سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "النوم في المساجد" عادة تتحول لظاهرة ومطالب بالقضاء عليها.. أهالي الأقصر يرجعون سببها لدرجة الحرارة المرتفعة.. والأوقاف: لا حرج في النوم داخل المسجد قبل الصلاة أو بعدها
رصدت عدسة "البوابة نيوز" تأثير درجة الحرارة المرتفعة على المواطنين بمحافظة الأقصر، والتي دفعتهم إلى النوم في المساجد عقب صلاة العصر، حتى يحين موعد أذان المغرب، وهو تقليد متبع بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة خاصة في رمضان هناك. تفشت ظاهرة لجوء الكثير من الصائمين إلى المساجد من أجل القيلولة، وتمضية الوقت في النوم أو الحديث خلال شهر رمضان المبارك، فيما استغل بعض المواطنين تواجدهم في المسجد لقراءة وتلاوة آيات القرآن الكريم بهدف ختمه والاستماع إلى الدروس الدينية التي يلقيها عدد من أئمة الأوقاف خلال أيام الشهر الفضيل، ولا يكاد يخلو مسجد بالأقصر من عشرات النائمين يوميًا ومن مختلف الأعمار شبابًا وكهولاً وشيوخ، طامعين في تمضية القليل من ساعات صيام نهار طويل حارٍ وشاق، بالمساجد خاصة التي تتوفر بها مكيفات هوائية ومراوح. كما خلت شوارع محافظة الأقصر من المارة، بسبب ارتفاع حرارة الجو، وصعوبة التنقل مع الصيام، حيث بلغت درجات الحرارة في الأقصر 42 درجة مئوية، وخلت الشوارع خوفًا من لهيب أشعة الشمس التي تصعب صيامهم، وظل الناس إما في بيوتهم أو في المساجد لأداء الصلوات والاحتماء بها من لهيب الشمس وقضاء، اليوم، في الصلاة وقراءة القرآن الكريم أو بغية النوم والاستلقاء في نعيم المكيفات الهوائية بالتزامن مع حالة الكسل والتراخي التي تصيب مفاصل معظم المؤسسات الحكومية والخاصة في رمضان. وقد انتشرت تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة شيئًا فشيئًا، عندما بدأ شهر رمضان يأتي في أشهر الصيف، حتى اعتبرها البعض من العادات السلبية السيئة التي لجأ إليها الكثير من الصائمين وأساءت إلى حرمة المسجد، وأصبحت مصدر إزعاج للعديد من المصلين المقبلين على أداء الصلاة وتلاوة القرآن، وخاصة وأن بعضهم لا يترددون على المساجد سوى في رمضان، وهو ما تسبب في إزعاج المصلين الذين يلجئون إلى المساجد في وقت الظهيرة من أجل تلاوة القرآن. وأبدى بعض المصلين استياءهم من تلك الظاهرة، مؤكدين بأن ممارسي عادة النوم في المساجد غالبًا ما يغطون في النوم العميق، وبالتالي فإنهم لا يعقلون في غالب الأحيان تصرفاتهم في بيت الله، الذي هو من المفروض بيت للعبادة في مثل هذه الأوقات المقدسة من رمضان، وليس للنوم وتمضية الوقت، مطالبين بالقضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا والغريبة عن الإسلام أصلاً، وظهور دور الإمام في التوعية بخطر الظاهرة وضرورة استئصالها. وفي سياق متصل، أطلق عدد من النشطاء على موقع "فيس بوك" حملة ضد النوم في المساجد، وقالوا: رمضان يجب أن يكون شهرًا للعبادة لا النوم، حيث فضلوا أن تكون حملتهم بالحسنى لا باللفظ الخشن، مؤكدين أن النوم في المساجد ظاهرة مقلقة ومعيقة في بعض الأحيان للصلاة. وبالعودة إلى رأي أهل الدين حول ظاهرة النوم في المساجد، تعددت الإفادات لكنها لم تحرم النوم في المساجد، حيث أكد الشيخ محمد صالح عبدالرحمن، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، أنه لا حرج في النوم داخل المسجد قبل الصلاة أو بعدها لمن احتاج إلى ذلك؛ لما ثبت في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان شابًا أعذبًا لا أهل له، وكان ينام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هذا مشروط بألا يكون عائقًا يحول دون الصلاة؛ وألا تنتهك حرمة المسجد بتلويثه أو تقذير فرشه أو إساءة استخدام مرافقه. وبين هذا الموقف وذاك، تبقى ظاهرة النوم في المساجد عادة غريبة عن مجتمعنا، وسلوكا اعتبره البعض لا يمت بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي، الذي كان واضحًا في هذا الأمر، متعللين بأن المساجد لله وهي مخصصة للعبادة، وأنه لا يوجد دليل شرعي يسمح بجعل المساجد أماكن للاستراحة والنوم والتحدث فيما بين المسلمين عدا الالتقاء في حلقات الذكر أو قراءة القرآن أو من أجل العبادة مهما كانت.