استطاعت المخرجة اللبنانية زينة دكاش، أن تبرز قضايا واقعية هامة، بطرق وأفكار مبتكرة خارجة عن الصندوق، فقد قامت دكاش بتحرير 38 سجيناً من محبسهم ببلدية رومية اللبنانية، ليتحولوا إلى أبطال عرضها المسرحي الجديد "جوهر في مهب الريح"، حيث عملت على تبديل الجانب السلبي لديهم إلى طاقة إبداعية رائعة، قاموا بتقديمها بأداء أزهل جميع من تابعهم. وتهدف "جوهر في مهب الريح" إلى معالجة السجناء المرضى النفسيين بالدراما، وهو العمل الثالث الذي تنجزه دكاش في سياق مشروع "قصة منسيين خلف القضبان" وفي قلب السجن، بعد "12 لبناني غاضب" (2009) و"شهرزاد في بعبدا" (2012)، وتطلّب إعدادها نحو عام ونصف عام قضتهما بين السجناء تصغي إليهم وتكتب لهم وتمرّنهم مطوّعة أجسادهم وتعابيرهم، ودافعة بهم إلى إخراج المكبوت في نفوسهم ولا وعيهم، حيث قامت دكاش بتدريبهم على أداء زملائهم من السجناء الذين يعانوا من المرض النفسي، لأستحالة ظهورهم للجمهور لما يعانون منه من مرض يغلب السيطرة عليه. حضر العرض المسرحي كل من، نهاد المشنوق، وزير الداخلية والبلديات، اللواء ابراهيم بصبوص المدير العام لقوى الأمن الداخلي، رمزي شرف الدين، وزير العدل القاضي، النائبان عاطف مجدلاني وغسان مخيبر، مستشار وزير الداخلية لشئون السجون العميد المتقاعد منير شعبان، العميد محمد عبدالله ممثلا قائد الجيش، والمقدم إيلي الديك ممثلا المدير العام للأمن العام، قائد الدرك بالوكالة العميد الركن جوزف الحلو، وشخصيات سياسية ودبلوماسية، وسفراء من عدة دول أجنبية وعربية، قضاة وممثلون عن الهيئات الروحية، وعدد من ضباط قوى الأمن الداخلي وناشطون من مؤسسات المجتمع المدني.