لا يخفى على أحد من المتابعين، «تعمد» عدد كبير من وسائل الإعلام الغربية، لى الحقائق المتعلقة بالأوضاع فى مصر، والتركيز عليها بشكل لا يتضمن إلا هجومًا وانتقادًا، فراحت «تقذف» مصر ب «الطوب»، رغم بيوتها المشيدة من «زجاج»، وهو ما اتضح مؤخرًا فى تجاهل شبكة «بى بى سي» البريطانية، خبر تورط والد رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون فى فضيحة «وثائق بنما»، وترويجها لقصة عن تورط جهات سيادية فى تعذيب وقتل الباحث الإيطالى «جوليو ريجيني»، مستندًا فى ذلك إلى رسالة مجهولة من «رجل أمن مصرى سابق»، كما ادعت. بالأمس، انضمت وكالة «رويترز» للأنباء، إلى قائمة وسائل الإعلام الغربية «اللى حاطة مصر فى دماغها»، وفيما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، يقف مرحبًا بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى مؤتمر صحفى مشترك، أعقبه توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، التى يصل مستوى الشراكة بين البلدين إلى «التحالف الاستراتيجي»، نشرت الوكالة الأمريكية، خبرًا مليئًا بالسموم. نقلت الوكالة عن رجل أعمال سعودى «مُجهل»، لم تذكر اسمه أو حتى منصبه، واكتفت بصفة «المطلع»، تأكيده أن المملكة العربية السعودية لن تقدم مزيدًا من «المنح» إلى مصر، وقال وفقًا للوكالة «الدعم المالى الذى تقدمه المملكة إلى مصر لن يشمل منحًا بعد الآن، وسيأخذ صورة قروض»، موضحًا أن «الرياض» تسعى من وراء ذلك إلي توفير «إيرادات» تساعدها على مواجهة تدنى أسعار النفط. وأضافت الوكالة، نقلًا عن رجل الأعمال السعودى «المطلع مجهول الاسم»: «المملكة العربية السعودية ستضخ استثمارات وتقدم قروضًا ميسرة.. ولا مزيد من المنح»، لافتة إلى أن «المنح» التى سبق أن قدمتها السعودية والإمارات والكويت، عقب سقوط حكم الإخوان، ستتأثر بصورة كبيرة بسبب هبوط أسعار النفط، وبعض «الخلافات المتعلقة بقضايا إقليمية»، كما ادعت وكتبت هى «كخلفية للتقرير»، بعيدًا عن تصريحات رجل الأعمال السعودي. لم تكتف الوكالة بذلك، وبعد أن انتهت من تصريحات «الرجل المجهول»، أضافت على لسانها: « قد يزيد النهج السعودى الأكثر ترويًا، الضغوط على السيسى فى الوفاء بوعوده بتحقيق نقلة اقتصادية وخلق فرص عمل فى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان من خلال تنفيذ مشروعات عملاقة فى البنية التحتية». وتابعت «تدس السموم بين ثنايا تقريرها»: «أشادت الأنظمة الحاكمة فى منطقة الخليج ب«السيسى»، بعد أن أمسك بزمام السلطة فى 2013 وأطاح بجماعة الإخوان، التى كان ينظر إليها على أنها تشكل تهديدًا وجوديًا للدول الثرية التى تحكمها تلك الأنظمة».