لم تكن يوكابد بنت لاوي المصرية الملقبة بالمتوكلة ام النبي موسى، وهارون ومريم فقط بل كانت كذلك زوجة صالحة مؤمنة عمران حسبما ذكر في العهد القديم وسفر الخروج، ونزل فيها قول الله تعالي في سورة القصص "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَن، وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ". كانت الظروف المعيشية في مصر في ذلك الوقت ليست بالهينة إذ أن ملك مصر حلم بأن هناك من سيسلبه عرشة من بني إسرائيل فأمر بقتل الذكور من بني إسرائيل تخلصًا منهم وضبطًا لنموهم العددي الذي كان يخافه وهكذا ولدت بوكابد موسى، وخافت عليه من بطش جنود الملك فخبأته لثلاث أشهر ولم تقدر على موارادته لمدة أطول، قامت بوضعه في سلة من القصب وغط جسده بالزفت حتى لا يظهر وخبأته بين حشائش نهر النيل في خطة شجاعة وفعله لا تقدر عليها أي أم لا تؤمن كفاية، وبعث أخته الكبرى مريم لتطمئن عليه، وفي يوم قصدت ابنه فرعون النهر لتغتسل بصحبة جواريها، وجدت السلة وبعث الله الرقة في قلبها وهنا تدخلت مريم واقتعتها أن تمنح ام أجرا لترضعه وبذلك مكث الطفل حتى فطم في بيت أمه، وسمي موسى والتي تعني حرفيًا المنتشل من الماء.