سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعرف على فضائل شهر شعبان.. سالم عبدالجليل: تُعرض فيه الأعمال على الله تعالى.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر فيه العبادة.. ونهى عن صوم آخر يومين فيه إلا لمن كان يصوم صومًا فليصُمْه
في الوقت الذي أعلنت فيه دار الإفتاء المصرية استطلاع هلال شهر شعبان مساء اليوم تُثار تساؤلات حول فضائله لا سيما أنه كان يتميز بخصوصية عند العرب منذ قديم الأزل، كما أنه تمتع بالخصوصية والأهمية، كذلك بقدوم الإسلام لما اختص به من عبادات إضافة إلى أنه يسبق شهر رمضان المبارك السطور التالي ترصد فضائل شعبان وأهميته في الإسلام. في البداية قال الداعية الإسلامي الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، إن شهر شعبان هو اسم للشهر، الذي يقع بين رجب ورمضان، وقد سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه، وقيل: تشعبهم في الغارات، بعد إيقافها في رجب لأنهم كانوا يحرمون القتال فيه. وقال "عبدالجليل"، إنه تميز الشهر بطابع خاص عند الرسول صل الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا". وأضاف: وقد رجح العلماء أن النبي صل الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، واستدلوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت "ما علمته -تعني النبي صل الله عليه وسلم - صام شهرا كله إلا رمضان"، وفي رواية له أيضًا عنها قالت: ما رأيته صام شهرًا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان، وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: "ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملا غير رمضان، أخرجه البخاري ومسلم. وأشار "عبدالجليل" إلى أنه إذا بحثنا عن سبب إكثار النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان فسنجد الإجابة في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ذاك شهر تغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم. رواه النسائي بسند صحيح وفي رواية لأبي داود: "كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان"، وقوله: "ترفع فيه الأعمال"، لا يتعارض مع قوله: عن يوم الخميس أيضًا "ترفع فيه الأعمال"، لأن الأعمال ترفع في كل أسبوع يوم الخميس، وترفع في كل عام في شهر شعبان. وقوله: "شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان". وتابع يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان - الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام، وشعبان ليس كذلك. ولفت إلى أنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة، ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره، لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صومًا فليصمه". أخرجه البخاري ومسلم، مؤكدًا أن صيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال: أحدها: أن يصومه بنية الاحتياط لرمضان، فهذا محرم. الثاني: أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك، فجائز، ونساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان. والثالث: أن يصام بنية التطوع المطلق، فمكروه، وقيل: محرَّم، للأمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر؛ ويستثنى من هذا: أن يوافق عادة له، مثاله من كان تعود على صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع فلا بأس بصيامهما وإن وافق يوم الشك. ولفت إلى أن شهر شعبان فرصة لكل مسلم يريد رضى الله سبحانه وتعالى، ويريد دخول الجنة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أي شخص آخر، وكذلك عليه أن يتوب من المعاصي والذنوب، فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه"، رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.