"إن خلص الفول.. أنا مش مسئول"، شعار يرفعه بائع الفول الذي يقف بعربته المميزة التي تنبعث منها رائحة تحمل عبق الزمان، وتشكل قِدرته النحاسية أو الفضية مصدر انتظار واحتشاد المئات، والتي تلقي إقبالًا وحشدًا كبيرًا خاصة في ليالي رمضان، حيث يتسابق عليه الصائمون للحصول عليه لما يتميز به من طعم خاص على مائدة السحور خلال الشهر الفضيل. فطبق الفول يعد وجبة أساسية لكثير من المصريين، فلا تخلو الموائد المصرية سواء الفقيرة أم الغنية منه، وللفول مزايا غذائية تجعل الصائم قادرًا على احتمال الجوع بقية اليوم. ويعد الفول المدمس أكلة شعبية مصرية، عرفها المصريون منذ آلاف السنين، وكلمة "فول" تعتبر كلمة مصرية قديمة، أما كلمة "مدمس" فهي كلمة قبطية تعني المطبوخ أو المطمور تحت الأرض، والذي يعني أن الفول جزء من التراث الشعبي المصري، حتى إن المصريين أطلقوا عليه كثيرا من الأسماء التي تدل على خصائصه وصفاته، وكان من أبرز هذه الأسماء "مسمار البطن" و"لحم الفقراء" و"كباب الغلابة" و"الخلطة المسلحة"، وذلك لما يحتويه من بروتينات عالية القيمة تغني الفقراء عن أكل اللحوم مرتفعة الثمن. عن أهمية الفول، تذكر الدراسات العلمية أن الفول غني بالبروتينات والدهنيات والفيتامينات والمعادن، كما أن البقوليات، وفي مقدمتها الفول، تفيد في تنظيم حركة القولون والوقاية من الإمساك وما يصاحبه من آلام أو تقرحات أو بواسير، وتحد من ارتفاع الدهون في الجسم، وكذلك من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الأكل مع الإقلال من كمية الأنسولين التي يحتاجها الجسم، حيث تزيد من فعالية هرمون الأنسولين، وتساعد في حرق السكر، وبالتالي تساعد على خفض الوزن لأنها تكسب الشعور بالشبع والامتلاء من دون ارتفاع في السعرات الحرارية، كما أن الفول يمنع الإصابة بالأزمات القلبية ويعمل على تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم.