دعا نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله، المجتمع الدولي إلى العمل سويًا من أجل تنفيذ خطة إستراتيجية شاملة لمواجهة تنظيم (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مشددًا على ضرورة التصدي لأفكار هذه التنظيمات وأيديولوجياتها التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وقال الجار الله -خلال كلمته اليوم الإثنين أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع السادس للمجموعة المعنية بالاتصالات لدول التحالف الدولي ضد (داعش) برئاسة الإماراتوالولاياتالمتحدة وبريطانيا والتي تستضيفها دولة الكويت- إن هذه الخطة الإستراتيجية الشاملة تشمل الأسرة، ودور العبادة، ومراكز التعليم بمناهجها، ووسائل الإعلام عبر تطوير وتصميم منظومة إعلامية وإلكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل، وبث برامج تشيع روح التسامح وتنبذ الكراهية والتعصب، وتعلم النشء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على المحبة والسلام. وأضاف أن عقد الاجتماع يعد دلالة واضحة على عزم المجتمع الدولي المضي قدمًا في صيانة أمنه واستقراره وتخليصه من شرور الإرهاب، موضحًا أن الاجتماع يعقد في ظل استمرار الظروف الدولية المضطربة والنزاعات الإقليمية التي ساهمت في خلق أرضية لاحتضان المنظمات الإرهابية وقواعد للانطلاق منها لتهديد الأمن والاستقرار ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع. وأشار الجار الله إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية استطاعت استغلال التكنولوجيا المتطورة وبرامج التواصل الاجتماعي في أسوأ أشكالها من خلال بث أفكار هدامة وتجنيد مقاتلين وجمع أموال، الأمر الذي ساهم في مد أمد بقائها واستمرارها. وبين أن الجهود الدولية وما يقوم به التحالف الدولي ضد (داعش) يؤكدان أهمية المواجهة الشمولية في التصدي لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ويؤكد عزم العالم على الوقوف في وجه الإرهاب واجتثاثه. وأكد الجار الله أهمية توحيد وتنسيق الجهود الدولية للتعاون مع شركات التواصل الاجتماعي للحد من استغلال (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا، وذلك من خلال مساندة المراكز الدولية كمركز (صواب) و(هداية) ومركز محمد بن نايف للمناصحة وحملة (سكينة) للتصدي لإعلام (داعش). وأوضح أن دولة الكويت شرعت -من خلال اللجنة العليا- لتعزيز الوسطية بإعداد إستراتيجية عملية لنشر الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والكراهية والعنف وفق ثلاثة مستويات: الأول توجيهي معني بالتوجيه الديني والأخلاقي والاجتماعي وفق أساليب ومنهجيات دينية وعلمية مبتكرة. وقال الجار الله إن ثاني هذه المستويات إعلامي تقني يشتمل على تطوير وتصميم منظومة إعلامية وإلكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل، وثالثها الأمن المجتمعي وهو المعني بتعزيزه بأساليب متطورة ومبتكرة. وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتطلع إلى هذا الاجتماع بأمل لاتخاذ الخطوات اللازمة التي من شأنها ترجمة مواقف التحالف في مكافحة الجماعات الإرهابية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ونبذ جميع أفكارها المتطرفة التي ترفضها كل الأديان السماوية، لتحقيق طموحات المجتمع الدولي للقضاء على هذه الآفة المقيتة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وجدد الجار الله التأكيد على موقف دولة الكويت "الصلب المبدئي والثابت" المناهض للإرهاب بكل أشكاله وصوره والداعم لكافة الجهود الدولية الرامية لوأده والقضاء عليه. من جانبه، شدد مساعد وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية للشئون الدبلوماسية والشئون العامة ريتشارد ستينجل -في كلمة مماثلة- على ضرورة وضع المجتمع الدولي حدًا لرسالة (داعش) الإرهابية سواء على صعيد الحملات العسكرية التي "نحقق فيها تقدمًا أو في الجانب التقني والإلكتروني". وقال ستينجل "نعمل على آلية لتطوير مكافحة الرسائل الإرهابية لتلك الجماعات على مختلف المواقع الإلكترونية من خلال شركات التواصل الاجتماعي التي أبدت استعدادًا للتعاون معنا في الحرب على الإرهاب". بدوره، قال مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الإماراتية محمد أبوالشهاب -في كلمته- إن بلاده عملت على إنشاء عدة مراكز في كل من الإمارات وأمريكا والمملكة المتحدة في إطار الحرب على الإرهاب، الأمر الذي ساعد على دحض حملات التجنيد والدعاية الإرهابية ل(داعش). وشدد أبوالشهاب على ضرورة الاستعداد والجاهزية التامة لتنويع وجودنا على شبكة الإنترنت، مضيفًا: "فمن الممكن أن يستخدم (داعش) سبلا أخرى للتأثير وتوجيه دعايتها الإرهابية"، مؤكدًا وجود تنسيق مع عدة مراكز وأصوات قادرة على محاربة هذه التنظيمات المتطرفة في المؤسسات الدينية العربية والإسلامية.