مشاورات ومناقشات دائمًا ما تسبق أى تعديل وزارى وشيك، لكن اللمسات الأخيرة هى ما تحسم هذه السلسلة من اللقاءات، والتى يعقدها رؤساء الوزراء مع المرشحين الجدد لتولى الحقائب الوزارية المختلفة. وعادة ما يغلب على تلك اللقاءات طابع السرية، فيما يخص المكان والزمان، فبالنسبة للمكان بعيدا عن مقر الحكومة الرسمى، ليخرج إلى أماكن أخرى بعيدا عن دائرة الضوء، وتحديدا يكون الاختيار لمكان العمل السابق لرئيس الوزراء، ليستقبل بمكتبه المرشحين ما بين موافق ومعتذر حتى يكتمل التشكيل بإعلان الحكومة الجديدة. وخلال تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الحكومة، شكل حكومته من وزارة التخطيط؛ باعتباره وزيرها السابق؛ وحكومة الفريق أحمد شفيق الذى شكل حكومته من وزارة الطيران؛ وحكومة المهندس إبراهيم محلب الذى شكل حكومته من شركة المقاولين العرب للاستثمار بالمعادى وبنادى المقاولين؛ وأخيرًا المهندس شريف إسماعيل الذى شكل حكومته من إحدى شركات البترول التابعة له. وكان من الملاحظ أن رئيس الحكومة المكلف يعود دائما من حيث أتى ليشكل حكومته؛ باعتبارها المكان الأكثر سرية بالنسبة له. وعلمت «البوابة» أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل كان قد التقى خلال الأيام الماضية داخل إحدى الهيئات التابعة لوزارة البترول بالتجمع الخامس «شركة مهارات الزيت والغاز»، فى 340 شارع التسعين بالتجمع الخامس الشمالى مركز المدينة؛ عددا من المرشحين الجدد لتولى بعض الوزارات «21» مرشحا؛ بعد أن استبعدت الجهات الرقابية عددا من الأسماء التى قامت بدراسة سجلاتها لوضع تقييم لها، إلا أن بعضها لم تنطبق عليه الشروط، ليبدأ بعدها العد التنازلى سريعا ل«التعديل الوزاري». ودخوله حيز التنفيذ، ليتم عرض الأسماء المرشحة على رئيس الجمهورية بعدها. ومع حالة السرية التى فرضت على مكان اجتماع إسماعيل بمرشحى الوزارات، إلا أنه اختار إحدى الهيئات التابعة لوزارة البترول باعتباره المكان الأكثر أمنًا وهدوءًا لعرض ومناقشة المنصب الوزارى مع من يتم اختياره والتى واجه فى بعضها بعض الاعتذارات لا سيما فى حقائب المجموعة الاقتصادية. وهي الطريقة نفسها التى شكل بها إسماعيل حكومته قبل أشهر؛ ليأتى التغيير الوزارى ليعود رئيس الوزراء إلى إحدى شركات البترول لإجراء التعديل الحكومى من داخلها. محلب.. والمقاولون العرب أما عن الحكومة السابقة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، فكانت قد شملت كواليس عديدة حيث التغيير الوزارى الأول بتشكيل الحكومة، ثم التعديلات الوزارية اللاحقة على تلك الحكومة، والتى تغير معها بعض الوزارات فى كل مرة، ولعل أهم ما كان يميز الترتيبات السابقة لتلك التعديلات الوزارية هى السرية التامة، خوفًا من أن يتأثر أداء باقى الوزارات، لذلك كان رئيس الوزراء حينها محلب حريصًا على أن تتم تلك المقابلات بالمرشحين لتولى الوزارة بشركة المقاولين العرب للاستثمار ونادى المقاولون العرب؛ وبعيدا عن مقر مجلس الوزراء. كان محلب قد أجرى عدة اتصالات هاتفية فور تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى له بالحكومة؛ وكان يلتقى كل الوزراء المرشحين ب «برج 2 فاخر - أبراج عثمان - كورنيش النيل المعادى» حيث التقى بعشرات المرشحين لحين استقراره على تشكيله الوزارى. الجنزورى.. وزارة التخطيط أما عن حكومة الدكتور كمال الجنزورى، والذى كان مكلفًا بتشكيل حكومة الإنقاذ الجديدة، فقد استقبل وقتها الوزراء المرشحين للمناصب الوزارية بمكتبه السابق بوزارة التخطيط. شفيق.. والطيران فى يوم 29 يناير 2011 وبعد أن كلف الرئيس الأسبق حسنى مبارك؛ الفريق أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة حكومة أحمد نظيف؛ توجه شفيق إلى وزارة الطيران الذى ظل يشغل وزارتها 9 سنوات؛ ليلتقى بعدد من المرشحين لشغل منصب وزير فى حكومته، وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم أحمد زكى بدر وأحمد جمال الدين موسىوطارق كامل وماجد عثمان وجورجيت قلينى وأيمن فريد أبوحديد وحسين العطفى وسميحة فوزى وسمير الصياد، ومنير فخرى عبدالنور وزاهى حواس.