«السادات» زار حيفا سرًا مع زوجته «جيهان» بواسطة «اليخت الخاص» التوقيع جري بعيدًا عن استخبارات تل أبيب والجيش جيمي كارتر عن موافقة المستوطنين علي إخلاء سيناء: «هذا أفضل خبر سمعته فى حياتى» كشف الإعلام الإسرائيلى، عن بعض تفاصيل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأكدت الصحف العبرية أن مفاوضات سرية جرت بين السادات وبيجن قبل توقيع المعاهدة، والغريب أن هذه المحادثات تمت بعيدا عن رئيس الاستخبارات العسكرية شلومو جازيت، «الذى كان مسئول الاتصال مع السادات وتقييم أفعاله، وكذلك بعيدا عن رئيس هيئة الأركان مردخاى جور ووزير الدفاع عيزر وايزمان». وعندما قرر السادات زيارة إسرائيل، خرجت مراكز الأبحاث الإسرائيلية بنتيجة مفادها أن خلف الزيارة مؤامرة كبرى، وهذا التقييم جعل رئيس الأركان مردخاى جور، يحذر رئيس الوزراء مناحم بيجن من نوايا السادات قبل يومين من وصوله. فيما وصفت صحيفة معاريف زيارة السادات، بأنها كانت على أعلى مستويات الأمن، فساهم فى تأمين الموكب عشرات الآلاف من أفراد الشرطة والجيش، ورفرفت أعلام مصر وإسرائيل على طول الطريق من مطار بن جوريون إلى القدس. واستمرت زيارته لمدة ثلاثة أيام، حيث مكث فى «ياد فاشيم»، وشارك فى اجتماعات فى الكنيست، وصلى فى المسجد الأقصى، والتقى عدة مرات بمناحيم بيجن. بعد زيارة السادات إلى إسرائيل، أتى بيجن فى زيارة لمدينة الإسماعيلية فى 25 ديسمبر عام 1977. وهناك عقد قمة بمشاركة بيجن والسادات، ثم بدأت محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل ومصر التى انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد. أما عن مراسم التوقيع على اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس عام 1979 فى حديقة البيت الأبيض، بحضور 1500 مدعو، وبحضور جيمى كارتر رئيس الولاياتالمتحدة، ومناحيم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأنور السادات، بدأ الحفل بعزف النشيد الوطنى للدول الثلاث واستمر حوالى 45 دقيقة. وبحسب ما زعمت الصحيفة، أنه فى سبتمبر 1979، قام الرئيس المصرى أنور السادات بزيارة أخرى إلى إسرائيل، حيث وصل اليخت الرئاسى مع زوجته السيدة جيهان السادات إلى ميناء حيفا، وكان فى استقباله الرئيس يتسحاق نافون، ورئيس الوزراء مناحيم بيجن، وقام السادات بجولة فى مدينة حيفا وجلس فى منطقة دان الكرمل مع بيجن ونافون. أما موقع «واللا» فنشر عددًا من الوثائق التى تتضمن المناقشات التى جرت فى كامب ديفيد بين ممثلى إسرائيل ومصر والولاياتالمتحدة، فضلًا عن تفريغ المكالمات الهاتفية بين بيجن وكارتر والسادات، وكان من ضمنها أن الرئيس السادات طالب خلال اتفاق إطار المحادثات الإسرائيلية المصرية إدراج إشارة عن القدس، وهو الطلب الذى رفضته إسرائيل تمامًا، وعلق وقتها وزير الخارجية موشيه ديان قائلًا: المصريون يطالبون برفع «العلم الإسلامى» فى مكان ما على جبل الهيكل، ويبدو أن السادات يريد أن يمسك بورقة من أجل القدس». فيما كشف المحادثات التى نشرها موقع «واللا» أن الإسرائيليين كانوا يأملون فى التوصل إلى اتفاق مع مصر، دون تفكيك جميع المستوطنات فى سيناء، أو على الأقل دون أن تفعل ذلك على الفور، لكن المصريين لم يقبلوا ذلك، وساندتهم فى ذلك الولاياتالمتحدة، ووقتها عقد كل من وزير الخارجية موشيه ديان ووزير الدفاع عيزر وايزمان والنائب العام أهارون باراك والمستشار القانونى بوزارة الخارجية مئير روزين، واللواء أبراهام تامير والسكرتير العسكرى فرن. وتوصلوا إلى أنهم لا يمكنهم أن يضيعوا فرص السلام ويذهبوا لحرب جديدة من أجل المستوطنات، واقترحوا أن يتم عرض مسألة فك المستوطنات على الكنيست والجمهور ووقتها رد ديان: «الحكومة لن تقبل بهذا علينا تفكيك المستوطنات دون موافقتها». فيما أكد كارتر قائلا: «لدينا اختلاف جوهرى حول المستوطنات، السادات يريد أن يعرف إذا كان الكنيست وافق على إزالة المستوطنات أم لا، ما وضع الجيش الإسرائيلى حينها فى مأزق، وفى نهاية المطاف وافقت إسرائيل على الانسحاب الكامل من سيناء، بما فى ذلك إخلاء جميع المستوطنات فى شبه الجزيرة». وكشفت الوثائق أيضًا أن نقاط الخلاف الرئيسية فى المفاوضات كانت فى موعد الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، وترتيبات إمدادات النفط المصرى إلى إسرائيل، وقبل توقيع الاتفاقية بعشرة أيام وصل الرئيس كارتر لإسرائيل فى محاولة للتوصل إلى اتفاق حول هاتين النقطتين، وقال وزير الخارجية موشيه ديان حينها إنه فى ضوء الثورة فى إيران، فإن الأمريكيين بحاجة لإنجاز دبلوماسى فى الشرق الأوسط، وفى يوم 14 مارس، بعد وقت قصير من عودة كارتر للولايات المتحدة، اتصل به بيجن ليقول له إن حكومته قررت الاستجابة لاقتراح السلام وجاء نص المحادثة كالتالى: بيجن: «لدىّ أخبار جيدة، سيدى الرئيس»، تم حل مسألة تفكيك المستوطنات وموعد الانسحاب باتفاق أغلبية كبيرة فى الحكومة». كارتر: «نبأ عظيم... هذه أفضل الأخبار التى سمعتها فى حياتى». بيجن: قريبًا سننتهى مع التنسيق مع مصر فى وضع الصيغ النهائية للاتفاقية. كارتر: متى ستقدمها لى. تبدأ: «غدًا أو يوم الجمعة». كارتر: ما أسمعه الآن يجعلنى سعيدًا جدًا.