استمعت نيابة شرق القاهرة، برئاسة المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام، أمس، لأقوال الكابتن طيار عمرو الجمل، قائد الطائرة المصرية التى تم اختطافها الثلاثاء الماضى، والتى جاء فيها: «إن المختطف سيف الدين مصطفى هدد بنسف الطائرة إذا هبط فى أى مطار مصرى، وأرسل له ورقة بثلاث دول، هى تركياوقبرص واليونان، ولم يحدد واحدة منها كرغبة أساسية، واخترت قبرص للهبوط لأن الوقود لن يكفينى للذهاب إلى أى منطقة أخرى، ومطار لارنكا كان الأقرب لي». وذكر «الجمل» فى أقواله أن هدفه الرئيسى كان الحفاظ على سلامة الركاب وتوصيلهم بسلام، وأنه كان لا يملك أى شيء سوى تمالك أعصابه والتعامل مع الحادث بهدوء، وأكد أنه وجه تعليماته لعنصر الأمن الموجود على متن الطائرة بالبقاء أمام غرفة القيادة وألا يسمح للمختطف بالاقتراب منها حتى لا يتمكن من السيطرة على الطائرة بأكملها، وأن فرد الأمن الموجود كان لا يحمل سلاحا لأن تعليمات الطيران تلزم العنصر الأمنى على متن الطائرات بعدم حمل السلاح، ولا يسمح له بالتعامل بعنف مع أى راكب إلا فى حالة حدوث كارثة كبرى مثل اقتحام قمرة القيادة. وأوضح الطيار أن «الخاطف كان مسالما جدًا، وتم تصويره بعد استئذانه فوافق دون تردد، ثم أرسلنا الصور للجهات الأمنية التى كانت على تواصل دائم معنا حتى وصولنا إلى قبرص، وعزمناه على شاى وعصير وكان يسمع كلامنا فى كل حاجة، ووافق على نزول كل الركاب، وأنا لا أعرف سبب تصرفه بهذه الطريقة، لكن ربما كانت أعصابه تالفة، أو كان يجارينا للوصول إلى ما يريده». وأنهى «الجمل» أقواله، بأن «الخاطف أعطى لى ظرفا به ست ورقات، بها معلومات عن جماعة تدعى التحرير الديمقراطى، وطالب بتحرير سجناء، وأقنعنا الخاطف بتنفيذ رغباته مع السماح بخروج جميع الركاب من الطائرة واقتنع بهذا الاتفاق، وبالفعل بدأ جميع الركوب فى الخروج من الطائرة». وفى سياق آخر، أنهى فريق النيابة العامة المكلف بإجراء التحقيقات بمطار برج العرب بالإسكندرية، حالة الطوارئ التى تم فرضها على المطار والعاملين به، وذلك لمنع خروج أى من العاملين بالمطار الذين شهدوا فترة إقلاع الطائرة التى تم اختطافها، وتغيير مسار اتجاهها إلى قبرص بعد إنهاء التحقيقات مع العاملين بالمطار. واستمعت نيابة شرق الإسكندرية برئاسة المستشار وليد البحيرى، المحامى العام الأول لنيابات غرب الإسكندرية، لجميع العاملين بالمطار الذين تغيبوا فى هذه الفترة وتبين لفريق النيابة مغادرة بعض الركاب خارج مصر لالتزامهم بأعمالهم، وقامت بإجراء معاينة تصويرية للواقعة. وكشفت التحقيقات أن المتهم تناول قرصين من المواد المخدرة قبل صعوده الطائرة، وذلك بعد أن عثر أفراد الأمن على قرصين غير معروف مصدرهما واسمهما داخل الحقيبة الخاصة بالمتهم، وعند سؤاله عنهما قال «إنه يتناول بعض المهدئات قبل صعوده إلى الطائرة لإصابته بالدوار، وأن أفراد الشرطة طلبوا من المتهم تناول الأقراص أمامهم إذا كان هذا هو الغرض منها، وبالفعل قام بتناول المواد المهدئة». وتحفظ فريق النيابة على الكاميرات الخاصة بالمطار، وذلك بعد الحصول على نسخة كاملة منها، بعد أن استمعت إلى أقوال 30 شخصا من العاملين بالمطار على رأسهم اللواء حسن حسنى مدير مطار برج العرب، الذى قام بشرح كل إجراءات تفتيش الركاب وإحضاره قائمة بأسماء الركاب على الطائرة وجنسياتهم، كما قاموا بمراجعة الإجراءات المتبعة بشأن تفتيش الركاب والحقائب وتفريغ الكاميرات الموجودة وأسطوانات الحقائب. وكشفت تحقيقات النيابة، أن المتهم تم تفتيشه بالفعل، وكان مرتديًا حزاما طبيا بحجة إصابته فى الظهر، ووضع حقيبته داخل جهاز الكشف عن الحقائب، إلا أن المواد التى كان يحملها كانت مكونة من مواد لا يكشفها الجهاز، لأنها كانت بلاستيكية، وقام بتجميعها داخل حمام المطار، ثم حصل على المناديل والصابون الموجود بحمام الطائرة ووضع قطنا وشاشا داخل الحزام لإيهام الركاب بأنه يرتدى حزاما ناسفا، وهو ما أكده بعض العاملين فى المطار، أثناء سماع أقولهم من وجود بعض الأسلاك البلاستيكية، داخل دورة المياه، وتم وضعها فى صندوق القمامة. ومن جانبه استمعت نيابة حلوان لأقوال أشقاء المتهم بخطف الطائرة المصرية، الذين أكدوا أن شقيقهم أخبرهم بأنه متزوج من أجنبية تعيش فى قبرص، وأنجب منها ابنتين وتبلغان من العمر 29 سنة، و27 سنة، وسافر لأكثر من دولة بحثًا عنهما وأرسل خطابات عديدة لوزارة الخارجية لكن لم يتم الرد عليه، وحاول الوصول إلى وسائل الإعلام أكثر من مرة، وباءت كل محاولاته بالفشل، ولم يتلق ردًا من أى مسئول. وأضاف أشقاء المتهم، أن شقيقهم كان يخرج كل يوم للبحث عن وسيلة للسفر للخارج للبحث عن بناته، لكنه يفشل بسبب سجله الجنائي.