النشرة الصباحية من «المصري اليوم»: رقم صادم في حصيلة وفيات الحجاج المصريين.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم.. اشتباكات في رفح الفلسطينية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. رابع أيام عيد الأضحى 2024    اليوم.. مصر للطيران تبدأ جسرها الجوي لعودة الحجاج إلى أرض الوطن    محافظ الغربية يتابع إزالة 13 حالة تعدي على الأراضي الزراعية ومخالفات بناء    إعصار مدمر يجتاح سواحل تكساس وشمال شرق المكسيك    النمسا تدعم مساعي مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي    مودرن فيوتشر ينعى مشجعتي الأهلي بعد مصرعهما عقب مباراة الاتحاد    أثار الذعر في الساحل الشمالي.. ماذا تعرف عن حوت كوفييه ذو المنقار؟    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في المواصي شمال رفح    المحافظ والقيادات التنفيذية يؤدون العزاء فى سكرتير عام كفر الشيخ    التفاح ب18 جنيها.. أسعار الفاكهة والخضراوات في سوق العبور اليوم الأربعاء    غارات إسرائيلية جديدة جنوب لبنان بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي    الإعلان عن وفاة أكثر من 300 مصري خلال الحج    حسن الخاتمة.. وفاة الحاجّ ال 12من الفيوم خلال أداء مناسك الحج    الأعلى للآثار يكشف عدد زائري المواقع الأثرية والمتاحف خلال العيد    أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر    جوميز يستقر على بديل «زيزو» في مباراة الزمالك وفاركو المقبلة    ترامب: بايدن جعل أمريكا أضحوكة العالم    انطلاق احتفالات دير المحرق.. بحضور 10 آلاف زائر يوميا    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025    كريمة الحفناوي: الإخوان يستخدمون أسلوب الشائعات لمحاربة معارضيهم    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    أجزاء في الخروف تسبب أضرارا صحية خطيرة للإنسان.. احذر الإفراط في تناولها    ريال مدريد ينهي الجدل بشأن انتقال مدافعه لميلان    بعد 17 عامًا من طرحه.. عمرو عبدالعزيز يكشف عن مفاجأت من كواليس «مرجان أحمد مرجان»    موعد مبارة ألمانيا والمجر ضمن يورو 2024.. التشكيل المتوقع    «المركزى» يعلن ارتفاع الودائع ل10.6 تريليون جنيه    عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في المواصي    القبض على السائق المتسبب في مصرع مشجعتي الأهلي أمام استاد برج العرب    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير مسيرات للحوثيين في اليمن    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    مؤسسة علمية!    مستشار الشيبي القانوني: قرار كاس هو إيقاف لتنفيذ العقوبة الصادرة بحقه    ملف يلا كورة.. انتصار الأهلي.. جدول مباريات الليجا وبريميرليج.. وفوز تركيا والبرتغال في يورو 2024    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    مصرع مسن واصابة اثنين في انقلاب سيارتين بالغربية    إجراء عاجل من السفارة المصرية بالسعودية للبحث عن الحجاج «المفقودين» وتأمين رحلات العودة (فيديو)    في ثالث ايام عيد الاضحى.. مصرع أب غرقًا في نهر النيل لينقذ ابنته    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    عودة محمد الشيبي.. بيراميدز يحشد القوة الضاربة لمواجهة بلدية المحلة    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    مكتب الصحة بسويسرا: نهاية إتاحة لقاح كورونا مجانا بدءا من يوليو    ماذا حققت محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بعد عام من افتتاحها؟    ليلى علوي تهنىء أبطال فيلم "ولاد رزق "    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 19 يونيو 2024    أشرف غريب: عادل إمام طول الوقت وسط الناس    المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي.. نحو pdf    علامتان محتملتان للإصابة بالسرطان في يديك لا تتجاهلهما أبدًا (صور)    تصدُر إسبانيا وألمانيا.. ترتيب مجموعات يورو 2024 بعد انتهاء الجولة الأولى    أسقف نجع حمادي يقدم التهنئة للقيادات التنفيذية بمناسبة عيد الأضحى    بطريرك السريان الكاثوليك يزور بازيليك Notre-Dame de la Garde بمرسيليا    بعد وفاة العشرات خلال الحج بسببها.. كيف يمكن أن تكون ضربة الشمس قاتلة؟    بدائل الثانوية الأزهرية| معهد تمريض مستشفى باب الشعرية - الشروط وتفاصيل التقديم    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رمضان الشيعي" في مواجهة "رمضان السلفي"
نشر في البوابة يوم 04 - 06 - 2016

■ الصوفية يستقبلون الشهر بموكب «راقص».. وساحات خاصة للذكر والإطعام
■ السلفيون يتوددون إلى أئمة الأوقاف ب«أصوات مقرئيهم».. و«شنط رمضان» عادة سنوية
■ لا تراويح عند الشيعة ولا تعجيل بالإفطار.. ويؤكدون: ملتزمون بهلال الإفتاء
«رمضان أقبل يا أولى الألباب.. فاستقبلوه بعد طول غياب» فلبى الجميع، كل على طريقته، فالشهر الأعظم في الشريعة الإسلامية، وإن اتفق الجميع على فضله، إلا أن ذلك لم يمنعهم أن يختلفوا فيه.
تضفى عليه كل طائفة من روحها، وتشاركه في معادلتها الدقيقة عن حسابات العقل والروح والجسد، الشهوات والزهد والحب والإيمان، لينتهى الأمر برمضانهم الخاص.
فإذا كنت ممن يميل إلى الزهد والتأمل، تغلب عليك العاطفة على العقل وحسابات المنطق، تسعد روحك في جلسات الذكر، فقد يكون المناسب لك «رمضان المتصوفة»، أما إذا كنت ممن يجد في رمضان فرصة لضبط النفس كعقارب الساعة، وموسم لقراءة القرآن كمًا حتى وإن لم تتأمل ما فيه، وتصلى الساعات الطويلة، تميل إلى الكم أكثر، ف«رمضان السلفيين» مناسب لك، أما إذا كنت ممن يعشق الاختلاف، ويرى أن صلاة التراويح من الأساس بدعة، وكل بدعة ضلالة، ومتمسك بآية «الخيط الأبيض والأسود» فترى ضرورة تأخير الإفطار إلى دخول الظلام فأنت أقرب إلى «الشيعة».
واختلاف الفرق في رمضان، ليس بالاختلاف الفج الذي يخرج الصوم عن معناه، كأن يحل أحدهم الشراب والطعام فيه، إلا أنه مع ذلك ليس بالأمر الهين، فاختلافاتهم وإن كانت في طقوس، واعتقاد في فلسفة الشهر، إلا أن تلك الاختلافات تعكس جوهر كل فريق منهم، إضافة إلى حجم الصراع والاتهامات بينهم والشائعات.
الزاهدون.. وشهر الزهد
أن تتحدث عن علاقة بحر بجزيرة، وسحاب بسماء، وجزء من كل، أمور وإن بدت سهلة التعبير عنها، إلا أنها ليست كذلك لا سيما إذا ما قيست على علاقة الصوفية برمضان، فهو شهر الزهد، وهم الزاهدون، هو شهر المعرفة، وهم العارفون، هو شهر الله وهم أهله.
اعتقاد العامة عن شهر رمضان بأنه شهر تقوى الله واجتناب المعاصى والامتناع عن الطعام والشراب ابتغاء وجه الله، لا يمكن بحال إنزاله عن حال المتصوفة، ومعتقدهم فيه، فمنهج التصوف في حالته العامة تعدى ذلك، فألزموا أنفسهم بطاعات وأوراد من الذكر والصلاة قد لا يصل إليها غيرهم في رمضان، لذلك كان معتقدهم في ذلك الشهر خاصا، يعبر عن حالتهم الخاصة.
يقول محيى الدين بن عربى، إمام التصوف الملقب ب«الشيخ الأكبر» المتوفى عام 1240 م: «إن تعريف الصوم ليس «الإمساك» فقط، كما عهد على تعريفه الفقهاء»، وإنما أضاف إليه معنى «الرفعة»، ومنها قول العرب «صام النهار» أي ارتفع، فيشير بذلك إلى أن الصوم كفريضة ارتفع عن سائر العبادات الأخرى.
ثم ينتقل إلى لفتة أخرى في علاقة شهر رمضان بالتقويم الميلادى فيقول: «إن في اختيار الشهر العربى حكمة ألاّ يثبت رمضان في زمن واحد، وإنما يتنقل بين فصول العام كلها، فيصيبها شيئا من فضله، ويؤكد الصائم استجابته طائعًا تحت كل الظروف والأجواء».
ثم يقسم الصوم إلى مرتبتين، صوم العامة والخاصة، أما صوم العامة فهو صوم الظاهر المشاهد أي الإمساك عن الطعام والشراب، أما صوم الخواص فهو صوم النفس، بما هي آمرة للجوارح، وعلى صوم القلب المعروف (بالسعة)، لقوله تعالى في الحديث القدسى: «وسعنى قلب عبدى» وهو إمساكه هذه السعة أن يعمرها أحد غير خالقه، فإن عمرها أحد غير خالقه فقد أفطر في الزمان الذي يجب أن يكون صائمًا فيه، إيثارًا لربه، أي أنه إن شغل قلبه بشيء غير الله فقد أفطر عن ذلك الصوم الخاص.
أما الإمام أبو حامد الغزالى، أحد أشهر علماء المسلمين والمتصوفة في القرن الخامس الهجرى مؤلف كتاب «إحياء علوم الدين»، فيقول في الصوم: «إن الصوم ربع الإيمان» بمقتضى قول الرسول «الصوم نصف الصبر»، وقوله «الصبر نصف الإيمان»، ثم هو متميز بخاصية النسبة إلى الله تعالى من بين سائر الأركان في الحديث القدسى «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لى وأنا أجزى به»، وقد قال الله تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»، والصوم نصف الصبر، فقد جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب.
ويعتقد الصوفية أن رمضان اسم من أسماء الله، فيقول ابن عربى: «رمضان اسم من أسماء الله تعالى، وفرض فيه الصيام تكريمًا له، ووجب القيام فيه تكرمة لهذا الاسم، لقوله تعالى: «يوم يقوم الناس لرب العالمين».
للمتصوفة طقوس كثيرة في رمضان، بعضها موروثة من المتصوفة الأوائل، والبعض الآخر حديث جاء كنتيجة لانتقال التصوف من المنهج إلى المؤسسة عبر تأسيس المشيخة العامة للطرق الصوفية في السبعينيات.
تنطلق الطرق الصوفية عقب عصر الأحد بمسيرة من مسجد الجعفرى بالدراسة، إلى مسجد الحسين، وسط حضور مشايخ الطرق الصوفية المختلفة، على رأسهم الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
ويلتزم أبناء كل طريقة بحمل الشعار الخاص بطريقتهم، وارتداء الملابس الخاصة بها، إذا كان لهم زى خاص، كالطواقى الخضراء على الرأس، وتعليق شارات تحمل اسم الطريقة، ويخرجون في صفوف منظمة يتقدمهم شيخهم، ومن أبرز الطرق التي تحرص على إحياء تلك الفعالية، الطريقة الرفاعية، والطريقة الشبراوية، والبرهامية، والأحمدية الدسوقية.
ومن أبرز ما يميز مواكب الطرق الصوفية المظاهر الاحتفالية التي تتخللها من الآلات الموسيقية، وقيام بعضهم بأداء رقصات خاصة بهم، وترديد أناشيدهم وأورادهم.
ويقول مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية: «إن موكب استقبال رمضان يعود إلى العصور الأولى في الإسلام، وكان الغرض الرئيسى منه «إعلامًا»، نظرًا لعدم وجود وسائل إعلام يخبرون الناس بها بثبوت الرؤية، لذلك بعد استطلاعها والتأكد من ثبوتها يخرج العلماء في موكب ينضم له العامة، كوسيلة لإخبارهم بالصيام غدًا.
وأضاف «زايد» ل«البوابة»: «إلا أن أبناء الطرق الصوفية تمسكوا بإحياء تلك المواكب حتى بعد انتفاء الحاجة لها من الناحية العملية لوجود وسائل الإعلام، إلا أنهم يحيونها كطريقة احتفالية، يعبرون بها عن سعادتهم بقدوم شهر رمضان المبارك».
لا تكاد تخلو قرية في مصر لا سيما في المحافظات ذات الكثافة الصوفية، من ساحة، وهى عبارة عن مساحة واسعة توضع فيها بعض المقاعد البسيطة على الأرض، والحصير، وتطوق غالبًا بفراشة إذا كانت منفصلة عن المنزل، أو تقام في ساحته. وتعد تلك الساحة «دار ضيافة» تستقبل أي غريب أو قريب، فما أن تدخلها حتى يأتى القائم عليها بما يستطيع من طعام، وفى الليل يتجمع أبناء الطريقة في تلك الساحة فيرددون الأذكار الخاصة بهم.
ورغم أن تأثر تلك الساحات بالحالة الاقتصادية للأهالي، وكثير منها بات مهجورا، إلا أن الحياة تدب فيها من جديد خلال شهر رمضان، فيتكاتف «الدراويش» على تزيينها، وإعداد ميزانية خاصة بها في رمضان، يقومون بالإنفاق منها على موائد الرحمن فيها، فتلك الساحات تخصص للإطعام في المغرب وللذكر والصلاة والمظاهر الاحتفالية بالشهر بعده، وتستمر هكذا إلى طلوع الفجر، كل ليلة في رمضان. وتعد الساحات من الطقوس القديمة لدى الصوفية، التي ورثوها عن الأئمة الأوائل.
أما ليالى الحسين، فتقوم على إحيائها المشيخة العامة للطرق الصوفية كل ليلة في سرادق خاص بها مجاور لمسجد الحسين عقب صلاة العشاء، تفتتحها يوم 2 رمضان، وتختتمها ليلة 27 رمضان، على هيئة مؤتمرات دينية.
وفى كل ليلة تتولى طريقة من الطرق إدارة ذلك السرادق بدعوة أبنائها إليه، وتجهيز الإفطار فيه، ثم عقد المؤتمر الذي يبدأ بتلاوة آيات القرآن، ثم أوراد تلك الطريقة، ثم كلمة لشيخها، وللمدعوين من المشايخ سواء من الأزهر والأوقاف أو مشايخ طرق أخرى أو شخصيات عامة.
وتفتح الطريقة الرفاعية الاحتفال هذا العام، ومن المنتظر أن يحضر الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ المشايخ، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أو من ينوب عنه.
أما صلاة التراويح، فهى من الطقوس التي يحرص الصوفية على أدائها في رمضان، ويسمونها «قيام رمضان»، إلا أنهم لا يحددون عددا لركعاتها يلتزمون به جميعا، فاختار بعضهم عشرين ركعة سوى الوتر، واستحسن بعضهم ستًا وثلاثين، والوتر ثلاث ركعات، ويفضل ابن عربى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه أنه ما زاد على ثلاث عشرة ركعة بالوتر، لا في رمضان ولا في غيره، إلا أنه كان يطولها ويحسنها.
السلفيون والشيطان
يقول ابن القيم عن الصوم: «ناهيك به من عبادة تكف النفس عن شهواتها وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين، فإن النفس إذا خليت ودواعى شهواتها التحقت بعالم البهائم، فإذا كفت شهواتها لله، ضيقت مجارى الشيطان، وصارت قريبة من الله».
سعى السلفيون إلى التركيز على الجانب المادى في الإمساك عن الطعام والشراب وترك المعاصى، فيقول الحافظ بن رجب الحنبلى (السلفى) في كتابه «لطائف المعارف» قال بعض السلف: «أهون الصيام ترك الشراب والطعام. وقال جابر إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».
من أكثر ما يشغل بال السلفيين قبيل رمضان، هو تجهيز شنط رمضان، لتوزيعها على العائلات المحتاجة، حيث يقومون بجمع تبرعات من المساجد، خاصة التي يسيطرون عليها، باسم إعداد تلك الشنط، ثم يقومون بتوزيعها بشنط عليها شعاراتهم، وهو ما يعتبره البعض نوعا من الاستغلال لتحقيق أغراض دعائية وسياسية.
كما يقوم السلفيون بحملات تنظيف للمساجد التي يصلون فيها، ويحاولون الاتفاق مع أئمة المساجد على أن يسمحوا لهم بالصلاة بالناس في التراويح، مقدمين القراء الذين يتميزون بحسن الصوت، كما يقوم بعضهم بالصلاة بالناس في «الزاوية» بالمخالفة لقرار وزارة الأوقاف.
وأطلقت الدعوة السلفية وذراعها السياسي «حزب النور» حملات تتجول في الشوارع، خاصة بمحافظة الإسكندرية، لتوعية الناس بشهر رمضان، وأحكامه، وفضله، ويدعونهم إلى قضائه في العبادة وعدم التلهى عنه بالمسلسلات، على اعتبار أنه فعل شياطين الإنس لصرف الناس عن العبادة.
أما فيما يخص صلاة التراويح، فقد اختلف أئمة السلفية في تحديد عدد ركعاتها، فمنهم من رفض زيادتها عن إحدى عشر ركعة، وآخرون تركوها للمصلين إن أرادوا أن يكملوها عشرين ركعة، حيث قال الإمام السيوطى: «إن عدد ركعات قيام الليل إنما هو إحدى عشرة ركعة بالنص الصحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه استمر على هذا العدد طيلة حياته ولم يزد عليه سواء في رمضان أو في غيره». واتفق معه الشيخ الألبانى، مؤكدا أن صلاة التراويح لا يجوز أن تتجاوز 10 ركعات، لحديث عائشة «أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى 10 ركعات في رمضان وغيره»، كما أنه ينفى أن الخليفة عمر أمر بالصلاة 20 ركعة. ثم كانت طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث، وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث.
ويعد الاعتكاف في المساجد من أهم الطقوس التي يحرص السلفيون على اتباعها في رمضان، يشددون عليها في العشر الأواخر من رمضان، ويدعون اتباعهم إلى ترك العمل وتخصيص كل أوقاتهم للصلاة وقراءة القرآن في المسجد وعدم الخروج منه إلا بعد صلاة تراويح آخر ليلة.
ولقد فرضت وزارة الأوقاف قيودا على عملية الاعتكاف لمواجهة أي أعمال استقطابية لجماعات إرهابية خلالها من حيث التأكد من هوية المعتكف وأنه ليس موضع شبهات.
فيما خالف نواب حزب النور المعتقد السلفى الدارج بينهم، الذي يقدم اعتكاف الأيام العشرة الأخيرة في رمضان على ما سواه، مؤكدين أنهم لن يعتكفوا، وسيحرصون على التواجد وسط أبناء دائرتهم للوقوف على طلباتهم، وحضور جلسات البرلمان، وهو ما سيجعلهم يكتفون بصلاة التراويح دون الاعتكاف.
ومن أكثر ما يولع به السلفيون في شهر رمضان «الفتوى»، حيث يحرصون على توزيع ملصقات على الناس تتضمن أحكام الصيام ومبطلاته، طبقًا لمذهبهم، فضلًا عن قنواتهم الفضائية التي تخصص برنامجا أو أكثر للفتوى.
رمضان الشيعة
يعتقد الشيعة أن رمضان هو سيد الشهور وأفضلها لأنه شهر الله، وهو شهر الصبر وشهر المواساة، وهو شهر نزول القرآن وربيعه، وهو شهر نزول سائر الكتب السماوية، وعندهم لا يجوز ذكر كلمة «رمضان» بمفردها دون ذكر شهر، باعتباره اسما من أسماء الله.
حيث دأب الشيعة على مخالفة أهل السنة استنادا إلى مقولة «خالفوا أهل السنة ولو كانوا على حق» التي غرسها علماء الشيعة ومراجعهم في نفوس أتباعهم، ويتجلى هذا الاختلاف في شهر رمضان، حيث يقل اهتمام الشيعة بالشهر المبارك مقارنة بما هو معهود لديهم في محرم وشعبان، وكأنهم يقولون للعالم إن شهر رمضان شهر خاص بأهل السنة وليس لنا من هذا الشهر إلا ثلاثة أيام فقط.
ويشهد الشهر الكريم بعض المناسبات التي تخصهم، فتعقد الندوات الدينية للاحتفال بيوم الخامس عشر من رمضان، وهو يوم مولد الإمام الحسن عليه السلام، وليلة الحادى والعشرين من شهر رمضان، وهى ليلة وفاة الإمام على، ويطلق عليها «ليلة الدربة»، ويتم إحياء هذه المناسبة سنويا ويتحدث الشيعة خلالها عن فضائل المحتفى به، ويتلون القرآن، إضافة إلى بعض الطقوس الخاصة بهم.
يقول حيدر قنديل، منسق ائتلاف شباب الشيعة، إن طقوسهم في رمضان تتمثل في قراءة القرآن والصلاة وتوزيع الوجبات السريعة في الطرق والمواصلات وعلى الفقراء والمساكين من إخواننا من أهل السنة، وتجهيز شنطة رمضان لتوزيعها على الفقراء.
وأشار «قنديل»، في تصريح ل«البوابة»، إلى أنهم يوزعون نحو 1500 شنطة رمضانية على المحتاجين في محافظات الوجه البحرى، لافتا إلى أن أعمال الخير لا يفرق فيها بين سنى وشيعى، واختلاف المذاهب لا يمكن أن يغير الحقيقة، مضيفا أن المسلمين هم جسد واحد في مواجهة عدوهم وهو الكيان الصهيونى.
وأضاف أن شيعة مصر يلتزمون باستطلاع هلال رمضان الذي تعلنه دار الإفتاء، حتى لو خالف ما تعلنه المرجعيات الشيعية بإيران والعراق.
وعن طقوس استقبال شهر الله - كما يطلقون عليه- فقد رُوى أن الإمام الصادق كان يدعو في آخر ليلة من شعبان وأول ليلة من رمضان ببعض الأدعية المستحبة، ويوصى بكثرة الاستغفار والصلاة،. كما يرفضون الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، ويبررون ذلك بأن أتباع مذهب آل البيت من السنة يأخذون بالنظرية القائلة إن صلاة النوافل تكون فرادى وتصلى في البيوت؛ لأنه تطوع، فيجب أن تكون بعيدة عن مظاهر الشهرة والرياء، إضافة إلى بعض الأدعية التي يستحب قراءتها مثل «دعاء الافتتاح» قبل الإفطار، وهناك دعاء خاص بليلة الخميس يسمى «دعاء كميل»، وأدعية أخرى مثل «دعاء التوسل».
والاختلاف عندهم ليس في وجوبية الصوم من عدمه، إنما في بعض الشرائع المتعلقة به، حيث يتعمدون الإفطار بعد ما يقرب من النصف ساعة على آذان المغرب، بالرغم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «عجلوا بالإفطار وأخروا بالسحور»، ويفسرون ذلك بأن الله تعالى قال: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر»، وهذا يعنى أنه عندما يسقط قرص الشمس لا يلزم أن تكون الشمس قد غربت تماما، لأن الأرض كروية، والغروب لا يتحقق إلا بزوال حمرة الشمس المشرقية، لذا قال تعالى «أتموا الصيام إلى الليل».
ويجوز للشيعة ما لا يجوز لغيرهم من عامة الناس، فلهم مذهبهم ولهم علماؤهم ومراجعهم الذين يقدسونهم، حيث يوجبون على المرأة الصيام وقت الحيض، معتبرين أن أنه لا يوجد نص قرآنى يمنع المرأة من الصوم إذا حاضت، كما يرفضون استئذان المرأة زوجها قبل أن تصوم القضاء وفق نص الحديث «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه»، مؤكدين أن الفرض يجوز الاستئذان فيه.
ورغم اعترافهم ببعض الاختلافات في طقوس الصيام، إلا أن بعضهم ينكر عددا من الفتاوى التي نسبت إلى مراجعهم، ومنها إباحة جماع الرجل للمرأة في نهار رمضان -كما زعم الكافى في كتابه- مؤكدا أن الرجل إذا أتى المرأة في الدبر وهى صائمة لم ينقض صومها وليس عليها غسل، إضافة إلى إجازة تدخين السجائر والحشيش أثناء الصيام، والقول بأن مضغ العلكة لا يفطر وغير ذلك من الفتاوى التي اتُهم أصحابها بأنهم استخدموا رمضان لعزل الشيعة في الوطن العربى والإسلامى عن محيطهم وربطهم بالمنظومة الإيرانية، فلا يصومون مع العرب والمسلمين من أبناء بلادهم ولا يفطرون معهم ولكنهم ينتظرون الأمر من طهران، وكذلك حرمانهم من صيام أول أيام شهر رمضان ومخالفتهم للشريعة بصومهم يوم العيد، وفى بعض الأحيان يصومون يومين من أيام العيد.
كما تساهلوا كثيرا في أعذار الإفطار، فقد أوجبوا الإفطار في السفر ولأدنى مسافة، إضافة إلى وجوب الإفطار بمجرد عبور أي نهر، وإفطار من أدرك الفجر وهو جنب لم يغتسل دون الحاجة لقضاء ذلك اليوم بعد رمضان.
ويتحرى الشيعة ليلة القدر في ثلاث ليال هي «19 و21 و23»، ويبتدعون بعض الطقوس الخاصة بهم احتفالا بليلة القدر، منها الغسل عند غروب الشمس وصلاة ركعتين يقرأ في كل ركعة سبع مرات سورة التوحيد (الإخلاص) ويقول بعد الفراغ سبعين مرة «أستغفر الله وأتوب إليه»، وقراءة الأدعية المأثورة - كدعاء الجوشن الكبير، ودعاء رفع المصاحف وزيارة الإمام الحسين والتخضّع والتذلّل لله حتّى يضيء فجرها.
ويقولون إن الملائكة والروح وهو جبرائيل يتنزلان إلى الأرض ليسمعوا الثناء على الله سبحانه، وقراءة القرآن والدعاء وغيرها من الأذكار، وليسلموا على المؤمنين العابدين الزاهدين التالين لكتاب الله، مفسرين آية «سلام هي حتى مطلع الفجر» من سورة القدر، بأن هذه الليلة سلام من الله أي بأمره وهى سلام على أولياء الله وأهل طاعته، فكلما لقيتهم الملائكة في هذه الليلة سلموا عليهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.