سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. حكاية تمثال إبراهيم باشا أبرز زعماء الجيش المصري.. صنعه فنان فرنسي وترميمه الآن في إطار تطوير القاهرة الخديوية..أزاله ثوار الحملة العرابية من مكانه وأعاده الخديوي
سيطرت فكرة تخليد الزعماء والسياسيين على مخيلة الشعب المصري طوال تاريخه، وعلى قدر الإنجاز التي تركه كل زعيم كان يصاحبه تكريم قوي من جانب الدولة المصرية لصناعة تماثيل تذكرنا بالزعماء الأقوياء اللذين أحدثوا فارقا كبيرا في التاريخ العربي والمصري وأخذ هذا التكريم أشكالا عديدة سواء عبر ذكره في كتب التاريخ أو إقامة مباني تخلد اسمه أو نحت تمثالا فريدا يعبر عنه، وكان من أبرز السياسيين اللذين تركوا بصمه مميزة في تاريخ الجيش المصري كان الزعيم إبراهيم باشا، والذي يتواجد تمثاله في ميدان دار الأوبرا، والذي يشهد على عظمة الزعيم وهو يمتطي جواده ويشير بإصبعه بعيدًا، وهو لا يهدأ استعداد لفتوحات جديدة جديدة لصالح الدولة العثمانية، ويعتبر التمثال الذي تمت صناعته في عهد الخديو إسماعيل في القرن التاسع عشر مثالا رائعا على لمسة الفنان الفرنسى "كوردييه" الذي تم وضعه عام 1872 إلتماسا لرغبة الخديوي لصنع تمثال لأبيه. التمثال أثار عددا كبيرا من الجدل السياسي طيلة الفترات الماضية بالتزامن مع ترميمه لتشابكه مع عددا من الدول العربية والأوروبية التي خضعت بلادها لحكم إبراهيم باشا، وتزامن هذا الجدل مع زيارة الملك سالمان إلى مصر حيث تصاعد الفيس بوك بإطلاق تساؤلات حول سر تغطية التمثال من قبل نشطاء الفيس،وأرجع عددا كبيرا منه أنه تم تغطيته منعا لإحراج الملك سالمان أثناء مروره.حيث كان إبراهيم الباشا وراء سقوط الدولة السعودية الأولى في شبة الجزيرة العربية ضمن إنتصاراته السياسية، حيث قام إبراهيم باشا بالسيطرة على على الدولة السعودية الأولى، والتي تأسست عام 1744 في منطقة "الدرعية"، والتي كانت تشمل أجزاءا كبيرا من شبه الجزيرة العربية بعد عدة معارك مع حكام المناطق وبعض الأمراء الآخرين،لتنتهي بسقوطها بيد القوات العثمانية على يد القوات العثمانية تحت قيادته عام 1818.، وهو ما نفاه الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم برئاسة الآثار. مؤكدا في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" أنه لا صحة لما رددها نشطاء الفيس بوك.لأن التمثال تم تغطيته للحفاظ عليه من الرياح والأتربة لخضوعة للترميم منذ شهرين في إطار تطوير القاهره الخديوية. بل قامت محافظة القاهرة بتقديم مساعده قيمه وذلك بإقامه الشدات المعدنية لتيسير الوصول لقمته، وأضاف "سنبل" أنه كان يلزم تغطيته لحجبه عن المارة لزيادة تركيز فريق عمل الترميم،وكذلك لحماية المواد والخامات من التطاير بفعل الهواء، وأرجع "سنبل" ترديد مثل تلك الادعاءات للشياطين الإخوان- على حد تعبيره - لافتا إلا أن الإخوان هم كانوا السبب الرئيسي في نسج قصص من خيالهم لا توجد على أرض الواقع.مبديا إندهاشه الشديد كذلك من الادعاءات التي زعمت أن وزارة الآثار قامت بتحريك التمثال من مكانه لنفس الهدف. السعودية لم تكن هي البلد الوحيد في طرف القصص التي تناثرت حول تغطيه التمثال، بل تشابك التمثال أيضا مع الاستياء التركي في بداية وضعه على القاعدة الخاصة، والتي كانت تحمل لوحتين تؤكد هزيمتها أمام جيوش إبراهيم باشا، وهو ما أثار اعتراض تركيا التي تدخلت ورفضت وضع اللوحتين لأنهما تمثلان هزيمتها أمام الجيوش المصرية في معركتي"نزيب"،والثانية تمثل معركة"عكا" ، وبالفعل سافر كوردييه إلى فرنسا ومعه اللوحتان. وفي عام 1948 قررت الحكومة المصرية في إطار احتفالها بمرور 100 سنة على وفاة إبراهيم باشا، وضع اللوحتين، وحاولت التواصل مع حفيد كوردييه لإيجاد اللوحات، إلا أن تلك المحاولة فشلت، فقام الفنانان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج في صنع لوحتين شبيهتين بلوحتي كورديه، وهما الموجودتان حاليا على جانبي التمثال. وقبل البدء فى تنفيذ التمثال نظم فريق العمل زيارة إلى مصر لمقابلة الخديوى ومعاينة الأماكن التى سيوضع بها التمثال، وفى 5 صفر 1286 هجريا صدر أمر من الخديوى إسماعيل بتحويل مبلغ ستة آلاف جنيه إلى أحدى البيوت المالية فى باريس باسم الكونت نيودركيك، وحتى يتمكن من صرف المبلغ إلى الفنان الذى سيقوم بصنع التمثال وهو المسيو كوردييه، حتى تم الانتهاء من صنعه فى عام 1872 م، ونصب التمثال فى عام 1872 بميدان العتبة الخضراء فى أول الأمر، وفى عام 1882 قام الثوار العرابيون بإنزاله من فوق قاعدته باعتبار صاحبه أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وبعد أن هدأت الأمور أعيد إقامة التمثال فى ميدان الأوبرا فى مكانه الحالى.