قال الدكتور أشرف ياقوت، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة، إن تكلفة زراعة قوقعة الأذن تماثل تكلفة زراعة الكبد والكلى، وإن الصوت يتكون من ذبذبات تسير فى موجات عبر الهواء، وعندما تصل موجة صوتية إلى الأذن الداخلية، فإن قوتها تتضاعف 90 مرة عمَّا كانت عليه فى الأذن الوسطى، وهنا يتحول الصوت إلى نبضات عصبية، بمساعدة جهاز كورتى، وهو جسم نسيجى صغير داخل القوقعة، ويحتوى على 17.000 شعيرة دقيقة جدا، وتستثير هذه الشعيرات الدقيقة حوالى 30000 ليفة عصبية لحمل النبضات العصبية إلى المخ، وينقل عصب القوقعة هذه الدفعات إلى المركز السمعى من الدماغ، ويترجمها الدماغ بدوره إلى أصوات. وأضاف: «المهمة الأصعب فى نظام السمع تكمن فى كيفية عمل الخلايا العصبية فى الدماغ على هذه الإشارات لتعطى الإنسان نعمة الإحساس بالصوت، وبسبب الحساسية العالية للخلايا الشعرية، فإنها معرضة للموت ولذا فعلى الإنسان أن يتجنب التعرض للأصوات العالية، حيث إن الخلية التى تموت لا يمكن أن تستبدل مع العلم أن عددها يزيد قليلا علي ثلاثة آلاف خلية». وتابع ياقوت: «السمع والكلام مرتبطان، بحيث إن الطفل الذى لا يسمع سوف يتأثر نطقه بحسب شدة ضعف السمع، ومنذ حوالى أربعين عاما تم اكتشاف القوقعة الإلكترونية، التى فتحت أملا جديدا للأطفال الذين أصيبوا بصمم منذ الولادة، والكبار الذين فقدوا السمع بعد أن اكتسبوا اللغة، وزراعة القوقعة حلم 4 ملايين مصرى يعانون من الصمم، يضاف لهم 500 طفل يولدون سنويا بنفس المرض، والجراحة تتكلف 160 ألف جنيه». ويستطرد: «القوقعة الإلكترونية عبارة عن جهاز على درجة عالية من التقنية الطبية، صمم لتجاوز الجزء التالف والمختص بالسمع فى القوقعة الطبيعية، وبالتالى ترسل إشارات كهربائية مباشرة للعصب السمعي ومن ثم إلى الدماغ، وتتكون من جزء داخلى تتم زراعته أثناء العملية وجزء خارجى يركب بعد 4 أسابيع من العملية، وتعتبر القوقعة الإلكترونية الحل الوحيد للمرضى المصابين بضعف سمعى حسى شديد إلى كامل، والذين لم يستفيدوا من السماعات العادية». ويلتقط الميكروفون الإشارات الصوتية، ويقوم معالج الكلام بفلترة الصوت وتحليله، وتنتقل هذه الشفرات عبر الجلد بواسطة موجات لا سلكية إلى المستقبل المثبت داخليا فى عظمة الأذن، وتنقل هذه الشفرات عبر الأقطاب المزروعة فى الأذن الداخلية، فيلتقط العصب السمعى هذه النبضات الكهربائية، ويرسلها إلى المخ، وتترجم هذه الإشارات إلى أصوات ذات معنى، ويجب على المريض أو العائلة أن تدرك أن زراعة القوقعة ليست نهاية المشوار، بل يحتاج المريض إلى متابعة مكثفة بعد العملية، قد تمتد إلى أربع سنوات، ومدة صلاحية الجهاز فى معظم الأنواع 10 سنوات، لكن هناك مرضى يستخدمون القوقعة لأكثر من 20 سنة.