«تشريح الفيلم» لمؤلفه «برنارد ف. ديك» وترجمة السينارست مصطفى محرم، والصادر عن المركز القومى للترجمة، من الكتب التى يمكنها أن تفتح طريقًا أمام المبتدئين فى مجال الكتابة عن السينما أو متذوقى الثقافة السينمائية بشكل عام لفهم الفن السابع وطبيعته ونشأته والوقوف على مكوناته وعناصره بأسلوب سلس ومشوق يناسب دارسى السينما أو غير الدارسين، أو كما يقول محرم فى مقدمته للكتاب «يزيل الغشاوة عن أذهان كثير ممن يقحمون أنفسهم فى مجال النقد السينمائى دون أن يحاولوا امتلاك أداة واحدة من أدواته». قام برنارد ديك بوضع الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام 1976 أثناء تدريسه سلسلة من مناهج النقد والسينما فى جامعة فيرليه ديكنسون ومع توالى صدور طبعاته فى سنوات مختلفة قام بتنقيحه وتزويده بأمثلة كلاسيكية وحديثة حتى يواكب التطور السريع فى تقنيات السينما من تصوير ومونتاج مستعينًا بأفلام مثل لا وطن للعجائز 2006 والجبل المنهار 2005 وسراباند 2003 والراعى الطيب 2006؟ يتناول الكتاب فى بدايته تعريفًا للوسيط السينمائى والعناصر المكونة للقطة السينمائية وكيفية توظيفها فى الفيلم لتوصيل الفكرة عن طريق اختيار موضع الكاميرا من عناصر اللقطة وعن طريق أساليب المونتاج أيضاً. ثم يتطرق الكاتب فى إيجاز لأهم أنواع الفيلم السينمائى ونظرية المؤلف التى بدأت بعد الحرب العالمية فى فرنسا على يد جودار وفرنسوا ترفو واندريه بازان عن طريق نشر مقالاتهم النقدية عن السينما الأمريكية فى كراسات السينما ثم تحولوا بعد ذلك إلى مخرجين، مؤسسين بذلك اتجاهًا جديدًا أثار الجدل حوله بين النقاد والمخرجين. ولم ينس الكاتب أن يحدثنا عن علاقة السينما بالأدب وكيف استمدت السينما أنواعها وتقنياتها من الأدب مستعينًا فى ذلك بتحليل فيلم الكبرياء والهوى ل«جو رايت»، ورواية دافنى دى مورييه (الطيور) التى أخرجها هيتشكوك للسينما عام 1952. يتضمن الكتاب أيضًا مدخلًا إلى تاريخ نظريات النقد السينمائى بالإضافة إلى إرشادات يمكنها أن تفيد الذين يمارسون الكتابة عن السينما فى قراءة الأفلام وتحليل عناصرها، وهى ليست قواعد ملزمة ولكنها نموذج لبعض الأسئلة التى يجب أن يطرحها الكاتب على نفسه حتى يتمكن من فهم الطريقة التى قام من خلالها المخرج من توظيف عناصره من أجل توصيل فكرة الفيلم.