ابدأ الحكاية قلم وكراسة كتبت على قد ما وصلت في الدراسة، 4 سنين لورا أول ديوان اتطبع، أشعاره محفوظة أكيد من كتر ما اتسمع".. بمثل هذه الكلمات خرج عن صمته الطويل لفيض الانتقادات التي وجهت إليه خلال الفترة الأخيرة، ليرد على الجميع بكل احترافية عبر فيديو كليب، لا يمكن تصنيفه مجرد أغنية مصورة، وإنما قصة حياة بتقلباتها وسقطاتها بداية من "مين ده" حتى الوصول للتربع على قمة النجاح والشهرة. 5 دقائق من الزمن لخص خلالها زاب ثروت حكايته، أحد أبرز الوجوه الشابة في ساحة المزيكا المستقلة بمصر وامتد صداه لخارج حدود أم الدنيا، باتخاذه مسارًا مغايرًا تمامًا في الأداء الغنائي، ربما في ظاهره "راب" وبطريقته "شعري" وأحيانًا "غنا على شوية مزيكا"، لكنه بعيدًا عن كل التصنيفات أو المسميات الاعتيادية، تمكن من خلق "حاجة تتسمع" صعب تصنيفها تحت مسمى معين، ومن الأصعب محاولة تقليدها. "انت مش رابر"، "إيه علاقتك بالهيب هوب"، "انت فاكر نفسك مغني وللا إيه"، "هو أي حد بقى كاتب وشاعر"، بدون مبالغة في التوصيف ربما كانت هذه الجمل هي أكثر ما وصف به زاب من انتقادات أو تعليقات ربما تكون في بعضها "سخيفة" أو "مقصودة"، وربما تعتبر "تكسر من عزيمة أي حد"، وفي بعض الأحيان "عيار عمل دوشة أكتر ما صاب"، فمنذ بداية ظهوره على الساحة منذ بضعة سنوات، ازدادت تعابير الاستغراب عن محتوى ما يقدمه، فهو يغني كلام موزون أشبه بالشعر أو الخواطر على تيمة مزيكا موحدة، اعتبر نفسه أحيانًا "رابر" ليلقى انتقاد الرابرز حول ماهية ما يقدمه، غير تعليقات الشعراء والكتاب على ما يكتبه، لكنه حاز نصيب الأسد من "التريقة" و"ردود الفعل السلبية" على آخر أعماله "حبيبتي"، والذي تمكن من كسر أرقام المبيعات خلال معرض الكتاب، لكنه نال سيلًا من التعليقات الساخرة حول ضعف ما كتبه، وهو ما جسده زاب في كلمات "الكتاب الرابع حقق النجاح في معرض الكتاب كان الأول باجتياح، الهجوم شديد طيب ممكن التفسير لو غلطت أنا هتأسف وهبدأ في التغيير". رغم اتخاذه جانب "الصمت" دون تعليق على كل ما حدث له مؤخرًا من "كلام عليه" وصل لحد "التطاول والإهانات"، خرج أخيرًا عن صمته ليرد على كل منتقديه بطريقة احترافية لم تكن متوقعة بالمرة، عبر "أغنية" تعتبر فيلم قصير عن رحلته أبدعها المخرج أنس طلبة، وستوديو أكسير، ولا يمكن نكران اللمسة الموسيقية غير العادية للموزع ساري هاني، والذي خلق حالة سماعية آسرة تدخلك على الفور في وصلة من الإعجاب والسرحان على وقع المزيكا والقصة وتركيزك حول معاني الكلمات التي اختارها زاب والتي لخصت حكايته وردوده ببساطة، فتكفي مثلًا جملة "عمري ما قلت إني كاتب ولا حكون أديب يمكن هاوي لسه في البداية بس أكيد بصيب، مش عيار بيدوش يروش والسلام، أنا بكتب كل كلمة ليكو بتركيز واهتمام". أيًا كان رأيك فيه، من إعجاب أو كراهية أو حتى عدم اعترافك بالنجاح الذي وصل إليه، إلا أنه يكفي فقط أن تبدي إعجابك ولو بمجرد الفكرة التي خرج بها للرد على الجميع، دون الحاجة إلى "بوستات طويلة" أو"هروب"، رد ربما يوصف ب" قصف جبهة" لكل من انتقده أو حاول كسر عزيمته في يوم ما، اختار اسم "ملعونة الشهرة" أن يكون عنوان الأغنية، ولو ركزت في معانيها فلربما يمكن اعتبارها "مشكلة عامة" يواجهها أي فنان أو شخص يسعى للكمال وقمة النجاح، لتصيبه لعنات الشهرة من محاولات التشويه والانكسار وغيرها، "ملعونة لو شهرتك مبنية على النفاق، ملعونة لو شهرتك لضميرك منسياك"، لكن تبقى فقط جملة واحدة هي كافية لتلخص ردود كثيرة على كل من يسعى لهد نجاح غيره، اسع فقط لحلمك وواجه الانتقاد بعملك وقلها بعلو صوتك "باقي وهوصل رغم ظن أي حد".