قال سكان ومسعفون إن غارات جوية أسفرت عن مقتل 14 رجلا يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن يوم الأحد في واحدة من أكبر الهجمات التي تقودها الولاياتالمتحدة على الجماعة منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عام. ووقعت الضربات الجوية بينما ظهرت مؤشرات جديدة على تراجع التوتر بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على معظم الشمال اليمني والقوات التي تقودها السعودية بعد عام من القتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 6200 شخص. وقال مقيمون في جنوب اليمن إن طائرة قصفت مباني يستخدمها تنظيم القاعدة في محافظة أبين الساحلية الجنوبية ودمرت مقرا للمخابرات في زنجبار عاصمة المحافظة سيطر عليه المتشددون ويستخدمونه قاعدة لهم. وقال مسعفون إن ستة أشخاص قتلوا. وفي وقت سابق قال مقيمون لرويترز في اتصال هاتفي إن طائرة بدون طيار يشتبه أنها أمريكية قتلت ثمانية متشددين تجمعوا في ساحات قريتي الحضن ونقيل الحيالة بالمحافظة. واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الحرب بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي للسيطرة على أراض والعمل بحرية. ونفذت القاعدة هجمات تستهدف الدولة اليمنية على مدى سنوات وخططت لتفجير طائرات متجهة إلى الولاياتالمتحدة وأعلنت المسؤولية عن هجوم وقع في باريس في يناير كانون الثاني عام 2015 استهدف صحيفة فرنسية وأسفر عن مقتل 12 شخصا. وواصلت الولاياتالمتحدة شن حملة عسكرية بطائرات بدون طيار ضد المتشددين على الرغم من إجلائها آخر عسكريين وضباط مخابرات من اليمن في مارس آذار من العام الماضي. وأدت الهجمات الأمريكية إلى قتل بعض من أكبر قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منهم زعيم الجماعة ناصر الوحيشي الذي قتل بقصف من طائرة بدون طيار في يونيو حزيران. وفي الأسبوع الماضي قتلت طائرات حربية أمريكية 50 شخصا على الأقل وأصابت 30 آخرين في هجوم على معسكر تدريب تابع للقاعدة في جبال جنوب اليمن. وأكد جناح تنظيم القاعدة المحلي الذي يعرف باسم أنصار الشريعة يوم الاحد وقوع هجوم في 22 مارس آذار وقال إن مجنديه يجري تدريبهم على مقاتلة الحوثيين الذين يسيطرون على معظم الشمال اليمني. وأضافت الجماعة في بيان نادر وضع على موقع تويتر "ننوه بأن الكتيبة التي تم قصفها من قبل الأمريكان وبمباركة وكلائهم من حكام الخليج.. كانت تعد للالتحاق بالمجاهدين المكلفين بتحرير ولاية البيضاء.. ولكن يبدو أن الأمريكان وعملاءهم لم يعجبهم ذلك." ويحاول تحالف تقوده السعودية دعم هادي الذي أطاح به الحوثيون العام الماضي. ويخوض مقاتلو القاعدة الذين ينتمي كثير منهم إلى قبائل من جنوب اليمن وشرقه معارك ضد الحوثيين المنتمين إلى الشيعة الزيدية الذين يعتبرهم تنظيم القاعدة كفارا. وأكدت الولاياتالمتحدة استخدام الطائرات بدون طيار ولكنها امتنعت عن التعليق على هجمات محددة. وفي الأسبوع الماضي قالت الأممالمتحدة التي تحاول استثمار الهدنة على طول الحدود اليمنية السعودية إن الطرفين المتحاربين وافقا على وقف الاقتتال اعتبارا من منتصف ليل العاشر من إبريل نيسان. وبعدها ستنظم محادثات سلام في الكويت اعتبارا من 18 إبريل نيسان في إطار مسعى جديد لإنهاء الأزمة بعد فشل جولتين سابقتين من الحوار العام الماضي. وجاءت الهدنة عبر الحدود بعد تبادل للأسرى بين السعودية والحوثيين. وفي مؤشر آخر على تخفيف التوتر بين الطرفين قال محمد عبد السلام المتحدث باسم الجماعة يوم الاحد إن جماعته تبادلت أسرى مع السعوديين للمرة الثانية. وأضاف في بيان وضعه على فيسبوك إن أولى خطوات التفاهم والاحترام للجانب الإنساني من الصراع هو تبادل الأسرى الذي جرى يوم الاحد. وتابع أن الحوثيين أطلقوا سراح تسعة أسرى سعوديين مقابل مئة من مقاتليهم. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من التحالف الذي تقوده السعودية على هذا التقرير.