في إطار الأزمة بين الجيش والحكومة في تل أبيب، وبعدما تصاعد الغضب الشعبى حيال الأزمة، بدأ الجيش الإسرائيلى يستخدم أساليبه الدعائية المعهودة لمعالجة الغضب ضده، فنشرت عددا من الصحف تقارير عن قوة الجيش الإسرائيلى، واهتم الإعلام العبرى ببراعة الجيش في عمليات الاغتيال والتصفية، خاصة بعد تصفية مصطفى بدر الدين أحد قادة حزب الله، وهو ما دفع الصحف للتباهى بعمليات الاغتيال التي نفذها من قبل ضد سمير قنطار، وعماد وجهاد مغنية، وحسن لقيس، ووصفت الصحف الإسرائيلية أن عمل القوات الخاصة التابعة للجيش الاسرائيلى يبدأ بجمع المعلومات، وينتهى بالقدرة على العمل في أي مكان فوق الكرة الأرضية. وفى هذا السياق، كشف المحلل العسكري «يوسى يهوشع» في مقاله بصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن الآلية الإسرائيلية في تنفيذ عمليات الاغتيال، قائلا إن المقاتلين القائمين على عملية الاغتيال يمرون بعملية تحضير صعبة من خلال فرق الكوماندوز الخاصة، الأمر الذي يُمكن الجيش الإسرائيلى من العمل في عمق الدول العربية دون ترك بصمات. وسخرت الجريدة قائلة إنه في الوقت الذي يتحدث فيه الإعلام عن الحرب بين الجنرالات في الجيش الإسرائيلى يتدرب المقاتلون على عملية اغتيال جديدة. وتطرقت الصحيفة إلى التغييرات التي أجراها رئيس الأركان «جادى أيزنكوت» في الجيش الإسرائيلى، حيث قام بتوحيد أربع وحدات خاصة مغلان ودفدفان وإغوز وريمون في كتيبة واحدة للاستفادة من القدرات بالحد الأقصى وزيادة نجاح هذه الوحدات، ويشترك مع تلك الوحدات السايبر والأقمار الصناعية. وشرحت الجريدة كيف يتم اختيار فريق عملية الاغتيال، فتقام دورة للتجنيد ويختار الجيش الإسرائيلى من هم الأفضل، ويقوم بتوزيعهم على الوحدات الخاصة والوحدات التكنولوجية وينشئ بذلك طاقما مقاتلا يبدأ بجمع المعلومات النوعية، ويستمر في بناء إطار للعملية وينتهى بأفضل مقاتلى الكوماندوز في العالم الذين يعملون بتصميم وسرية ويفاجئون العدو بالعملية غير المتوقعة. ثم تطرقت الجريدة للحديث عن غرفة العمليات المُسماة ب«مظلة النار» على الحدود الشمالية، التي تتابع كل النشاطات المختلفة في الجانب المُحتل من الجولان السورى وكذلك جنوبلبنان، وفى هذه الغرفة يقوم الضابط باتخاذ القرار السريع الذي تتم ترجمته من خلال الجيش الإسرائيلى ميدانيا لعملية اغتيال أو تصفية، وهو ما نسمعه لاحقا عن قيام الجيش الإسرائيلى بعملية اغتيال لمجموعة على الحدود الشمالية، أو قصف هدف متحرك يحاول التسلل، أو محاولة زرع عبوات ناسفة بالقرب من الجدار، أو تدمير موقع عسكري أو آلية عسكرية وغيرها الكثير.