عم "عبد الله" كما هو معروف بين أهالي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، يعد من أشهر صانعي فانوس شهر رمضان المبارك من الصاج والزجاج، يسكن في أحد الشوارع الجانبية بالقرب من مضرب الأرز بدمنهور، حيث يعمل بمهنة صناعة الفوانيس منذ أكثر من 50 عامًا. ويقول عم " عبد الله عبد التواب سعد ": تعلمت صناعة الفوانيس وأنا في السابعة من العمر على يد خالي، مضيفا أن الفانوس المصري له زبائنه حتى الآن، على الرغم من انتشار الفوانيس الصيني، حيث أن الفانونس المصري مصنوع من خامات بسيطة وبأشكال مختلفة، منها المثلث والنجمة والجوهرة وأبو باب وشمعة وغيرها من الأشكال. وأشار عم " عبد الله " إلى أن جميع مكونات الفانوس المصري بسيطة، حيث نقوم بشراء الصاج من المصانع والزجاح المخصص للفانوس ونبدأ في صناعة الفانوس الرمضاني، موضحا أن صناعة الفانوس الصغير تستغرق يوم، أما الفانوس كبير الحجم الذي يحتوي على أربعة فوانيس صغيرة فيستغرق يومين كاملين للانتهاء منه. وأكد عم " عبد الله "، أن مهنة صناعة الفانوس المصري أصبحت نادرة الآن وبدأت في الإنقراض وعزوف أصحاب الورش عن الصناعة نتيجة التكلفة، بالمقارنة مع غزو الفانوس الصيني المكون من البلاستيك متعدد الأشكال، هذا إضافة إلى التقدم الهائل في صناعة الفوانيس وقيام الشركات المصنعة بوضغ أغاني رمضان الشهيرة فيه مما يزيد من الإقبال عليه. ولفت عم " عبد الله " إلى أن سعر الفانوس المصري يتكلف 20 جنيهًا فقط ورغم ذلك هناك عدم إقبال كبير من المواطنين عليه بسبب قيام التجار برفع أسعاره إلى 50 جنيها للفانوس الصغير و120 للفانوس الكبير. وطالب عم عبد الله، الدولة والمسئولين الاهتمام بالصناعات المصرية التي تتميز بها مصر عن باقي الدول ورعاية أصحاب تلك المهن، مضيفًا الآن عندي 60 عامًا وليس لدى معاش تأميني للإنفاق على أسرتي خاصة أنني أعاني من انزلاق غضروفي منذ سنوات، فالمهنة الآن أصحبت عبئا كبيرا على أصحابها.