سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتنياهو يراوغ من أجل إفشال المبادرة الفرنسية.. الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل غير جادة في إنهاء الاحتلال.. و"فتح": تصريحات نتنياهو هدفها التلاعب والمساومة
تحاول حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي عرقلة أية مساعٍ للسلام أو إقامة دولة فلسطينية، ويعمل رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية على إحباط المبادرة الفرنسية للسلام والتي تنص على مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام. حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للدخول في مفاوضات مع الدول العربية، على أساس مبادرة السلام العربية، التي أطلقها ملك آل سعود "عبدالله بن عبد العزيز" في العام 2002، معتبرًا أن المبادرة تضمّ نقاطًا إيجابية يمكن أن تسهم في ترميم المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وقال نتنياهو، أودّ أن أوضح بأنني ملتزم بتحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين، ومع كل جيراننا؛ فمبادرة السلام العربية تحتوي على نقاط إيجابية قد تسهم في ترميم المفاوضات البناءة مع الفلسطينيين". فيما قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن التصريحات الإسرائيلية حول حل الدولتين ومبادرة السلام العربية يجب أن تترافق بخطوات على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 والقدسالشرقية عاصمة لها. وأضاف أن مبادرة السلام العربية هي جزء من قرار مجلس الأمن الدولي، وخطة خارطة الطريق، ومن غير المقبول الالتفاف عليها، في ظل وجود إجماع فلسطيني وعربي وإسلامي عليها. وتابع أبو ردينة، أن على إسرائيل أن تعرف أن الشرعية العربية والدولية هي الطريق الوحيد للأمن والاستقرار والسلام. قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير دفاعه الجديد أفيجدور ليبرمان، لإطلاق مواقف تضليلية جديدة من خلال دعوته إلى تعديل مبادرة السلام العربية، وأنها تتضمن عناصر إيجابية". وأكدت الوزارة، - في بيان صحفي أن هذه التصريحات "الحمائمية"، "تشكل استكمالًا لمساعي نتنياهو وحكومته الهادفة إلى عرقلة الجهود الدولية والإقليمية لإطلاق عملية سلام جدية، وفي مقدمتها المبادرة الفرنسية، وتأتي ترجمة لمواقف الحكومة الإسرائيلية الرافضة لأية مظلة، أو لجان دعم دولية، ترعى عملية السلام والمفاوضات، كما تقع هذه التصريحات في سياق حملة العلاقات العامة التي يحاول نتنياهو من خلالها تحسين صورة ائتلافه اليميني المتطرف، بعد اختياره ليبرمان وزيرًا للجيش". من جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية: إن تصريحات نتنياهو المتعلقة بالمبادرة العربية للسلام وترحيبه ببعض ما جاء فيها أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده برفقة وزير الدفاع الجديد ليبرمان، تأتي في سياق حالة من التلاعب والمساومة على عامل الوقت لأجل ذر الرماد بالعيون، وللفت الأنظار عن المؤتمر التحضيري للمجموعة الداعمة للسلام بباريس والذي سيعقد في الثالث من يونيو بحضور 26 دولة لإيجاد ووضع رؤية دولية لتحريك عملية السلام، وإنهاء حالة الصراع القائمة بالمنطقة. وأضاف الحرازين، في تصريح ل"بوابة العرب"، أمس الثلاثاء: أن هذه المحاولة تأتي كسابقاتها عندما رفض المبادرة الفرنسية وطلب أن يلتقى بالرئيس الفلسطينى بباريس ولكن فشلت هذه المحاولة ولكن الجديد في الأمر أن نتياهو يحاول قلب الأمور من خلال الدعوة لأن تكون هناك حالة من التطبيع والتفاهم مع الدول العربية، وفقًا للمبادرة العربية للسلام قبل إنهاء حالة الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا أن يقبل تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذا ما حذر منه الرئيس الفلسطينى قبل أيام أثناء إلقائه كلمة بجامعة الدول العربية في الاجتماع الوزارى العربى الطارئ لوزراء الخارجية العرب من أنه لا يمكن القبول بأن تكون هناك حالة من التطبيع مع إسرائيل قبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته. وأوضح أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن مبادرة السلام العربية تضمنت بأنه بمجرد إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة سيترتب على ذلك حالة من التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والاعتراف، بعد أن تفي إسرائيل بالتزاماتها كاملة نحو إنهاء الصراع وإقامة الدولة على حدود الرابع من يونيو 1967 بعاصمتها القدسالشرقية وضمان عودة اللاجئين، ومنحهم حقوقهم كاملة والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كاملة. وأشار الحرازين، إلى أن مراوغة نتنياهو الجديدة تأتي لتقلب الأمر بحيث يريد التفاوض على المبادرة نفسها بأن يسقط حق العودة منها وأن يطبع مع الدول العربية ومن ثم يرى إن كان هناك إمكانية للحل مع الفلسطينين، وأعتقد أن هذا الأمر لن يمر على الدول العربية التي أكدت جميعها دعمها لموقف الرئيس أبومازن ولتوجهات القيادة السياسية ودعمها للمبادرة الفرنسية مما يعني وجود موقف عربي موحد حملته الدول العربية التي ستشارك في مؤتمر باريس يمثل رؤية حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق والاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي خلال فترة زمنية محددة مع التأكيد على عدم القبول بفكرة التطبيع والاعتراف أولا قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين. قال القيادي بحركة فتح الفلسطينية الدكتور أيمن الرقب، أمس إن ما جاء في اتفاق الائتلاف بين ليبرمان ونتنياهو، وما تبع ذلك من تصريح واضح من قبل ليبرمان بقبوله بحل الدولتين، مع تعديل في المبادرة العربية للسلام، هو التفاف وإضعاف لإفشال للمبادرة الفرنسية من جانب، ومن جانب آخر هو سعي دولة الاحتلال للحصول على تنازلات في المبادرة العربية للسلام. وأضاف الرقب، في تصريح ل"بوابة العرب"، أمس الثلاثاء، أن من التنازلات التي تسعى دولة الاحتلال للحصول عليها، أن يكون التطبيع مع بعض الدول العربية قبل قيام الدولة الفلسطينية، وكذلك إسقاط حق العودة، أو إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، أو حتى التلاعب في مدينة القدس. وأوضح الرقب، أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن، تحدث عن ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب، خاصة أن هناك بعض التصريحات من قيادة الاحتلال تؤكد أنه يوجد تفاهمات مع بعض الدول العربية التي لم تنف ذلك، ومن الضروري التأكيد على هذه القضايا في خطاب الرئيس أبو مازن، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.