بدأت فعاليات اليوم الثالث للملتقى الدولى لتجديد الخطاب الثقافي حيث بدأت فعاليات الجلسة الأولى "ب" بقاعة المؤتمرات ويرأسها الناقد الدكتور محمود الضبع. تحدثت د. داليا عاصم عن مقاربة أنطولوجية لثقافة الفضاء الافتراضي فيسبوك نموذجا ، وأكدت أن التواصل الاجتماعي أصبح يشكل ثقافة جديدة وأصبح التواجد علية أحد أهم ممارستها اليومية وهى ثقافة "الفضاء الافتراضي"، وأشارت إلى عصر الشبكات واهتمام العلماء لدراسته لمواكبة العصر ومتطلباته، فالإنسان أصبح رصيد لهذه الشبكات وكيفية استخدامها للمعرفة ومصدر المعلومة ، وأن ثقافة الفضاء الإفتراضي تعكس تحولا في النسق القيمى والعادات والتقاليد للإفراد على اختلاف ثقافتهم وانتمائهم ، ونوهت عن اّلية الفيس بوك بأن أكثر من مليار مستخدم لة يتطلب دراسة جيدة لمتابعة التغيرات التي تحدث، فالمعلومات تتراكم بسرعة شديدة ،وأصبح الفيس بوك يتسبب في تغيير النشأة الاجتماعية لذلك أوصت بإنتاج خطاب ثقافي جديد علينا أن نعى جيدا أن كل مستخدم عضو فى الشبكات الاجتماعية هو منتج للمعرفة و مستهلك لها ،ولم يعد بالإمكان لاى مجتمع أن ينأل بنفسه عن العالم الافتراضي وثقافته، لذا على الدولة التحرك في اتجاه استغلال أدوات ووسائط الواقع الافتراضي ومواقع الشبكات الافتراضية. وتحدثت د.صونيا الاشقرعن مصطلح "الثقافة" كمفهوم أساسي في علم الأنثروبولوجيا، ليشمل كل الظواهر البشرية التي لا تعد وراثية بصفة أساسية، وأشارت إلى الطرق والأساليب المتباينة للعديد من الناس الذين يعيشون في أرجاء مختلفة من العالم في توضيح وتصنيف خبراتهم، التي تؤثر في الوقت ذاته بشكل كبير على تميز تصرفاتهم، لا شك أنه مع بزوغ العصر الجديد القائم على العلوم والتكنولوجيات الحديثة، والذي من أهدافه بناء "المجتمعات المتطورة"، تطرح على بلدان العالم عدة أبعاد إستراتيجية، توجب أخذها بعين الإعتبار في مختلف الأجندات والمخططات التنموية . وأشارت د.غادة صبيح عن ثقافة الاتصال ام الانفصال عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أننا أصبحنا اليوم، نحن كمستخدمين لهذه التكنولوجيا غير قادرين على فصل أنفسنا عنها، بل أصبحنا نبرمج حياتنا وعلاقاتنا من خلالها, وصولاً لإطلاق دعوة لإعادة ثقافة التواصل بين أبناء ثقافة واحدة ذات هوية متجانسة باللغة والهوية والتاريخ. وأشار د.مصطفى يوسف الى أهمية تكنولوجيا الاتصال وتجديد الخطاب الثقافى، فهناك مميزات لإستخدام تكنولوجيا الاتصال منها (الاتصال السريع – سهولة الاستخدام – متعدد اللغات – شبابي – دائم الحضور- خارج نطاق السلطة..). ومن السلبيات كذلك ترويج أيديولوجيات فكرية لها مردود سلبي – انتشار الأفكار المتطرفة والعنف خاصة لدى النشء والشباب – ارتفاع معدلات الإباحية والجريمة.. والاتصال يحدث بتوافر عناصره (المرسل – الرسالة – المستقبل)، وهو يشير إلى المشاركة والاتفاق بين الأفراد والمجتمعات في تبادل المعلومات والأفكار والآراء والتعاون والاطلاع على التجارب، وعليه فإن الاتصال يعمق ثقافة الفرد والمجتمع وينتج عنه استعارات وتأثيرات متبادلة تثري وتعمق كل ثقافة وتوسع الآفاق، وذلك يسمى الاتصال التفاعلي أو التبادل المتكافئ وهو يعزز نمو الثقافات ويطورها ويساعدها على البقاء ويحقق الارتقاء الفكري خلاف الذي يخفي أغراض الهيمنة والسيطرة ومسخ الثقافات الأخرى التي تحاول بدورها التصدي لمحاولات السيطرة والغزو من خلال التمسك بهويتها. كما تحدث د.هيثم يونس في كلمته عن المحتوى الالكتروني في المجال الثقافي،و تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى (العولمة) تسعى لتوحيد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي، تحمل تحديًا قويًا لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الاتصال ووسائل الإعلام، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية تاريخية سياسية أو ثقافية. يواجه العالم العربي عدة تحديات كبيرة بدخوله القرن الحادي والعشرين تتطلب منه أن ينهض من غفوته، وأن يأخذ بزمام المبادرة حتى يتفاعل مع المستقبل، والمفكرون والعلماء هم أقدر الأمة على استشعار تلك التحديات ودق أجراس الخطر للاستعداد لها والتهيؤ لمواجهتها والارتقاء إلى مستوى الواقع.