في الأول من العام الجاري، أعلنت مملكة البحرين، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد الاحتجاجات التي تبعت إعدام المملكة العربية السعودية لنمر النمر، منها اقتحام محتجين سفارة الرياض في طهران، أكبر المرجعيات الشيعية، ومن هذا الوقت شهدت العلاقات البحرينيةالإيرانية توترًا حادًا بين البلدين، وأصبحت المملكة على محك الصدام مع الدولة الفارسية، حيث إن الأغلبية السكانية تتبع الطائفة الشيعية. الأمر زاد سوءًا بعدا اتهامات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية "خامنئي" للمنامة، بشن حملات ضد الشيعة في المملكة، في تصريحات استفزازية كثيرًا، طردت على أثرها المملكة القائم بالأعمال الإيراني. وبعد مرور أشهر من توتر العلاقات، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، عن إسقاط الجنسية عن عيسى أحمد قاسم، أكبر المرجعيات الشيعية في المملكة، بحجة تأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية – يقصد بها إيران -، ولعب دور رئيس في خلق بيئة طائفية متطرفة، بحسب بيان لها أمس الأول. آية الله عيسى أحمد قاسم، هو الزعيم الديني الأعلى للطائفة الشيعية في البحرين، حيث إنه المرشد الروحي لجمعية "الوفاق" البحرينية الشيعية المعارضة، المحرك الأول للحركة الاحتجاجية التي شهدتها المملكة في عام 2011. إسقاط الجنسية عن آية الله قاسم، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، جاء بعد أسبوع من إصدار محكمة بحرينية 14 يونيو الجاري، قرارًا بغلق جميع مقرات جمعية الوفاق الشيعية لكونها استهدفت حكم القانون، وتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف فضلًا عن استدعاء التدخلات الخارجية في الشأن الوطني الداخلي، إضافة إلى تشديد حكم السجن على الأمين العام لجمعية الوفاق على سلمان 9 سنوات بدلًا من 4 سنوات. بمجرد إعلان الداخلية البحرينية عن إسقاط جنسية "قاسم"، توالت ردود الأفعال الشيعية تتوعد الدولة البحرينية بمزيد من العنف، أولها كان إعلان الحرس الثوري الإيراني، حيث قال قاسم سليماني، قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إن التعرض للشيخ عيسى قاسم، سيشعل النار في البحرين والمنطقة، مشيرًا إلى اندلاع مقاومة مسلحة في الشارع البحريني. تزامنًا مع خطاب "سليماني"، تحركت تجمعات شيعية إلى منزل "قاسم" يرتدون أكفانًا بيضاء لمنع السلطات من التعرض له، قائلين: "لا نريد وطنًا من دون بلا آية الله قاسم". واعتبر قائد الحرس الثوري، التعرض لما أسماه "حرمة" عيسى قاسم "خط أحمر لدى الشعب" في إشارة إلى - شيعة البحرين - حسب تعبيره، وأن سيشعل النار في البحرين والمنطقة بأسرها، ولن تبقي خيارات لأتباع المرجعية الشيعية البحرينية سوى المقاومة المسلحة، وأن قرار المملكة سيكون بداية لانتفاضة دامية. في الوقت ذاته، هاجم حزب الله اللبناني الحكومة البحرينية، ودعا الشعب البحريني إلى التعبير عن "غضبه وسخطه" من قرار حكومة "المنامة" وبحسب بيان للحزب: "إسقاط الجنسية عن عيسى قاسم ستكون له عواقب وخيمة". استمرت ردود الفعل الشيعية للرد على إسقاط جنسية "قاسم"، وأغلبها يهدد بسقوط دماء في الشارع البحريني، بحسب وكالات أنباء شيعية، منها ما أعلن عنه عبدالله الدقاق، ممثل عيسى قاسم، قائلًا: "إذا استمرت السلطة في قرارها فسوف تسيل الدماء". تضيف "كتائب سيد الشهداء" إحدى الفصائل التابعة للواء الحشد الشعبي العراقي: "نحن اليوم ومن أرض العراق ندعو شعب البحرين لمواصلة الدفاع عن حقوقه ونقول لكم لا خيار غير المقاومة والنصر حليفكم". في سياق متصل، قالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، إن قرار البحرين إسقاط الجنسية عن الزعيم الروحى للأغلبية الشيعية في البحرين "غير مبرر" وفقًا للقانون الدولي، وبالنظر إلى أن الإجراءات القانونية لم تتبع فإنه قرار غير مبرر تمام". ونشرت منظمة "هيومن رايتس" بيانًا لها قالت فيه "إن قرار تجريد عيسى قاسم من جنسيته يأخذ البحرين إلى أحلك الأيام". وفي وقت مبكر من شهر نوفمبر الماضي، أسقطت البحرين الجنسية عن 5 مواطنين "أدينوا بالتآمر مع إيران" لتنفيذ هجمات داخل المملكة، كما حكمت عليهم بالسجن المؤبد.