطوة وزارة الصحة الخاصة بميكنة توزيع الألبان المدعمة بالكارت الذكي عبر الكروت الممغنطة، وليس عن طريق الصيدليات، لافتة إلى أن ذلك يعد خطوة جيدة لتغطية النقص في معدل الألبان بالصيدليات ووصوله إلى مستحقيه وخاصة أنه يوجد من لا يستطيع شراء الغير مدعم. قال الدكتور مروان سلام، الخبير الصيدلي، إن إعلان تطبيق الكارت الذكي سيؤدي إلى القضاء على "مافيا بيع ألبان الأطفال" لافتا إلى أنه فيما مضى كان يتم المتاجرة فيه، ويذهب إلى غير مستحقيه، وبعض الصيدليات ترفع سعره، كما أنه كان يشتريه البعض لصنع الحلويات، مشيرا إلى أن وجود الكارت الذكي يغني عن كل ذلك البيزنس الأسود على حد وصفه. وأضاف سلام، أن وجود منافذ لبيع تلك الألبان وفق ما تم تحديده، سيعمل على تخفيف الأعباء على الأب والأم، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك رقابة على تلك المنافذ، والتأكد من وصول الدعم لمستحقيه، حتى لا يحاول أحد التجار الحصول عليها وإعادة بيعها بسعر مرتفع أو احتكارها، لافتا إلى ضرورة الوضع في اعتبار الحكومة لزيادة عدد المنافذ التي توزع داخلها الألبان حتى لا تشهد طوابير طويلة وتكدسات. وقال الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة السابق، إنه إذا كانت وزارة الصحة ترى أن ذلك سيسهم في حل الأزمة الخاصة بنقص الألبان فمرحبا بتلك الفكرة وخاصة أن الألبان أصبحت تشكل عبئا على الصيدليات لما تسببه من مشاكل بين الصيادلة والمواطنين واتهامات للصيادلة ببيعها في السوق السوداء سواء داخل الصحافة أو بالرأي العام، لافتا إلى أن الإتجار بالألبان لا يعود بربح حقيقي للصيدليات. وأضاف: الخوف من أن القرار يكون وسيلة للتعامل مع الصيدليات خلال الفترة المقبلة لباقي النواقص مثل الأنسولين وغيرها، مؤكدا على رفض بيع أي شيء آخر خارج الصيدليات حتى لا يؤثر ذلك على تواجد ونشاط نحو 60 ألف صيدلية بالشارع المصري.